جنرالات إسرائيل المتقاعدون: يوفال ديسكين، رئيس جهازالمخابرات الاسرائيلي، ومائير دوغان، رئيس جهاز الموساد بالاضافة الى غابي إشكنازيرئيس اركان الجيش الاسرائيلي، وجميعهم، السابقين، ادلوا بتصريحات تعكس وجهة نظرهم غيرالايجابية في القيادة السياسية والامنية ممثلة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وإيهودباراك، وزير الحرب. ليس هذا فحسب، بل انهم أكدوا ان اقطاب حكومة اقصى اليمين، أو كماسماها دوغان، حكومة الاقلية، يأخذون إسرائيل نحو الهاوية نتيجة سياساتهم العبثية والارتجالية.

جاء في تصريح يوفال ديسكين : إن نتنياهو وباراك حالمان(مسيحياني) لا يصلحان لقيادة إسرائيل، فهما لم يفلحا في تقدير الموقف، وادارة الصراعمع ايران، ولا تنفع الاثنين زجاجات الفودكا والسيجار الفاخر، والحوارات واتخاذ القرارات،وهما يسكنان في شقق فاخرة تساوي ملايين الدولارات». ولم يقتصر رئيس جهاز المخابراتالسابق بما ورد لنفض يديه من حكم الرجلين البائس، بل تابع يقول: «إن إسرائيل تتحولمنذ عشر أو خمس عشرة سنة (الاخيرة) الى دولة عنصرية، تفرق بين اليهود والعرب».

وعمق ذلك دوغان، الذي قال «ان ديسكين يتحدث من قلبه،ويقول ما يحس به، وهو صحيح» لا بل انه عاد واكد ما كان اشار اليه من ان فكرة مهاجمةإيران، انما هي فكرة غبية، وتعكس فقر حال سياسياً عند صناع القرار الاسرائيلي. ولميتخلف عنهما إشكنازي، ولا اولمرت، رئيس الحكومة السابق، الذي عمق وجهة نظر القادة الامنيين.

الاقوال التي دونها ديسكين ودوغان وإشكنازي واولمرت،لم يدلوا بها إرضاء للايرانيين ولا للفلسطينيين والعرب، ولا كي يقدموا مواقف مجانيةضد دولتهم الصهيونية، التي خدموها، ونفذوا سياساتهم العدوانية والارهابية على مدارسنوات تحملهم المسؤولية، انما اعلنوا ما اعلنوا من مواقف خشية على دولة الابرتهايدمن ذاتها، ومن القادة الذين اعمتهم غطرسة القوة وفلسفة الاستعلاء العنصرية اليهوديةالصهيونية ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني في داخل الداخل وفي الاراضي المحتلة عام67. لاعتقادهم ان مستقبل إسرائيل بات في مهب الريح أو كما اعتبرها دوغان، بانها تتجهنحو الكارثة بسبب السياسات الرعناء والمجنونة، التي لا تصب في صالح تطور الدولة العبرية.

مع ذلك تلك التصريحات المتتالية من قادة خدموا حتى الامسالقريب، وفي زمن حكومة اقصى اليمين الصهيوني بزعامة نتنياهو، جاءت بحكم مواقعه الحساسة،لا بل الغاية في الحساسية، لتميط اللثام عن الوجه الحقيقي لحكومة نتنياهو، باراك، ليبرمانويشاي ويعلون، التي تتجه باسرائيل والشعب الفلسطيني وشعوب الامة العربية وشعوب الشرقالاوسط الكبير نحو الكارثة، لأن قيادتها، قيادة عنصرية وفاشية وغير مسؤولة ومحكومةبمنطق الاستعمار الاستيطاني.

التشخيص لسياسات تلك الحكومة جاء من قادة صهاينة، لابل اكثر صهيونية من نتنياهو وباراك ومن لف لفهم، وما على الولايات المتحدة، واعضاءكونغرسها وجوقة اليمين المتمسحن من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلا ان يتنبهوا للسياساتالخطيرة التي تنتهجها الحكومة النتنياهوية. وبالتالي إن كانوا معنيين بحماية اسرائيل،عليهم ان يرشدوا سياساتها، وان يدعموا خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع منحزيران 67، وان يوقفوا الارهاب المنظم لحكامها العنصريين، لا ان يتساوقوا معها في فاشيتهاالمدمرة، وان يكفوا عن سياسة المسيحانية، التي تقوم على فلسفة التدمير والتخريب نتيجةالمقولات الوهمية، لأن حكام اسرائيل بسياستهم يدمرون شعوب المنطقة وحتى يهددون السلمالعالمي.

وايضا على اقطاب الاتحاد الاوروبي اتخاذ ما يلزم منالقرارات الشجاعة لوقف سياسات دولة الابرتهايد الاسرائيلية وقادة حكومة المستعمرينبزعامة نتنياهو، لأن ما يصيب المنطقة العربية لن يكون بعيدا عن شواطئ اوروبا.