والشعبالفلسطيني يلملم الجراح في اعقاب العدوان الاسرائيلي الاخيرة (من 14 حتى 21تشرينالثاني الحالي) ويستخلص القادة من مختلف المشارب والقوى الدروس والعبر، وفيمقدمتها المضي قدما نحو طي صفحة الانقلاب على الشرعية، واعادة الاعتبار للوحدةالوطنية، ودعم التوجهات الوطنية في نيل العضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية..يخرج الدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس من جحره، ليسمم الاجواءوالمناخات الايجابية، التي تسود في اوساط الشعب في ارجاء الوطن والشتات وداخلالداخل. ويعلن امام مجموعة من الصحفيين بالامس وعشية توجه الرئيس ابو مازن للاممالمتحدة، بانه اولا لن "يسمح" للرئيس محمود عباس بدخول محافظات الجنوب؛وثانيا إن دخل رئيس منظمة التحرير سيقوم الزهار ب"محاكمته" !؟ 

ابوخالد، الهارب في العدوان الاسرائيلي السابق 2008 و2009 من القطاع الى مصر،والمختفي في جحره طيلة ايام الحرب الاخيرة على محافظات غزة، ولم يسمع احد صوته،رغم وصول العديد من الوفود العربية والتركية الى غزة للتضامن مع الشعب المنكوببالعدوان الاسرائيلي الهمجي، يخرج ليعكر صفو الاجواء الايجابية، ويتطاول على رئيسالسلطة الوطنية، ليقول انني موجود، بعد ان اختطف خالد مشعل ، رئيس المكتب السياسيللحركة ، وغريمه الشخصي ايضا، الاضواء، واستعاد مكانته ، التي تواطأ عليها الزهارومن لف لفه في اقليم حماس غزة. وليدس الاسفين تلو الاسفين في مسيرة المصالحةالوطنية، التي لا يعلو عليها شأن إلآ الاهداف الوطنية ومصالح الشعب العليا. 

الزهار،الذي حاول استقطاب الاضواء بلباس الثياب العسكرية لاول مرة، لا سيما وانه بدا شخصاكاريكاتيريا ملفتا للانظار،  ادلى بتصريحاتعن الحرب والصواريخ، ليوحي للمستمع، بانه كان "يقود" من جحره العملياتالقتالية ضد اسرائيل؟! هو ذاته، الذي كان يناديه الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، برجلالادارة المدنية الاسرائيلية. وهو ذاته، الذي اعترف على فضائية الجزيرة وغيرها،انه وحركته تسلحوا من ضابط المخابرات الاسرائيلية ابو صبري قبل قيام السلطةللاعتداء على القوى الوطنية ، مدعيا إن ذلك يندرج في تكتيك "التكية "الاخوانية، التي تعتمد سياسة "إكذب وداهن من تشاء حتى تصل !" 

لميتعظ الدكتور ابو خالد من تجربة الحربين على قطاع غزة، ومازال مسكونا بهواجسهوحساباته الشخصانية، ولم يرق لمستوى المسؤولية الوطنية. لذا مازال غارقا في متاهةالفتنة والتحريض على القيادة الشرعية وخاصة الرئيس عباس، وايضا التحريض علىالمصالحة الوطنية، ويرفض المصالحة، مع ان الاتجاه العام في الحركة وجماعة الاخوانفي مصر وبالاتفاق مع قطر وتركيا وغيرها من مراكز الاخوان المسلمين يميل لدفعالمصالحة للامام ليس حبا في المصالحة، ولا حرصا على وحدة الارض والشعب، ولكنلاعتبارات ذات صلة بالجماعة وحساباتها الفئوية، وارتباطا بالاتفاقات المبرمة بينالجماعة والولايات المتحدة وضمنا دولة الابرتهايد الاسرائيلية. 

الدكتورالزهار، احد اركان الانقلاب على الشرعية الوطنية في حزيران 2007، ومواقفه المعاديةللمصالحة الوطنية، حاكم ويحاكم نفسه. وسجل بالصوت والصورة إدانة جلية لخيارهومنطقه وسياساته العرجاء. وبالتالي الذي سيحاكم محمود الزهار وليس محمود عباس،والقاضي الشعب وقضاته وقواه الوطنية والخيريون من ابناء حركة حماس، انصار وحدةالارض والشعب والقضية والنظام السياسي التعددي الديمقراطي. واي كانت اهداف جماعةالاخوان المسلمين في مصر  وقطر وتركيا ،فإن القيادة برئاسة محمود عباس ستمضي نحو المصالحة وحماية مصالح الشعب العليا،وسيبقى الزهار ينعق ك "الحم............".