هل يشاهد كتاب الأعمدة ورؤساء التحرير و(ابطال افلام الكرتون في الفضائيات الحارقة الخارقة) فتياتنا الفلسطينيات وهن ينزفن دماءهن الطاهرة لحظات او دقائق او ساعات قبل ارتقاء ارواحهن الى السماء؟!.
لا حجة لأحد من الذين يشهرون اقلامهم كسيوف حرب، أو متكئين على أرائكهم، في فنادق النجوم الخمسة وذلكم الذين يفرقعون صور البطولة في هواء فضائياتهم (الحزبية) وهم قاعدون، يعدون ما يظنون انها (مكاسب فئوية) يسحبونها من (بنك دماء) الشهداء الشباب والأطفال المسفوكة بنزعة ارهاب الدولة والجيش الاسرائيلي المجرد من الأخلاق, فيما امهات الشهداء وذووهم والمواطنون من ظلم الاحتلال وجبروته يرون النجوم في عز الظهيرة.
- منظومة الاحتلال الاسرائيلي، وداعش المستوطنين اليهود، وارهاب دولة الاحتلال مسؤولون أولا واخيرا عن اندفاع رجالنا ونسائنا شبابنا وأطفالنا من الجنسين لميدان نهاية محتومة، لكن ما بين اولا واخيرا تكمن مسؤولية احزاب وفصائل ووسائل اعلام حزبية محلية واخرى عربية، تقزم ارهاب وجرائم ضباط وجنود جيش الاحتلال والمستوطنين (داعش اسرائيل) امام تضخيم صورة الضحية الفلسطيني.
كيف يجرؤ هؤلاء على (التنظير) لابداعات الشباب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، فيما جنود الاحتلال والمستوطنون يتربصون بشبابنا وفتياننا واطفالنا، واصابعهم على زند بنادقهم، يمارسون هواية صيد الفلسطيني لحظة دخوله مرمى النيران، فترقى ارواحهم للسماء، وتثكل امهاتهم وامهاتهن، وتدمى قلوب آباءهم وأبائهن عليهم وعليهن، فيما حضرة رئيس التحرير، أو كاتب العمود (كالعمود الاسمنتي) او المجعجع في (الفضائيات المجاهدة في الهواء) المجردة قلوبهم من الرحمة، والعاطفة، يسوقون (كلامهم وشعاراتهم) وصحفهم ووسائل اعلامهم، المعجونة بدهن المصطلحات الوطنية، المغمسة بدماء الضحايا.
يضعف هؤلاء (القاعدون – المتقاعسون) رواية (الضحية الفلسطيني)، صاحب الحق التاريخي والطبيعي في وطنه فلسطين، أمام رواية دولة الغزو والاحتلال والمستوطنين الارهابيين، فاسرائيل ما زالت تملك مقومات الغلبة اعلاميا بما تملك أو بما تسيطر عليه من وسائل اعلام عالمية مؤثرة في صناعة الرأي العام العالمي، ذلك أن تقديم الفتى او الفتاة الضحية بصورة (بطل) ابدع وسائل مقاومة كما يحلو لهم رسم الحالة، هي بمثابة بينات ودلائل يلتقطها الاحتلال لدعم وتعزيز(روايته كضحية) كعادته – في ظل التفات وسائل الاعلام العربية والعالمية كافة – عن قصد او دون قصد - نحو برك الدماء المسفوكة يوميا في دول الجوار العربي.
لو فكر شباب بلادي لاكتشفوا الحقائق عن راكبي موجتهم، ولو نظروا بعمق الى حال الأقطار العربية لرأوا كيف ان الشباب كانوا مجرد وقود، ودرجات سلالم لصعود (محترفي السياسة).
على شباب وطني الحفاظ على قدراتهم ومقدراتهم، الى يوم يأخذ كل فلسطيني موقعه في ميدان المقاومة الشعبية السلمية من اجل هدف وطني واحد: الحرية والاستقلال، فدماء وارواح 46% من الشهداء منذ تشرين الاول الماضي وعددهم حتى تاريخ كتابة هذا المقال 180 اسما فلسطينيا طيبا مقدسة ارواحهم ونفوسهم وحيواتهم كثرى هذه الأرض، يدفعنا نحن العقلاء الكبار، ويحث شبابنا وفتياننا وأطفالنا ايضا على التفكير واستخلاص العبر والحكمة، وعمن يجني ثمار تضحياتهم العظيمة.
- المقاومة حق مشروع.. لكن قوانينها وفنونها وظروفها تنتجها ارادة شعبية شاملة، تمثلها قيادة وطنية موثوقة، لا يجوز اخذها بقرار فردي، او اطلاقا لطاقة شحن اعلامي.
حماية اطفالنا وشبابنا مسؤولية وطنية بلا حدود.. والا سيكتب التاريخ عنا اننا جلسنا نتفرج عليهم، وهم ينزفون، حتى استشهدوا، ثم تسابقت فصائل على الفوز بنسب انتمائهم اليها، ثم طبعنا (بوسترات) ومشينا في مواكب تشييعهم، ثم رجعنا الى بيوتنا يتلمس كل منا سلامة اطفاله وأبنائه ويفكر و( يُنّظِر) لألف طريقة وطريقة لحمايتهم وابعادهم عن دائرة شهوة المحتلين والمستوطنين لدمائهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها