بقلم/ الحاج رفعت شناعة

أمين سر إقليم حركة فتح/ لبنان

 

ما زالت المخيمات الفلسطينية في لبنانملتزمة بالسياسة المتوافق عليها بين مختلف الفصائل الفلسطينية والقائمة على الحياديةتجاه ما تشهده الساحة اللبنانية من اضطرابات داخلية، وذلك منذ حوالي سبع سنوات وحتىالآن، ويأتي التمسك بهذه الحيادية رغم التباينات السياسية الفلسطينية الداخلية، إلاَّأنَّ سياسة تجنيب المخيمات أية احتكاكات مع الجوار اللبناني، وعدم السماح بزج أبناءالمخيمات في أية صراعات حزبية أو عسكرية تجري خارج المخيم، هذا المبدأ يحظى بالإجماعالفلسطيني.

هذه القناعة أصبحت من الثوابت الفلسطينيةفي لبنان، وأعداء القضية الفلسطينية يسعون ليل نهار، وبمختلف الاساليب لكسر هذه القاعدةالسياسية الوطنية. والإجماع الفلسطيني في هذا المجال يستند إلى التالي:

أولاً: نحن ضيوف في لبنان لحين العودةإلى أرضنا فلسطين، ونرفض مبدأ التوطين، لذلك فإنَّ حق الضيافة يفرض علينا أن لا نكونطرفاً في الخلافات الداخلية اللبنانية، حتى لا نكون كمن يصبُّ الزيت على النار، لأنَّمثل هذا السلوك يتناقض مع آداب الضيافة.

ثانياً: نحن أصحاب قضية مركزية وتاريخيةتحتاج إلى جميع الأطراف الصديقة لمواجهة الكيان الاسرائيلي الصهيوني العنصري، وهذهالاطراف وان اختلفت في قضايا قطرية أو حزبية إلاَّ أنها لا تختلف على عدالة القضيةالفلسطينية ودعمها كون الخطر الصهيوني يهدد الجميع دون استثناء.

ثالثاً: إن الواجب الوطني والثوري يفرضعلى جميع القوى الفلسطينية أن تؤدي دور التوحيد والتجميع والتوفيق، وليس دور التجزيءوالتفريق، فنحن كأصحاب قضية نجمِّع ولا نفرِّق، وهذا مبدأ يضمن سلامة العلاقات مع جميعالأطراف.

رابعاً: نحن في القيادة الفلسطينية لناملء الثقة بقدرة وكفاءة ووعي القيادات اللبنانية على اختلافها في التغلب على الأزماتالامنية والسياسية، وعلى إيجاد المخارج الوطنية لكافة الخلافات مهما كان حجمها، وهيقادرة على تقليص هذه الخلافات ثم معالجتها، وبالتالي فإن الاساس في مواقف هذه القياداتهو حماية لبنان أرضاً وشعباً وأمناً، وتفويت الفرصة على أصحاب مشاريع الفتنة، الفتنةالتي إن دبَّت لا سمح الله ستأكل الاخضر واليابس.

خامساً: نحن على ثقة بأن طاولة الحوارالمنوي الاجتماع حولها في الحادي عشر من حزيران، وسيتمثّل الجميع بالحضور والمشاركةقادرة على الخروج من التعقيدات الحالية، لأن الازمة الراهنة تهدِّدُ استقرار الجميع،ونجاح طاولات الحوار السابقة يجعلنا متفائلين برؤية لبنان ومخيمات لبنان في حالة استقرارداخلي.

سادساً: إن العلاقة بين المخيمات الفلسطينيةوالدولة اللبنانية تم وضع أُسسها من خلال زيارات الرئيس أبو مازن السابقة وهي واضحة،فالمخيمات شأنها شأن كافة الاراضي اللبنانية تخضع للسيادة اللبنانية، كما أنَّ القوىالفلسطينية متعاونة عبر اللجان والهيئات المشكَّلة لحفظ الأمن الاجتماعي للمخيمات فيإطار الحفاظ على السلم الأهلي اللبناني.

سابعاً: إن السلاح الفردي الموجود في المخيماتبعلم الدولة اللبنانية سعى الجميع إلى تنظيمه وضبطه ليؤدي الهدف من وجوده وهو الحفاظعلى أمن المخيمات، وهذا ما ينسجم تماماً مع ما قرره الفرقاء اللبنانيون في حوارهم السابقوالشامل عندما أقروا جميعاً رفض السلاح خارج المخيمات، وتنظيم السلاح داخل المخيمات.والسلاح داخل المخيمات لن يُرفع إلاَّ بوجه أي عدوان إسرائيلي يستهدف لبنان وأرضه وأمنه.هذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وهو الذي أسهم في تطوير علاقاتنا مع مختلف الاطراف بمافي ذلك الدولة اللبنانية.

هذه القضايا تشكِّل جوهر الموقف الفلسطينيالكفيل ببناء علاقات سليمة مع الاطراف اللبنانية كافة، والضامن أيضاً لوجود علاقاتسليمة مع الدولة المضيفة، الدولة اللبنانية ومكوِّناتها.