هل من شيءٍ يوجع قلبك، وينهش روحك، أكثر من سماع حسيس صوت ابنك تحت ركام بيتك، لكنك تقف عاجزاً عن إنقاذه، أو استدعاء أحدٍ يمكنه مساعدتك، في رفع كتل الإسمنت والحديد الجاثمة فوق روحه؟!
يا الله.. فمثل هذه الوجيعة تصيب قلوب آلاف الآباء والأبناء والأمهات، وهم يسمعون حشرجات أحبائهم تحت الركام، فيما يقفون عاجزين عن مدّ يد العون لهم، ويتركونهم لتتحول منازلهم إلى مقابر لهم.
في الأمس، قضى 12 طفلاً دون سن العاشرة، تحت ركام منزلٍ يعود لعائلة خلّة في جباليا، بينما بقي مثلهم تحت الأنقاض، ولا أحد بوسعه الوصول إليهم؛ فالغربان المسلحة بأدوات الفتك والدمار تلاحق كل من يحاول الاقتراب من المنازل المدمرة لتقديم المساعدة.
نحو 80 شهيداً وعشرات الجرحى في يومٍ واحد، في تصعيدٍ يُعيد الإبادة إلى أيامها الأُولى، في الوقت الذي تواترت فيه الأنباء عن تقدمٍ في مفاوضات الصفقة، وانطفاء إوار المجمرة.
"كل الطرق تؤدي إلى الموت في غزة"، هذا ما خلص إليه تقريرٌ لمسؤولة الطوارئ في وكالة الغوث الدولية "الأونروا" أمس، حيث قالت: "إن غزة هي من أكثر الأماكن المحزنة بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، فقد قضى 14500 طفل، وأُصيب الآلاف في نار الإبادة المستعِرة منذ أربعة عشر شهراً.
أوقِفوا الإبادة الآن..!
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها