تدمير لكل معالم القطاع واستهداف لكل مقومات الحياة في سعي مستمر من هذا الاحتلال لإفراغ غزة من سكانها، اضاعة للوقت ومراوغات يتقنها نتنياهو لخدمة لمصالحه بغطاء أميركي وصمت دولي لا مثيل له، ملفات عدة تناولتها الإعلامية مريم سليمان في حلقة خاصة عبر قناة فلسطيننا الفضائية، مع الكاتب والمحلّل السياسي ورئيس مركز جذور لحقوق الإنسان الدكتور فوزي السمهوري.

بدايةً أكَّد السمهوري، أنَّ  نتنياهو صرح بكل عنجهية في الساعات الأولى من العدوان "أنه سيعمل على تدمير قطاع غزة، لتبقى 50 عامًا في ذاكره الأجيال"، فبالتالي سيلجأ إلى تدمير البشر والشجر و الحجر الفلسطيني، وحتى اللحظة هو ماضي بإبادة شعبنا.

وأضاف، هذا العدو الإسرائيلي الممعن بارتكاب أشكال الجرائم كافةً، دون الخوف من المسائلة، ويضرب بعرض الحائط كل الإرادة الدولية، القوانين الدولية، قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وتعهداته مع الدول العربية،مؤكدًا أن كل ما يتم تنفيذه في غزة، سيؤثر على الأمن القومي المصري وكذلك ما يتم الآن بالضفة الغربية بمدنها وقراها ايضا سيؤدي إلى المس بالأمن القومي الأردني، فبالتالي هدف الاحتلال تضييق سبل الحياة بكل الوسائل لإجبار الشعب الفلسطيني جزئيًا أو كلياً لمغادرة وطنه التاريخي من خلال التهجير القصري.

وقال: "إنَّ القيادة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني هم عامل أساسي لإجهاض هذه المخططات، وقد صرح بذلك السيد الرئيس محمود عباس "بان أخطاء عام 48 و67 لن تتكرر ونحن صامدين ولا مكان لنا غير فلسطين وأرض فلسطين"، وهذه رسالة أيضًا لكل الشعب الفلسطيني في داخل الأرض المحتلة وخارجها، وإلى الشعب العربي وإلى جميع قادة الدول العربية والإسلامية آنَّ الأوان لترجمة الدعم القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني من مربع البيانات والقلق والاستنكار إلى المربع الفعلي، لدعم صمود الشعب الفلسطيني في محاولة جادة لإجهاض المخطط الإسرائيلي.

وفي ما يتعلق بالصفقة التبادل علق السمهوري أنَّ الهدف من هذه الصفقة واضح الوصول إلى إطلاق سراح المحتجزين ومن ثم سيتم استئناف حرب الإبادة وتطير العرقي بطريقة وأسلوب وحشي لم يشهد له التاريخ مثيلاً.

مشدداً يجب أنَّ لا تلهينا هذه الصراعات الداخلية عن الهدف والمخطط الرئيسي وهو استهداف الحرية، والشعب، والوطن الفلسطيني، والتي تسعى إسرائيل إلى تهجيره وصولا لإقامة الدولة التي أطلق عليها مجرم الحرب نتنياهو الدولة اليهودية.

وأضاف، أنَّ بعد أشهر قليلة سيكون هناك قمة عربية، يجب عليها منذ الآن أن تعد العدة على الأولويات ووضع استراتيجيات لكيفية الحفاظ على الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وعدم الاستفراد بكل قطر أو دولة، مشدداً على أننا لا زلنا حتى اللحظة نعيش حالة الضعف العربي الذي يستفرد بكل دولة على حدى وصولاً إلى الهيمنة الكاملة على ثروات ومقدرات وسيادة على القرارات السياسية والاقتصادية والأمنية لكافة الدول العربية.

وأشار إلى أن التصريحات العديدة سوءً لقادة إسرائيليين وأميركيين بأن هناك مخطط إسرائيلي لاحتلال كاملاً أو جزئيًا لستة دول عربية، وليس الدول المحيطة بفلسطين في حسب وانما توسعت إلى المملكة العربية السعودية.

ووفقاً لتعبيره أكد أن لابد الآن العمل على تعديل ميثاق الأمم المتحدة لتحقيق سحب الصلاحيات التنفيذية من مجلس الأمن، والغاء الفيتو، وبالتالي إعطاء القوه الحقيقية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تمنح الشرعية للنظام العالمي القائم منذ 80 عام واستمراريته.

وفيما يتعلق بأهمية حملة حماية وطن للحفاظ على الضفة من المخططات التصفوية ومنع نقل ما يحدث في غزة إليها، علق السمهوري أن هناك حملة شعواء تستهدف الشرعية الفلسطينية أي منظمة التحرير بمؤسساتها وقيادتها ورموزها، بهدف إعادة القضية الفلسطينية إلى المربع الإنساني المعيشي وليس فقط للمربع الوطني الذي ينص على أننا شعب مناضل من أجل الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وشدد على أنه في دول العالم كافة لا يوجد نظام يقبل بوجود قوة متمردة أو خارجة عن سيادة القانون، ولأننا في فلسطين هناك احتلال يجب على الجميع وحدة الموقف حول الاستراتيجية الفلسطينية وتحت راية منظمة التحرير، لأن هدف الاحتلال إعلان الضفة ساحة حرب كما غزة، وتهجير شعبنا، وأهمية حملة "حماية وطن" التي تواصلها أجهزة السلطة الوطنية الأمنية، تكمن في حماية شعبنا وإعادة الاستقرار وإنقاذه  من خراب السلاح المتفلت ومتاجرة الاحتلال وأتباعه بالدم الفلسطيني، وتقويد السلطة الفلسطينية.

وشدد السمهوري أن حركة فتح جاءت لتعيد القضية إلى عنوانها الرئيس، بأنها قضية شعب وليست إنسانية، واليوم بات العالم كله يعي أن السردية الصهيونية التي كانت قائمة على أنها سيادة للوطن ومحبة للديمقراطية في المنطقة والشرق الأوسط هي سردية زائفة والكيان مجرم ووحشي، وأشار إلى أنَّ فلسطين استطاعت أن تنجز إنجازات عدة على الأرض بتثبيت شعبها ووصلت إلى الديبلوماسية بدعمٍ عربي أردني مصري وغيرهم للاعتراف بدولة فلسطين.

 وختم السمهوري بالتعليق حول المشهد المقبل في لبنان، مؤكدًا أنَّ الوحشية الإسرائيلية التي تقودها الولايات المتحدة، جعلت منطق القوة هو السائد لذلك أصبحت السيناريوهات كافة مفتوحة، والمعطيات والأحدث تؤكد عدم التزام إسرائيل بهدنة الستين يومًا، في ظل سكوت دولي وفرنسي، وشدد على أنه آن الأوان لفرض عقوبات سياسية واقتصادية، ويجب على الدول التي لاتزال يربطها علاقة مع الاحتلال قطعها أو تجميدها وهذا ما يضعف إيمان الوحشية الإسرائيلية.