لا يمكن أن تسمي الحراك السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة قد ظهر صدفة أو دون أجندات أو أنه تجسيد للديمقراطية الفلسطينية، أو حتى في إطار المقاومة أو أي شيء يخطر على بال أحد. إن ساعة العمل في الحفر من تحت المقاطعة للانقضاض على النظام السياسي الفلسطيني في اللحظة المناسبة يبدو أنها قد بدأت. تمرد في الشمال يصاحبه حراك من القوى الراديكالية ذات الأسبقيات في الانقلاب على منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية، وبوق إعلامي يصدح ليل نهار من أجل تعزيز الحراك الجديد، وكذلك فإن وسائل التواصل الاجتماعي تقزز النفس لما يصدر عن هذا الحراك.
سيدي الرئيس مشروع الشرق الأوسط الجديد من الواضح أنه يحتاج إلى هذا الحراك وتلك الأدوات حتى يتم تنفيذه. فكانت بشائره مدوية في الإقليم وأنتم تعرفون ذلك أكثر من غيركم، وفي المحصلة إنها من أجل طمس معالم القضية الفلسطينية،
الصحفي والمحلل الإسرائيلي تساحي زلمان للقناة 12 الاسرائيلية يقول: "إن نتنياهو ورئيس الشاباك وضعا خطة للتواصل مع شخصيات فلسطينية معتدلة في يهودا والسامرة لخلق بدائل تحكم التجمعات العربية في حال انهارت السلطة، وأفاد الصحفي زلمان أن رئيس الشاباك سيجتمع مع شخصيات فلسطينية في يهودا والسامرة في الأيام القادمة بالتنسيق مع قادة فلسطينيين لوضع خطة احتياطية لمستقبل السلطة الفلسطينية. يقول زلمان: أن نتنياهو شخصيًا يشرف على الاتصالات مع هذه الشخصيات، وتأتي هذه اللقاءات في ما يسمى تعزيز التعايش السلمي بين العرب والإسرائيليين في الضفة الغربية أو ما يسمونها بالمصطلح الإسرائيلي يهودا والسامرة، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الطرفين لما فيه فائدة للجميع ونشر ثقافة تقبل الآخر والابتعاد عن العنف".
المشروع الإسرائيلي لخلق قيادة بديلة للشعب الفلسطيني من أجل إنهاء القضية الفلسطينية، هو واحد من المسارات لتحقيق هذا الهدف وهناك مسارات أخرى بعضها مدوية وأخرى ناعمة، لم يتوقف يومًا وأن اللقاءات مع قيادات محلية هي منذ بدء هذا الاحتلال للضفة الغربية وقطاع غزة، لكن على الدوام سقطت هذه المشاريع ، بسبب إصرار شعبنا على مقاومة هذا المشروع. لكن الذي يحدث اليوم، هو إحكام إسرائيل خيوط اللعبة، عندما أسقطت المشروع الوطني الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية، وعززت الانقلاب الحمساوي في قطاع غزة، وبعد أن انتهت من احتلال غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، بدأت مشروعها في الضفة الغربية لإنهاء دور منظمة التحرير الفلسطينية، والإبقاء على سلطة خالية من السلطة فقط لإدارة مشروع الرواتب والقضايا التعليم والصحة والمساعدات الإنسانية، بمعنى إدارة مدنية بشخوص فلسطينية. وبهذا تكون قد أحكمت قبضتها على إنهاء القضية الفلسطينية.
سيدي الرئيس ، فضلاً وليس أمرًا كل اللقاءات والمشاريع والبرامج يجب أن تدقق معالمها وتمر عبر السلطة الفلسطينية، ليس تفردًا أو استبدادًا، ولكنه الحذر من تلك المشاريع التي أصبحت واجبًا مقدسًا، ومن مكمنه يؤتى الحذر، ولا دخان بدون نار.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها