لم يعد امام قيادة حماس أي مجال للمناورة, فما ينطبق على الاخوان المسلمين ينطبق عليها, فارتباطها العضوي والايديولوجي بجماعة الاخوان المسلمين مسطر بميثاقها ببنود غليظة المعنى والوضوح, ما يعني جلب ( شلل سياسي ) قد يتطور الى ( عملية انتحار جماعي سياسي ايضا ) لجزء من الشعب الفلسطيني بغض النظر عن حجمه، ان استمر قادتها المعدودون على الأصابع في المكتب السياسي ومجلس الشورى في تجاهل متغيرات المحيط العربي والدولي في التعامل مع الجماعة ومشتقاتها من الجماعات والتنظيمات الارهابية, اما تصنيف دولة الامارات العربية لجماعة الاخوان في قائمة الارهاب فإنه بمثابة تحذير أخير، على قيادات حماس صاحبة القرار, دراسة ابعاده ومخاطره, ليس على سلامة رؤوسهم الشخصية, وانما على سلامة فلسطينيين ينتمون لها واقسموا (بالولاء للجماعة ) دون القسم والعهد بالولاء لوطنهم فلسطين !!. 
على المكتب السياسي ومجلس شورى حماس اخذ الخطوات المناسبة للوراء, بالتزامن مع خطوات الدوحة المتقدة نحو دول مجلس التعاون العربي, خاصة مع شيوع خبر قرار دولة قطر الانسجام مع سياسات المجلس, وبدء عودة سفراء دول المجلس الى الدوحة, فسياسات دول المجلس الشقيقة لا تتعامل بالتفصيل, وانما بالإجمال, فالدول العربية باتت تتعامل مع امنها واستقرارها كقضية استراتيجية وطنية, لا مجال فيها لاستثناء القضية الفلسطينية كما اعتقد البعض او ما زال يفكر بذلك.
كان على قيادة حماس اخذ المبادرة فور قرار القضاء المصري اعتبار الجماعة تنظيما ارهابيا, وقبل اشتغال الاعلام المصري على اخبار وتقارير تفيد بتورط عناصر من حماس في اعمال ضد امن مصر العربية وجيشها, واستغلال البعض عن سابق تصميم وترصد لعلاقة حماس العضوية بالجماعة, كمحاولة لاصطناع فجوة بين الشعب المصري وقيادته الحكيمة من ناحية, والشعب الفلسطيني وقيادته والقضية المركزية للأمة العربية من الناحية الأخرى.
أعمال جماعة الاخوان الارهابية في مصر, وانتشار منظمات وجماعات الارهاب بالمنطقة, وعناد قيادات حماس وضربها نصائح الوطنيين الفلسطينيين والعرب, وانسياقها للتحالف مع قطر على حساب العلاقة مع باقي دول الخليج العربي الداعمة للشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا, وبمشاريع ما زالت تحمل يافطاتها وأحجار أساساتها اسماء دول وزعماء وشخصيات عربية خليجية, فيما تحاول حماس تغطيتها بيافطات وصور لقيادة قطر وتركيا تحديدا الى جانب صور الرئيس الاخواني المخلوع محمد مرسي, تحت عنوان القدس تنتظر الرجال, في افظع عملية اصطفاف مع قوى اقليمية, لم يجن منها الشعب الفلسطيني إلا المآسي والدمار !..كلها عوامل دفعت حكومات وشعوب بلدان عربية الى تغيير مواقفها مئة وثمانين درجة ما يسمى الاسلام السياسي, وحماس باعتبارها رأس حربة هذا التيار .
ما زال باب الوطنية الفلسطينية مفتوحا بوجه قيادات حماس, يدخلونه بعد اعلان شهادة "ان لا ولاء ولا انتماء إلا للوطن فلسطين"، وان لا مصالح أعلى من مصالح الشعب الفلسطيني, فالإيمان بالوطنية الفلسطينية يجب ما قبله, ويحصن الشعب الفلسطيني ويمنع دخوله جحيم صراع المصالح والمكاسب الاقليمية والدولية في المنطقة, والأهم من كل ذلك, انه يخرب مخطط محاصرة الشعب الفلسطيني سياسيا وماديا, وخاصة اولئك الذين يتخذون من انتماء حماس للجماعة مبررا شكليا لإعادة النظر في مركزية القضية الفلسطينية, وانخراطهم في المشاريع المضادة لهدف قيام دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس الشرقية, ولتحقيق انفكاك سهل عن مبدأ المصير العربي المشترك, عبر تقديم حماس كجزء من جماعة الاخوان, وليس كجزء من فصائل العمل الوطني الفلسطيني, كما وجب, ويجب ان تكون.