فتح ميديا/ لبنان، إحياءً للذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة أقامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" مهرجاناً سياسياً حاشداً في قاعة الشهيد فيصل الحسيني في مخيم الرشيدية الجمعة 2013/1/4.

 تقدم الحضور وزير الصحة الفلسطيني هاني عابدين، والنائبان اللبنانيان علي خريس ونواف الموسوي، وسفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، وسفير فلسطين لدى كردستان عضو المجلس الثوري نظمي حزوري،  وأمين سر إقليم حركة "فتح" في لبنان رفعت شناعة، وأعضاء من قيادة حركة "فتح" التنظيمية والعسكرية في لبنان وصور، وممثلو فصائل "م.ت.ف" والفصائل الفلسطينية، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، وممثلو الجمعيات الأهلية والاجتماعية والأونروا، ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد من رجال الدين والفعاليات اللبنانية والفلسطينية.

بعد عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ألقى الوزير عابدين كلمة جاء فيها:"نحن في داخل الوطن نواجه المحتل والاعتقال والاستيطان، وهدم البيوت وقلع الأشجار. ورغم ذلك خلال العدوان على المحافظات الشمالية تقاسمنا حبة الدواء وأرسلنا فرقاً طبية وانتفضت الضفة الغربية ليعرف العدو أنه لا يحن على الكف إلا الكف الأخرى وأن الرهان على انقسامنا خاسر".

وتوجه عابدين إلى لبنان قيادةً وشعباً قائلاً: "إن الفلسطيني قبل اللبناني يرفض التوطين ويتمسك بحق العودة، وحتى يتحقق هذا الهدف لابد من خلق ظروف للعيش".

وأضاف "جئنا نحمل رسالة من القيادة الفلسطينية بأننا معكم ولن نترككم وسنبقى على تواصل مع الدولة اللبنانية لتوفير أفضل ظروف لكم على الرغم من الظروف المالية الصعبة".

وألقى عباس الجمعة كلمة "م.ت.ف" وجاء فيها: "إن الإرث الكفاحي لحركة "فتح" ولمنظمة التحرير الفلسطينية هو ما جعل شعبنا يلتف حولها"، لافتاً إلى أن انتصارَي غزة والأمم المتحدة هما دليلان ساطعان على تضحيات الشعب الفلسطيني رغم كل التهديدات والضغوطات التي تعرض لها الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية.

ودعا الجمعة إلى تبني إستراتيجية وبرنامج وطني جامع، وتحقيق الوحدة الوطنية ومواجهة الاحتلال وإجراءاته باللحمة الوطنية وإعادة تفعيل مؤسسات شعبنا القيادية وعلى رأسها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعبنا.

من جهته هنَّأ الموسوي الشعب الفلسطيني بذكرى الانطلاقة معلِّقاً: "ما رأيناه اليوم من مئات الآلاف التي خرجت كبحر لا ضفاف له في غزة، لم يكن احتفالاً بالانطلاقة، هذه كانت انطلاقة، ولم يكن احتفالاً بثورة بل هو ثورة يقول فيها الشعب الفلسطيني أنه مازال وفياً لنهج المقاومة التي كانت ومازالت متمثلةً بفصائل المقاومة وعلى رأسها حركة فتح".

ولفت الموسوي إلى أن المطلوب اليوم هو الوحدة على ثابتتين هما المقاومة وفلسطين مشيراً إلى أن أي خطاب لا يعتبر إسرائيل عدواً هو خطاب صهيوني، ومؤكداً أنه لا معنى لثورة لا تجعل وجهتها فلسطين.

وشدَّد الموسوي على أن الشعب الفلسطيني من حقه أن يعامل كنازح بسبب المجازر المرتكبة بحقه لا كنازحٍ بسبب كوارث طبيعية، لافتاً إلى أن هذا الأمر يستدعي إدراج حق النضال حتى العودة لفلسطين في قائمة حقوق الفلسطيني.

بدوره هنأ خريس حركة "فتح" بانطلاقتها فقال: "لقد تعلَّمنا من مدرسة الإمام الصدر أن فلسطين هي قضيتنا، وهي في صلب مقاومتنا، وأن الشعب الفلسطيني هو شعب أبيٌّ، وهذا ما تجسَّد من خلال التوافق واللقاءات الدائمة بين الإمام موسى الصدر وبين الرئيس ياسر عرفات".  واعتبر خريس أن فلسطين هي المستهدفة من كل ما يجري اليوم في الوطن العربي والدول العربية، وشدد على أن البوصلة يجب أن تبقى باتجاه فلسطين والقدس لافتاً إلى أن الانتصار لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال وحدة الفصائل الفلسطينية التي تخشاها إسرائيل.

أمَّا كلمة حركة "فتح" فألقاها شناعة قائلاً: "حركة "فتح" نقلت الشعب الفلسطيني من واقع التشرد إلى واقع الثورة، إلى واقع الصراع على أرض فلسطين"، لافتاً إلى أنه لا يمكن الحديث عن حركة "فتح" دون ذكر الرمز ياسر عرفات لأن العلاقة بينهما جدلية، ومضيفاً: "تعلَّمنا منه القرار الفلسطيني المستقل ومازلنا، تعلمنا منه الصمود ومازلنا صامدين، تعلمنا منه الوحدة الوطنية ومازالت هي هدفنا ومبتغانا، هو الرابط الوطني والتاريخي الذي يربط بينه وبين الرئيس أبو مازن رئيس الدولة الفلسطينية رغماً عن إسرائيل وأصحابها، هذا الرابط هو الصمود فالرئيس أبو مازن يصمد في المقاطعة حيث عجزت إسرائيل عن قهر الشهيد ياسر عرفت، واليوم الرئيس أبو مازن صامد بنفس الأسلوب والمبادئ".

واعتبر شناعة أن قوة حركة "فتح" تنبع من رضى الجماهير عليها، مؤكداً أن ما جرى في غزة والضفة الغربية من مهرجانات ضمت كافة القوى الفلسطينية كانت صفعة قوية لإسرائيل لأنها كانت تراهن على الانقسام، داعياً إلى إتمام المصالحة الفلسطينية وسيلةً لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

ونوَّه شناعة إلى أن الاحتفال الذي جرى في غزة هو الرافعة الوطنية الحقيقية للعلاقات الوطنية والأخوية في قطاع غزة والضفة، مشدداً على أن انتصارَي غزة والأمم المتحدة كانا نتاج التعاون والوحدة بين الصفوف، ومشيراً إلى أن الانجاز الأممي هو واحد من أهم المقررات لأنه يبطل الاستيطان وينص على محاكمة الأسرى وفق قوانين تخالف تلك المتبعة بحقهم حالياً، خاتماً بالقول: "هذا أبسط شيء نقدمه لهؤلاء الأبطال".

 

مهرجان سياسي حاشد لحركة فتح