ننتظر من سيادة الرئيس صاحب المبادرات الاجتماعية الخلاقة قرارا بانشاء صندوق تضامن اجتماعي ، يضعه بين ايدي امناء ، وطنيين اتقياء ذوي قلوب رحيمة ، يجمعون ما يجود به اهل الجود والكرم - وهم كثر في البلاد والمهجر - فيعينون السلطة الوطنية على تحمل المسؤوليات تجاه شرائح المجتمع الفقيرة ، فكثير من ابناء شعبنا كرام النفوس ، يفضلون الموت على السؤال ، لكن سؤال الحكومة واصحاب الخير عنهم وتأمين احتياجاتهم المعيشية حق وواجب . فطلقات مدفع الاعلان عن حلول شهر رمضان لو اطلقت لتبدد دويها وانسجب مدحورا أمام دوي قرار الرئيس ابي مازن بعدم اقامة حفلات الافطار المعتادة في شهر رمضان مستثنيا اسر وذوي الشهداء والأسرى والمعتقلين ورصد وتوجيه اي جهود او اموال باتجاه المحتاجين من الشعب " ... واقتصار الاحتفال بشهر رمضان الكريم على الشعائر الدينية جاء تعبيرا مباشرا عن مستوى رقي الوعي الاجتماعي والثقافي والفهم المنطقي والموضوعي لمثل هذه المناسبات نتمنى أن يصبح مع قادم الأيام والسنين منهجا , فقد تعودت المؤسسات الرسمية الحكومية المدنية والعسكرية على أكل موازاناتها في الولائم وحفلات الافطار التي غالبا ماترى ذات الوجوه " الضيوف الكبار " على موائدها ، وكأن الموائد لا تنصب في شهر الصدقات والبركات الا للميسروين المبسوطين والموظفين الكبار ( اللي ربنا عاطيهم ) أما المساكين والفقراء فلهم الله والرئيس حيث جرت العادة تنظيم افطار على شرفهم في المقاطعة والمنتدى في زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات ! تأكد للرئيس ان المؤسسات الحكومية الرسمية ليست وحدها التي يأكل موظفوها الكبار والقليل من الموظفين الصغار في شهر رمضان الاموال العامة دسما " الخواريف المحشية والمشاوي " وحلاوة " القطائف ومشتقاتها من العصائر " فاهاب بمؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني الالتزام باجراءات التقشف وتوجيه دعمها واعمالها الخيرية نحو دعم صمود الشعب واعانته على مواجهة مصاعبه الاقتصادية ، مقترحا التبرع المباشر للمستحقين من فئاته الفقيرة والمعوزة " ، فشهر رمضان تحول بسبب المفهوم التقليدي المخالف لجوهر معاني الشهر المبارك الى مشروع لاسراف أموال الشعب التي تأت لمؤسسات المجتمع المدني من مصادر تمويل مختلفة فيذهب أكثرها الى " الكروش" المنتفخة أصلا ، أما البطون الجائعة فان مشهدا تلفزيونيا او صورة صحفية يظنها البعض كافية لرد " عيون الحساد " ودرء تهمة الفساد !. " لنجعل شهر رمضان المبارك شهرا للتراحم والتكافل الوطني والاجتماعي من اجل تعزيز صمود شعبنا وسلطته الوطنية في معركة الدفاع عن حقوقنا الوطنية الثابتة والمشروعة " . لارمضان بدون تكافل وتضامن ، ولا وطن بدون افكار ثورية تنتصر للقيم الأخلاقية وتنقي تقاليد المجتمع من " زيوان " المفاهيم البالية ... الشهر هذا العام رمضان رئاسي ، فكل عام وانتم والوطن بخير وبركة وسلام وحرية واستقلال