تتصاعد وتيرة الانتهاكات الاسرائيلية في مدينة القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية، وتطال كل اوجه ومناحي زهرة المدائن. المسجد الاقصى، اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وكنيسة قيامة المسيح، اماكن العبادة المختلفة، احياء المدينة، شوارعها، عقاراتها وفنادقها، مقابرها، اراضي الوقف، آثارها وتاريخها في مرمى نيران غلاة التطرف الصهيوني اشخاصا ومؤسسات وعصابات مستوطنين وحكومة وكنيست.
الحكومة الاسرائيلية بالتكامل مع قطعان المستعمرين تقوم بشكل منهجي على مواصلة عملية تغيير طابع وملامح وتاريخ المدينة المقدسة، وذلك عبر المصادرة والتهويد للاراضي واعلان العطاءات المتواصلة للبناء في المستعمرات المقامة فيها وحولها، وآخرها موافقة نتنياهو على بناء 1060 وحدة استيطانية في مستعمرة رامات شالوم وجبل ابو غنيم، والتقسيم الزماني والمكاني للصلاة في المسجد الاقصى كمقدمة لتدميره واقامة الهيكل الثالث مكانه، والحفريات تحته، وتدمير مقابرها التاريخية، وطرد السكان العرب منها عبر سحب الهويات، واحتلال بيوتهم وعقاراتهم في الاحياء المختلفة وآخرها ما جرى في حي سلوان، الاغلاق والسيطرة على مؤسسات منظمة التحرير والمنابر الثقافية والاعلامية، ارغام الالاف على الرحيل ( اثني عشر الفا من المواطنين) عبر سياسة الترانسفير الداخلي كمدخل للترانسفير خارج الوطن، وتكثيف عمليات الاعتقال والابعاد والاقامات الجبرية، وتصعيد واستمراء سياسة القتل للمواطنين الفلسطينيين وخاصة الاطفال تحت عناوين ومسميات مختلفة، والتي كان آخرها اغتيال الشهيد عبد الرحمن الشلودي، ومواصلة تسعير العنف اليومي ضد المواطنين المقدسيين وخاصة للمرابطين في المسجد الاقصى.
هذه وغيرها من الجرائم الاسرائيلية وضعت القدس على رأس مخططات الحكومات المتعاقبة وخاصة حكومة قطعان المستعمرين بقيادة نتنياهو لتحقيق الاهداف المعروفة، ومنها: اولا ما اعلن آنفا؛ ثانيا فصل القدس عن باقي مدن الضفة الفلسطينية؛ ثالثا ضم المدينة؛ رابعا تصفية التسوية السياسية، ووأد خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967؛ خامسا عامل مرتبط بما سبق، كي وعي الفلسطينيين، ودفعهم لقبول الامر الواقع؛ سادسا تعميق عملية التطهير العرقي ضد الفلسطينيين العرب.
هذه المشاريع رفعت من درجة التحديات المطروحة على المقدسيين خاصة وعموم الفلسطينيين وفي المقدمة منهم القيادة السياسية. وزادت من وتيرة المقاومة الشعبية، حتى يمكن اعتبار ما جرى ويجري في القدس بعد اختطاف واغتيال الفتى الشهيد محمد ابو خضير، والتمثيل في جثته في حزيران الماضي شكلا من اشكال الانتفاضة. لان اسرائيل بارهابها المنظم والمتصاعد يدفع المواطنين الفلسطينيين للدفاع عن الذات الوطنية، وعن حق البقاء في المدينة، وحمايتها من اخطار المشروع الصهيوني التصفوي، والنضال لحماية مقدساتها المسيحية والاسلامية، وصون هوية المدينة العربية الانسانية، ولارسال رسالة للعرب والمسلمين والمسيحيين وانصار السلام في العالم وللرباعية الدولية، ودعوتهم كل من موقعه لتحمل مسؤولياته تجاة المدينة الكنز البشري والحضاري، ولفرض خيار السلام عبر حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67.
القدس الان تقرع اجراس الحرية، وتعلن على الملأ رفض المشاريع والمخططات الاسرائيلية، وتؤكد على تمسكها كعاصمة ابدية للدولة الفلسطينية، وتقول لحكام واحزاب اسرائيل وقطعان مستوطنيها وفي مقدمتهم نتنياهو وبينيت وارئيل ويعلون وليبرمان وفايغلين ودانون وشامير وكل جوقة القتلة الصهاينة، لن تستطيعوا تحقيق اهدافكم الاستعمارية مهما ارتكبتم من مجازر وجرائم وحشية، وبغض النظر عن تزويركم للحقائق، وتطالب القيادة الفلسطينية والحكام العرب وانصار السلام في العالم بتطوير اشكال الدعم والمساندة لكفاحهم البطولي، الذي هو جزء من النضال الفلسطيني الاشمل حتى تحقيق هدف الحرية والاستقلال وتقرير المصير والعودة.
القدس تقرع اجراس الحرية : بقلم عمر حلمي الغول
29-10-2014
مشاهدة: 671
عمر حلمي الغول
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها