آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية محملة على الشاحنات من الغذاء والدواء والماء تقف على أبواب معبري كرم أبو سالم ورفح عاجزة من الولوج إلى قطاع غزة لتوزيعها على الغزيين الذين وفق مصادر أممية باتوا على وشك حافة المجاعة بسبب نقص المواد الغذائية والدوائية، ولم تأذن لها إسرائيل بالدخول إلى قطاع غزة منذ إنتهاء المرحلة الأولى لاتفاقية الهدنة التي تم توقيعها قبيل وصول الرئيس الأميركي ترامب إلى البيت الأبيض. 

منذ بدء الأزمة في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023 فقد منعت إسرائيل توريد المواد الغذائية وقننت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع وفرضت حصارًا وأعلنت أنه سيمنع عن قطاع غزة الغذاء والدواء والماء والوقود، وما سمحت به من دخول للمساعدات في قطاع غزة ومواد غذائية هو لإبقاء الغزيين إحياء يترنحون بين الموت والحياة. 

وبسبب حرب التجويع والتعطيش فقد بعض الغزيين بعضًا من الأطفال وكبار السن حياتهم، ومع ذلك لم تجد أذانًا صاغية وتصلبت الإنسانية من الرحمة، وبالرغم من الضغط الدولي من دول العالم والمنظمات الإنسانية الدولية مثل الصليب الأحمر الدولي، واليونيسيف ومؤسسات الأمم المتحدة  على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية على قطاع غزة.

تشير إحصائيات المؤسسات الدولية أن مليون ومئة ألف مواطن غزي على حافة المجاعة. وأن %90 من سكان قطاع غزة الآن يعانون من انعدام الأمن الغذائي. كما أن هناك خوف من انتشار الأمراض لشح الخدمات الصحية وعدم القدرة للوصول إلى مياه صحية آمنة ونظيفة.

أطلقت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، قبل يومين نداءً عاجلاً من معبر رفح الحدودي بضرورة توسيع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير، ووصول الإمدادات الغذائية الحيوية إلى مستويات منخفضة بشكل خطير.

لقد أكدت ماكين: أن هذه الأزمة لا تهدد السلام والاستقرار الإقليميين فحسب، بل إنها تقوض  الجهود الجماعية لمكافحة الجوع في جميع أنحاء العالم.
وصرحت ماكين فور عودتها من معبر رفح الحدودي في مصر، قائلة: "في الوقت الحالي، لا يعرف الآباء في غزة إذا كان بإمكانهم إطعام أطفالهم اليوم ولا يعرفون حتى إن كانوا سيعيشون للغد".

ومن خلال هذا النداء نستطيع ان نفهم أن المساعدات الإنسانية بالأطنان التي تم توريدها إلى قطاع غزة ها هي تتكدس على الحدود وتقف أمام معبر رفح عاجزة من الدخول إلى القطاع، بسبب العراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقرار الحكومة الإسرائيلية بفرض الحصار وحرب التجويع الذي تمارسه على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. هذه الأوضاع تؤكد تصريحات السيدة ماكين حول تعفن تلك المساعدات التي تقف منذ ستة عشر شهرًا أمام بوابات غزة وتتعرض للظروف الجوية بين الحر والبرد على حدود غزة بسبب القيود المفروضة على إدخالها، مما يزيد من معاناة السكان وسط صمت دولي مقلق.

حري اليوم وقبل فوات الأوان من أصحاب الشأن في "م. ت.ف" وبالمنظمات الإنسانية الأممية أن تعلن عن غزة منطقة مجاعة في ظل استمرار هذا الوضع الإنساني المتردي ومعاناة الغزيين. التصريحات بأن غزة تعاني من الجوع وأنها على حافة المجاعة، يبدو أنه لا يسمع من به صمم، ولا يسمع كل هؤلاء الذين يشاهدون المشهد ولا يحركون ساكنًا، لذا فإن حراكًا من الممكن أن يتصدره مجلس الأمن الدولي بات مطلبًا انسانيًا من الممكن أن يحدث تغيرًا نوعيًا في المجال الإنساني ووقف الحالة المتردية وتلك المجاعة، هذا الحراك أصبح ضروريًا ومطلبًا إنسانيًا لإنقاذ الأرواح من المجاعة، عندما بتنا نشاهد أطفالنا وكبار السن والنساء في غزة يموتون، وعندما أصبح يتصدر تقرير المؤسسات الأممية أن غزة باتت على حافة المجاعة، أي الموت جوعًا.