التحية لإخوتنا الأعزاء من قيادات حركتنا المجيدة فتح الذين استهدفوا بالتفجيرات الإرهابية التي طالت أولا منصة الاحتفال الرئيسية في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، لمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل رئيسنا القائد الخالد ياسر عرفات، وهي تفجيرات وقعت ضد عدد كبير من بيوت إخوتنا وقيادات شعبنا تحت بصر وتحت السيطرة الأمنية الكاملة والمسؤولية الكاملة لحركة حماس، بحيث لا يمكن لحماس أن تتبرأ من هذه الجريمة الإرهابية النكراء، بل إن محاولة التبرأ هي نفسها جريمة ضد الفعل والانتماء والاحتشاد الفلسطيني في هذه الذكرى البطولية، وإن محاولة توجيه الاتهام لأية جهة أخرى غير حماس هو قمة الازدراء بمشاعر شعبنا، ونحن لسنا من السذاجة بحيث ننشغل في تعقب آثار الذنب بينما الذنب نفسه يفتح أشداقه أمامنا يعوي بجنون على مسمع منا جميعا، وعلينا أن نوجه الاتهام لحركة حماس بشكل صريح، دون أن يلجأ أحد إلى هذه "الأناقة" الزائفة في لهجة الاتهام، ودون البحث عن احتمالات ملفقة، فليس أمامنا سوى احتمال وحيد، واتهام وحيد، وإدانة وحيدة لمن يدفعهم تهورهم، وعدوانهم للمشروع الوطني الفلسطيني، واستهتارهم بالدماء الفلسطينية، واعتداؤهم على الوحدة الوطنية وهي حركة حماس، التي تتقاطع مع الأسف الشديد، في هذه اللحظات الخارقة مع الإرهاب الإسرائيلي الرسمي الذي يطلق لقطعان المستوطنين والإرهابيين والمتعصبين للاعتداء على أبناء شعبنا في القدس وفي باحات المسجد الأقصى.
ولعل تاريخ حماس الحافل بالاعتداءات على الشعب الفلسطيني وقياداته دون احترام ودون حصانة، هو تاريخ يدين نفسه بنفسه ولا يمكن التمويه ولا الاحتيال ولا الهروب من وزر الجريمة المفضوحة.
إذن غزة والقدس بين حجري الرحى الجهنمي، حماس وإسرائيل، إسرائيل وحماس، وإن التلطي الإسرائيلي وراء أعذار هشة، واختباء حماس وراء أكاذيب ملونة لا يعبر عن الحقيقة في شيء.
هكذا فنحن الآن في حلقة مكشوفة جدا، العدو الرئيسي وهو إسرائيل يستنفر إلى جانبه الخصم الداخلي وهو حماس، فكيف تكون المعركة محتدمة في القدس وفي الأقصى نفسه بينما ما يطلق عليه الشريك الوطني وهي حماس تدير ظهرها علنا للشراكة، وللمشروع الوطني، وتلجأ إلى الابتزاز، وبعد أن تحصل على ما تريد من وراء هذا الابتزاز فإنها تضيفه إلى رصيدها في ضرب الوحدة الوطنية، وإغلاق طريق المصالحة، والتضحية بإعادة الإعمار التي ينتظرها شعبنا بكل ما أوتي من رغبة على اعتبار أن إعادة الإعمار قد تخفف وتعوض بعض ما أصابه من آثار الحرب الإسرائيلية المدمرة، وهي الحرب التي حصلت إسرائيل على هدية مجانية بخصوصها من حركة حماس حين اعترفت حماس علنا أنها كانت المسبب فيها من خلال اختطاف الشبان الإسرائيليين الثلاثة في الخليل في شهر حزيران الماضي، وها هي تقوم مجانا بهذه التفجيرات في غزة لكي توجه ضربة قاتلة للمصالحة ولكي توجه ضربة قاتلة لبرنامج إعادة الإعمار، بل إنها وجهت ضربة قاسية للعلاقات التاريخية الفلسطينية المصرية، الأمر الذي دفع الدولة المصرية لإقامة منطقة عازلة عن قطاع غزة، فهل هذه صورة قطاع غزة الحقيقية، أم هذه صورة زائفة رسمتها حماس مع حلفائها؟
اعتقد أن إعادة نظر واسعة ستشمل برنامجنا الوطني على مستوى إدارة علاقاتنا الوطنية مع حماس، ليس على مستوى فتح بل على مستوى الكل الفلسطيني، فوداعا للنوايا الطيبة!!! ووداعا للتفاؤلات المبالغ فيها ووداعا لقبول الابتزازات، والسكوت عن الجرائم البشعة وترك قطاع غزة رهينة في يد هؤلاء.