وحرص الدويك طوال حديثه على تأكيد أنه يتحدث من خلال موقعه ومنصبه»، منبهًا الى أنه « ليس جزءًا من أي فصيل فلسطيني, منذ أن أدى اليمين الدستورية كرئيس للمجلس التشريعي».

اخذنا السطور أعلاه من خبر حديث عزيز الدويك لوكالة «فارس» الايرانية، نشره مركز الاعلام الفلسطيني التابع لحماس, وأعتقد أن الدويك قد قال انه ليس جزءا من « فصيلة الفلسطينيين» لكن الصحفي الفارسي الايراني قد فهمها على النحو الذي ورد في الخبر, وحجتنا في ذلك هي : لو كان عزيز الدويك من فصيلة الفلسطينيين الوطنيين لما اختار تقمص شخصية ( أبو لؤلوة ) الذي غدر بأمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب وقتله فيما كان عقله وقلبه وروحه مع الله, ووجهه يستشرف قبلة المسلمين, فعزيز الدويك اختار لحظة وقوف رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية ابو مازن ومعه ملايين الفلسطينيين بعقولهم وقلوبهم وأرواحهم مع الله في معركة وجهتها وهدفها تحرير القدس, والأسرى, وحقوق اللاجئين وعودتهم, وتثبيت دعائم دولة فلسطين الديمقراطية الحرة المستقلة، ليخترق مبادئ ومنطلقات شعبنا الوطنية, مستبدلا الخنجر بتصريحات سامة حارقة ومشوهة لوعي الفلسطينيين, والأحرار من أمم وشعوب الانسانية المساندين الداعمين لنضالنا وحقوقنا, وعدالة قضيتنا, وكان الرجل اراد اغتيال الهوية الوطنية الفلسطينية التي هي النقيض للصهيونية.

نفترض اجادة الدويك قراءة وفهم اللغة العبرية كاجادته للعربية وكذلك الانكليزية, ما يعني استطاعته قراءة اتفاق الهدنة بين حماس واسرائيل برعاية أخيه في الجماعة محمد مرسي, يوم كان رئيسا وصديقا عزيزا بامتياز لرئيس دولة اسرائيل الصهيونية شمعون بيريس, ونعتقد يقينا انه يعرف جيدا ان المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني لا تعني (الأعمال العدائية) فاتفاق ( العار ) الذي وقعت عليه جماعته (حماس) في غزة مع حكومة اسرائيل برعاية جماعته الأم في القاهرة, قبل تصنيفهم كجماعة ارهابية, هو ما يعجب اسرائيل, ذلك ان حماس اعترفت بحدود الأمر الواقع لاسرائيل المجاورة لقطاع غزة في الاتفاق فيما العالم لا يعرف حتى اللحظة حدود اسرائيل الرسمية, فيبلع لسانه المثلث الرؤوس: العربي والفارسي والعبري, ليشغله اليوم بالتزامن مع ماكنة اسرائيل الاعلامية, وتهديدات زعران حكومة نتنياهو للرئيس ابو مازن والوفد المفاوض, محاولا هتك شرف مناضلين وطنيين فلسطينيين, فدائيين كانوا ومازالوا من اجل فلسطين الحرة الديمقراطية العلمانية.

وقال دويك: «العلمانية والصهيونية فرعان لشجرة واحدة أصلها اليهودية». وهو بذلك لا يوجه اهانة لدول العالم وحسب, بل يدفع الدول العلمانية والديمقراطية في العالم الى جبهة العداء لهوية دولة فلسطين, حيث الانتماء للوطن, وينتصر لاسرائيل كدولة علمانية, فالسيد دويك يعلم ان اسرائيل تقدم نفسها للعالم كدولة علمانية, رغم طلبها منا دون غيرنا الاعتراف بيهوديتها..

انظمة دول العالم – حسب مفهوم دويك الجاهلي - فروع من شجرة اليهودية، فهل تراه يعتقد ان احمدي نجاد مازال رئيسا ؟!. ..يبدو ان ( الأخضر ) يذهب العقول ويفعل بها كفعل المسكرات.