ليس بالغريب علي الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسهاالمنتخب لولاية ثانية ( باراك اوباما ) ان يقف ضد أرادة الشعب الفلسطيني ويبدأ بإعلانالحرب علي شعب فلسطين الذي يناضل من أجل قيام دولة فلسطينية على أرض وطنه فلسطين.. وليس غريبا أن لا يثق الشعب الفلسطيني بالرئيس أوباما صاحب أكبر مؤامرة للكذب المعلنوالوعود الجوفاء التي قدمها للشعب الفلسطيني ابتداء من خطاب جامعة القاهرة أثناء ترشحهللانتخابات الأمريكية ومروراً بوعوده الكاذبة بمناصرة الشعب الفلسطيني والاعتراف بقيــامالدولة الفلسطينية ضمن حـدود 1967 ، وانتهاء بالحرب المالية علي السلطة الوطنية الفلسطينية .فبدلامن دعم السلطة تلجا أدارة أوباما إلي سحب الدعم المالي وتوقيفه للضغط علي السلطة الفلسطينية.. هذا المنطق الغريب للسياسة الأمريكية التي تضرب بعرض الحائط إرادة الشعب الفلسطينيوتدفع الأمة العربية والإسلامية إلي خيار معاداة أمريكيا وإلي حرق العلم الأمريكي فيالعواصم العربية احتجاجا علي سياسة اوباما التي تتنكر للحق الفلسطيني بعد أكثر من تسعينعاما من الثورة والكفاح المتواصل لشعب يريد العيش بحرية ويريد الدولة الفلسطينية.. ليعيش حراً آمناً كريماً علي أرضه الفلسطينية التي اغتصبت منه عنوة وبالقوة بعدقيام دولة إسرائيل
ليس غريبا أن نعلن اليوم أننا لا نثق بالموقف الأمريكيوأن هذا الموقف بات منحاز كليا إلي إسرائيل وداعماً لها علي حساب الشعب الفلسطيني وحريته ..وباتمن الواضح أنه لا يمكن للقيادة الفلسطينية أن تتراجع عن خطوات الذهاب إلي الأمم المتحدةوخاصة بعد حملة التهديد الإسرائيلية والأمريكية ووقف المساعدات المالية الأمريكية والتهديدالأوروبي بوقف المساعدات ، وهنا وفي هذه الحالة بات الوضع الفلسطيني أكثر تعقيدا فيالمجال السياسي حيث لا بد من تحديد الموقف وتجنيد الدعم الدولي الداعم لشعبنا في مواجهةالتعنت الأمريكي والإسرائيلي وأنه يمكن للقيادة الفلسطينية أن تتوجه إلى مجلس الأمنالدولي بطلب العضوية ولو لمرات عدة في حال استخدام الولايات المتحدة (الفيتو) وأننانستطيع أن نعود إلى مجلس الأمن 20 مرة لو اقتضى الأمر ، فإسرائيل استغرق الاعتراف الدوليبقيامها عامين حتى أصبحت عضوا في الأمم المتحدة وفي هذا المجال أيضا يجب الاستفادةمن التجارب الدولية السابقة وأنه يمكن تكرار تجربة اليابان التي توجهت إلى مجلس الأمنالدولي مرات متتالية لنيل العضوية في الأمم المتحدة ولم تيأس من استخدام حق النقض الفيتوضد طلبها هذا وبات من الواضح أن موقف الولايات المتحدةتجاه القضية الفلسطينية بات يتراجع متأثرا بالموقف الإسرائيلي , وأننا هنا لسنا بصددمواجهة مع الولايات المتحدة ولكن في نفس الوقت لابد لنا من وضع النقاط علي الحروف وتحديدمن هو الصديق ومن هو العدو وأن القيادة الفلسطينية لم ولن تستسلم لأي محاولة لتثنيهاعن الحصول على حقوقنا المشروعة وبات المطلوب هو إحراج إسرائيل وتحميلها المسؤولية القانونيةوالأخلاقية تجاه احتلالها للأرض الفلسطينية ولعل الموقف العربي بات واضحا وموحداتجاه التحرك الفلسطيني للأمم المتحدة حيث خرج العرب بصوت واحد مؤيد للحراك الدبلوماسيالفلسطيني.
وأن استمرار الحراك الدبلوماسي الفلسطيني علي مختلفالسبل الدولية وتجنيد الدعم الدولي للحق الفلسطيني حيث أن القيادة الفلسطينية ترسلوفودا فلسطينية إلى أماكن مختلفة من العالم وبات هناك تأييد واضح للموقف الفلسطيني .
إن خيار الدولة الفلسطينية المستقلة هو خيار الشعب الفلسطينيوقد عمدت نضالات شعبنا بالدماء والتضحيات العظيمة عبر مسيرة طويلة شاقة من النضال وكانخيار الدولة الفلسطينية وإقامتها هو خيار كل الشرفاء من خلال مسيرة التضحية والفداءالتي تواصلت منذ اكثر من خمسون عاماً وكانت الثورة الفلسطينية هي حامية النضال الفلسطينيوالمحافظة على وحدة هذا الشعب وأرضه متصدية للاحتلال ومحبطة مؤامرات التصفية والتبعيةوالاحتواء..
إن الثورة الفلسطينية المعاصرة هي ثورة الشعب العظيمالذي يعرف طريقه ويحدد ما يريد من خلال رحلة النضال الوطني وعظمة تضحيات شعبنا التيكانت أسطورة يحق لنا نحن الفلسطينيين أن نفخر ونعتز بها وبالنضال الفلسطيني الذي يتواصليوميا علي كافة الاصعدة وفي كل الميادين عظيمة أن الثورة إنها ليست بندقية ! فلو كانتبندقية لكانت قاطعة طريق و لكنها نبض شاعر وريشة فنان وقلم كاتب ومبضعة جرّاح و إبرةلفتاة تخيط قميص فدائيها و زوجها ..
وبات موقف القيادة الفلسطينية هو موقف السلام والخيارالفلسطيني هو خيار السلام حيث سعت وما زالت تسعى لتحقيقهمع إسرائيل من خلال المفاوضات وأن القيادة الفلسطينية مستعدة للعودة للمفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية.
أن الشعب الفلسطيني الذي ينتظر نيل حريته واستقلالهيطالب بإيجاد حل عاجل وعادل لقضيته التي مر عليها أكثر من ستين عاما من المعاناة والتشرد،لذلك يتطلع إلى موقف من الأمم المتحدة لإنصافه للحصول على عضوية فلسطين فيها، لتثبيتمبدأ الدولتين لنعيش بأمن وسلام بالمنطقة بدلا من لغة الحروب والقتل والدمار .
لقد آن الأوان لشعب فلسطين لكي يتنفس نسيم الحرية والاستقلال،وأن يعيش موحدا علي أراضيه بدلا من الغربة والتشرد والعمل علي قيام الدولة الفلسطينيةووحدتها في غزة والضفة تحت علم واحد علم فلسطين ..
وأنه من حق شعبنا المضي قدما في طريق بناء مؤسساتنا وتطوير اقتصادنا، وبذل كلجهد ممكن للوصول إلى وحدة شعبنا وانتهاء معاناة أهلنا في قطاع غزة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها