شكرا للمرة المليون لهبة الاجيال الفلسطينية الشابة المعاصرة الذين فجروا انتفاضتهم التي عبرت شهرها الثالث وهم يدفعون كامل الاستحقاق والثمن الباهظ من دمائهم وزملائهم الشهداء الذين لهم كل المجد، فهذه الهبة فجرت ايضا كل الاسئلة المطروحة على الجميع دون استثناء، اسئلة مطروحة على الفصائل والنخب السياسية الفلسطينية في كل مكان، اسئلة مطروحة على النظام الاقليمي الدولي- ان كان هناك لا يزال ما يستحق ان نسميه بنظام اقليمي عربين واسئلة مطروحة على النظام الدولي، واسئلة مطروحة على اسرائيل وهي الاسئلة الاصعب.
اسرائيل في خمس السنوات الاخيرة تحت قيادة نتنياهو في حكومتي الثالثة والرابعة تقوقعت داخل الجيتو، واعتبرت نفسها بعيدة عن الخسائر ومدعومة بشكل غير مبرر من اميركا وفي حالة اقتصادية جيدة بل ممتازة، وزعيمها الأول نتنياهو لا يضغط عليه احد، فالكل في اسرائيل تحت قدميه ما دامت له حصة في الحكومة، وحتى المعارضة الاسرائيلية-وهي تعبير مجازي وليس واقعيا- رضيت من الغنيمة بمجرد البقاء فقط.
اسرائيل تجاهلت عن عمد مريب نداءات الوجع وانذارات الواقع، بل انها اصبحت اكثر بشاعة واقرب الى منطق الاستعمار القديم الذي كان يفرض نفسه بقوة الحديد والنار ثم يدعي انه جاء لمصلحتهم جاء ليجعلهم ارقى، وان الاستعمار ليس سوى رحمة من الله للشعوب المستعمر!!! وقد وصل المنطق الاسرائيلي الى قاع الانحطاط الفكري والسياسي حين اصبحت تلوم الفلسطينيين تحت الاحتلال لانهم مقصرون في حفظ امنها !!! وتبرر نفسها حين تقتلهم وتسرق ارضهم علنا وتدمر حياتهم اليومية ولا تترك طاقة للامل، تبرر نفسها بقوانين من العهد التركي مثل قانون صياح الديك وقوانين من العهد البريطاني وحين لا تجد فانها تذهب الى الخرافات، الى ان قامت الاجيال الفلسطينية بهذه الهبة فلم تصدق اسرائيل ولم تعترف وامر نتنياهو بالرصاص الحي ضد الاطفال والشباب رماة الحجارة، وهدم بيوت عائلات الشهداء، وسحب الهويات المقدسية، ومحاكمة الاطفال والترحيل للعائلات والقاء القبض حتى على جثامين الشهداء!!!
صورة مفجعة للارهاب والعنصرية والعدوانية التي بلا اي غطاء، فهل تملك اسرائيل خيارات اخرى؟؟؟ والجواب بالنفي قطعا ولا ادل على ذلك من الموقف الاسرائيلي الاخير من الاتحاد الاوروبي، وهروب اسرائيل من الاسئلة التي طرحها كيري في زيارته الاخيرة هل تريدون حل الدولتين ام الدولة الواحدة؟؟؟ بل ان حلفاء نتنياهو الذين يرتمون تحت قدميه اصيبوا بالذعر والتشنج عندما طرح نتنياهو فكرة تأمين الكتل الاستيطانية وطالب حليفه الاميركي ان يعترف بها فصرخ حلفاء نتنياهو في وجهه، وقالوا: ان كل الارض لنا ولا شيء للشعب الفلسطيني.
عبقرية هبة الاجيال الفلسطينية انها طرحت كل الاسئلة انها طرحت كل الاسئلة في الوقت الحرج جدا، واسرائيل تفشل في الاجابة ومن هذا الفشل الاسرائيلي انطلقت الهبة وتتغذى وتصعد الى شهرها الثالث وسوف تدخل شهورا اخرى، وهي استجابة اجيال واستجابة شعب عانى الامرين من سلوك اسرائيل، والشعب يطور نفسه ويجدد قناعاته ويراكم خبراته فبماذا ستجيب اسرائيل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها