ماذا يريد الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسيلحماس ؟! هل نراه حانقا على مشاهد الوحدة الشعبية، ومظاهر التعبير التلقائية عن وحدةالدم والمصير، ووحدة الصمود والصبر والتضحية ؟! ... أم نراه معبرا كعادته عن «باطنية»مفهوم «الاخوان» للعلاقة مع الآخر الوطني، وروح التعاميم الناظمة والضابطة لتوجهاتالمتشددين المتعصبين للانتماء «للجماعة» على حساب مبدأ الانتماء الوطني، فالزهار عندماينكر دور جماهير حركة فتح في مواجهة حرب عامود السحاب الأخيرة، انما يقصد تجريد غزةالجغرافيا والمواطنين من الحقيقة، اقتلاع ملايينها الفلسطينيين من ترب الوطن، وكأنهلا يعلم أن الشعب الفلسطيني شجرة واحدة، صمدت أمام اعصار المشروع الصهيوني وبقيت جذورهاثابتة في الأرض، فيما جذعها يضاهي اشجار العالم بدوائره الزمنية، حتى أغصانها التيشاب بعضها الضعف وتكسرت وأخذتها رياح المؤامرة بعيدا الا أنها لم تجف ولم تمت ولم تهلك،فتفاعلت بدافع الحياة مع البيئة، حتى كان ظلها (المخيمات والمهجر ) المكان الصحي الأنسبلتكوين «حركة» انطلاق رحلة العودة نحو الوطن على تيار الكفاح والفداء والنضال بكل اشكالهالحضارية المشروعة أولا . 

نقرأ في خطاب الزهار عن مقاتلي وجمهور حماس غداة الاتفاقعلى وقف اطلاق النار خطرا كبيرا على الوحدة الوطنية، فقول الزهار: «فتح ليست شريكةفي الانتصار» نذير شؤم، وأشبه برياح خماسينية تهدد ربيع وحدة القوى الفلسطينية، ويئدأملا فلسطينيا خرج من رحم الأنقاض بعد مخاض دام، الا ان كان الزهار يريد إعطاء مصداقيةلسلاح الاحتلال وتكنولوجيا القتل والاستهداف الدقيق، فقول الزهار هذا يعني ان سلاحالاحتلال كان قادرا على التمييز بين المعتقد السياسي لهذه الضحية الفلسطينية او تلك،فالمناضل، المقاتل، لا يمن على الشعب، فالشعب بكل ألوان طيفه السياسي هو الحاضنة، يدفعالثمن، يصمد، يصبر، يتحمل، يضحي، فان كان نصرا فهو للشعب كله، وان كان انكسارا فعلىالشعب كله، الا اذا كان للزهار «شعب خاص ووطن خاص». 

خشيتنا محاولة من تيار الزهار لاستغلال «عامود السحاب»الاسرائيلية لتعزيز الانقسام مشروعة، فاقواله في خضم عمل القيادات الفلسطينية على اقناعالعالم بأن معارك شعبنا هي معارك وطنية على المستويين الميداني الكفاحي والسياسي، تجعلنانعتقد أن الفلسطينيين وآمالهم بالمصالحة تتعرض لعملية اغتيال، وأن عليهم بمن فيهم قياداتحماس العقلاء حماية موكب الشعب ومشروعه الوطني المتقدم نحو الأمم المتحدة بقيادة الرئيسابو مازن.