بما ان نضالنا الفلسطيني من اجل لملمة هويتنا المبعثرة وإقامة دولتنا المستقلة فوق ارض الوطن فلسطين يقوم على قاعدة وحدة الشعب ووحدة القضية، فإن التركيز يجب ان يستمر في تصعيد المعركة ضد الاستيطان الذي قامت عليه دولة اسرائيل حتى قبل ان تعقد الحركة الصهيونية مؤتمرها الأول في نهاية القرن التاسع عشر، حيث كانت قوى الاستعمار تتهيأ للعمل بدلا من الدولة العثمانية المنهارة، والمثقلة بالديون وقوانين الحياة للأقليات التي فرضت عليها، فقد كان الاستيطان هو الخطوة الاولى في طريق غير شرعي طويل ومستمر حتى الآن ويفرض نفسه عبر عربدة القوة، وعبر التنكر لمبادئ القانون الدولي والانساني الذي تمارسه الحكومة الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي حتى ضد قرارات المحاكم الاسرائيلية نفسها التي تصدر ضد حالات جزئية من الاستيطان، ولكن الحكومة الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي لا ينفذاها، والمعركة ضد الاستيطان يجب ان تكون على أشدها كل يوم وعلى المستويات كافة ولا يجب ان تسبقها أية قضايا أخرى، ناهيك عن القضايا الجانبية المفتعلة التي تثيرها بعض الفصائل والجهات وتحاول ان تدعي ان المعركة بيننا، والتي يجب ان تعامل بدرجة جادة من المسؤولية، فلماذا كلما تصاعدت المعركة ضد الاستيطان الذي هو جوهر الاحتلال فاننا نجد بعض الجهات التي تسمي نفسها زورا وبهتانا بانها فلسطينية توجه بوصلتها المعطوبة الى عناوين اخرى مختلفة اختلافا، مثل الانقسام وتكريسه ومثل محاولة النيل من الانتخابات او توجيه موجات الاتهام ضد رموز ومؤسسات الشرعية الوطنية، مع علم هذه الجهات انها تقوم من خلال ذلك بخدمة الاحتلال الاسرائيلي او من يتهافتون اقليميا على التطبيع المجاني معه، ويجدون البعض منا من يتساوق معهم ويغطي أهدافهم المحرمة.
في الايام القليلة الماضية تصاعد النقد الدولي ضد سباق الاستيطان الاسرائيلي كان هناك تعبير عن القلق، وتأكيد على عدم الشرعية والقانونية، هذا جيد بشكل استثنائي،ونريد تحويل كل ذلك كما قال مندوبنا الدائم في الأمم المتحدة الدكتور رياض منصور إلى خطوات وقرارات اكثر جدية واكثر عملية، وذلك يحتاج منا الى عمل شاق ومنظم وحسب المعايير، والابتعاد عن المهاترات، وعدم تحول البعض منا الى خيوط للعواصم واذناب للآخرين!!! هذه صورة للشعب الفلسطيني أيام ضعفه وقبل ان يصنع بالدماء والشهداء والتضحيات الكبيرة قيامته الشاملة.