هل تعلمون ان الاسلام لم يدخل غزة الا قبل تسعة اعوام فقط أي في الثاني عشر من شهر حزيران 2007، وان اهل غزة من قبل هذا التاريخ كانوا من قوم أبو لهب وأبو جهل؟! قد لا تصدقون.. ومعكم كل الحق في ذلك، لكنا نحيلكم الى فارسة الفتح الاسلامي في قطاع غزة– الحمد لله انها تستخدم وسائل وتكنولوجيا التواصل ولا تركب فرسا، ولا تحمل رمحا وسيفا، حتى وان كانت طعنات لسانها اشد من طعن الخناجر!!!!.
اسألوا الفاتحة التي اتت على صهوة الفاتحين السيدة رجاء، الذين نظروا الينا يوم فازوا في الانتخابات التشريعية قبل فتحهم غزة بعام واحد وكأننا كفار قريش.
سنذكركم بما قاله اميرها– قدس الله سره– اسماعيل هنية حينها بعد ان وقف منتشيا بعد انتهاء لعبة الديمقراطية التي دخلوها رغم انهم كانوا يعتبرونها (لعبة الكفار) قال وقتها ولكم في غوغل مرجع امين: سنقول كما قال رسول الله لأهل مكة عندما فتحها: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" يومها قلنا له ومن على منبر هذه الجريدة وفي هذه الزاوية بالذات: "لستم فاتحين ولا نحن كفار قريش" ...فمن يأخذ الدين سكينا لقطع النسيج الاجتماعي، واحراقه بنيران التمييز والتفريق بين الناس، ضالون مضللون.
السيدة رجاء الحلبي- لا نشبهها بالسيدة عائشة او السيدة خديجة رضي الله عنهما أو أي سيدة من المؤمنات النبيلات اللواتي تركن آثارا طيبة في ذاكرة المسلمين والمؤمنين منذ حوالي 1400 عام- هي مسؤولة المرأة في حماس قالت: ان اهل غزة ما كانوا يمتون للفكر الاسلامي بصلة قبل حماس، وان الله بعث حماس رحمة للعالمين"!!!!!!.
قلنا لكم وما زلنا نعتقد بما قلناه ان منطق التكفير لم يأت مع داعش ولا القاعدة من قبلها وانما هو وليد جماعة الاخوان.. لكن الذي حدث ان تضخما على الذات قد طرأ وتحديدا على اعضاء فرعهم في فلسطين، حتى باتوا يعتقدون ان تاريخ المسلمين يبدأ من تاريخ فتح غزة، في (غزوة الانقلاب) التي أرهصت لجماعة الاخوان في اقطار عربية فرصة الانقضاض على انظمة الحكم، باستغلال الحراك الجماهيري فيما سمي فيما بعد– ظلما- الربيع العربي.
بعد اسقاط جماهير الشعب المصري لنظام جماعة الاخوان الذي لم يستطع الصمود لأكثر من عام، وبعد مراجعات رئيس حزب النهضة التونسي، وبعد انكشاف (الراعي والسلطان الأكبر) لما يسمى لجماعات واحزاب (الاسلام السياسي) المعتدل باتفاقات التطبيع والعلاقات العسكرية والأمنية مع دولة الاحتلال التي تعمل 24 على 24 لتهويد القدس اولى القبلتين، كان واجبا على قيادات حماس- الذكورية منها والنسائية– اخذ نفس عميق، وقسط من الراحة بعد عناء (الهوبرات) وخطابات (البطر بالقوة) والانزواء جانبا، للبدء بمراجعة شاملة، فلعلهم يدركون قبل فوات الأوان، مبلغ قوة التدمير الكامنة في خطابهم التكفيري هذا على المجتمع والشعب الفلسطيني، وقد يستخلصون في اللحظة قبل الأخيرة ان المستفيد من انفجار فلسطيني داخلي بسبب هذه الخطابات هم الغزاة منذ وعد (بلفور) البشري، فالله لا يضع مفاتيح ابواب الرحمة في اياد الظالمين.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها