أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "نيورولجي" التابعة للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، أن معالجة اضطرابات النوم لدى كبار السن قد تساعد في الوقاية من "متلازمة المخاطر المعرفية الحركية" والتي قد تسبق "الخرف" مشيرة إلى أن كبار السن الذين يشعرون بالنعاس خلال النهار أو يفتقرون إلى الحماس للقيام بأنشطتهم اليومية، قد يكونون أكثر عُرضة لتطوير تلك المتلازمة.

وتُعرف متلازمة المخاطر المعرفية الحركية بأنها حالة تسبق الخرف، وتتسم ببطء في سرعة المشي وشعور بمشكلات في الذاكرة، دون إعاقات حركية واضحة أو تشخيص بالخرف.

ويعتبر بعض العلماء هذه المتلازمة، علامة تحذيرية على احتمالية الإصابة بالخرف لاحقاً، إذ أنها تظهر غالباً لدى كبار السن وترافقها أعراض تشير إلى تدهور وظيفي بسيط، قد يكون بداية للتدهور المعرفي الشديد. صوت

وقد أظهر البحث وجود علاقة بين النعاس المفرط أثناء النهار وقلة الحماس للقيام بالأنشطة اليومية وبين متلازمة المخاطر المعرفية الحركية.

ومن المحتمل أن يكون لهذه المشاكل تأثير سلبي على صحة الدماغ، خاصة في السن المتقدمة، مما يزيد من فرص تطور المتلازمة.

معالجة اضطرابات النوم

ويرى بعض الباحثين أن معالجة اضطرابات النوم قد تكون وسيلة فعّالة للحد من خطر الإصابة بالخرف مستقبلاً.

وبحسب الدراسة، قد تكون هذه الحالة إشارة مبكرة على احتمالية تطور الخرف في المستقبل. وأُجريت الدراسة على 445 مشاركاً متوسط أعمارهم 76 عاماً، ولم يكن لديهم تشخيص بالخرف.

وفي بداية الدراسة، طُلب من المشاركين الإجابة عن استبيانات لتقييم جودة نومهم، وتم اختبار سرعتهم في المشي على جهاز المشي، وتمت إعادة التقييم سنوياً على مدى 3 سنوات.

وتضمّن التقييم أسئلة عن الصعوبات التي يواجهها المشاركون في النوم، مثل الاستيقاظ في منتصف الليل، أو عدم القدرة على النوم خلال 30 دقيقة، أو الشعور بالحرارة أو البرودة، كما سُئلوا عن النعاس أثناء النهار، مثل صعوبة البقاء مستيقظين أثناء القيادة أو تناول الطعام، إضافة إلى سؤال عن الحماس للقيام بالأنشطة اليومية.

ومن بين المشاركين، تم تعريف 177 شخصاً على أنهم "ينامون بشكل سيئ"، بينما تم اعتبار 268 شخصاً "نائمين جيدين".

وعند بداية الدراسة، كان هناك 42 مشاركاً يعانون من متلازمة المخاطر المعرفية الحركية، وتطورت هذه المتلازمة لدى 36 آخرين خلال فترة الدراسة.

وأظهرت النتائج أن 35.5% من الأشخاص الذين يعانون من النعاس أثناء النهار وقلة الحماس أصيبوا بالمتلازمة، مقارنة بـ6.7% من الأشخاص الذين لم يواجهوا هذه المشكلات.

وبعد الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى قد تؤثر على خطر الإصابة بالمتلازمة، مثل العمر والاكتئاب وبعض الحالات الصحية الأخرى، تبيّن أن الأشخاص الذين يعانون من النعاس وقلة الحماس كانوا أكثر عُرضة بثلاث مرات لتطوير المتلازمة مقارنة بالآخرين.

ويقول الباحثون، إن معالجة مشكلات النوم قد تساعد في الوقاية من التدهور المعرفي في المراحل المتقدمة من العمر، لكن ورغم أن الدراسة أظهرت علاقة بين مشاكل النوم وتطور المتلازمة، إلا أنها لم تثبت أن مشاكل النوم هي سبب مباشر للمتلازمة.