في ردها على جرائم الاحتلال، وخطة دونالد ترامب، قدمت جمهورية مصر العربية مقترحًا عمليًا مقبولاً دوليًا وعربيًا، هذا المقترح الذي يقوم على أساس إعادة الإعمار والبناء، وعدم تهجير الأهالي من غزة، ورافقت الخطة المصرية التي أعدها نخبة من الخبراء المختصين، ودفعت بالآليات الضخمة لإزالة الركام والدمار، وأوقفتها على الحدود مع غزة في انتظار الموافقة على دخولها، لبدء عمليات الإعمار والبناء، في خطوةٍ جدّية تحمل رسائل واضحة في مواجهة خطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وهي تثبت إدعاء ترامب الكاذب الذي حمل في طياته بعض الدسائس حول نوايا الإعمار ولكن بدون وجود أهل غزة، بينما تقول مصر أن الإعمار ينجح والغزيون على أرضهم.
في هذه الأيام الصعبة ووسط كل ما يروج له من مؤامرات وخطط تتساوق مع الاحتلال مدعومة أميركيًا، يكون الموقف المصري منسجمًا مع الإرادة الفلسطينية الصامدة والصابرة على مصائبها، بأفكار عملية صادقة بعيدة عن الشعارات الفضفاضة، وهذا هو الضروري في الوقت الراهن حيث الواقع الصعب والمؤامرة تتسع من أطراف عديدة، ولمواجهة ذلك فإن خطة الإعمار هي قوة الردع الأكيدة لإفشال خطط التهجير والتطهير العرقي.
جدية الموقف المصري واضحة وهي تقوم بمهنية عالية وشعور قومي مرتبط بالعمق العربي، والتضامن الكامل مع فلسطين في محنتها، وهذه الخطة قد جاءت من باب الضرورة العاجلة لصد خطط التهجير وتملك قطاع غزة كما يريد ترامب، وقد صرح في أكثر من موقف عن نواياه الرامية إلى بسط نفوذ أميركا على غزة، وكأن غزة متاحة له وللقوى الاستعمارية، ولم يرَ الصمود الحقيقي الذي يسطره الناس في غزة، رغم فقدانهم لكل سُبّل الحياة.
إن الضرورة الملحة هذه الأيام تستدعي من القمة العربية المنوي عقدها، دعم الخطة المصرية بكل وسائل الدعم السياسي والمالي، والبدء الفوري بعمليات الإعمار لقطع الطريق أمام خطة ترامب، ولتعزيز صمود وبقاء الناس في غزة، حيث حجم الخراب والدمار الكبير يثقل حياتهم، ولضمان نجاح خطة الإعمار فإن المطلوب أيضًا تحركًا فلسطينيًا نحو الوحدة الوطنية بخطوات جادة وعاجلة فلا وقت للانتظار، ما سيعزز رفض خطط ترامب ومواجهتها بموقف فلسطيني وعربي موحد، يكون قادرًا على إسقاطها في مهدها.
فالخطة المصرية هامة تستدعي الالتفاف حولها، كما تتطلب دعمها فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا، والعمل عليها بشكل فوري وعاجل، فلا وقت لانتظارٍ أطول، وسط كل هذه الأخطار والتهديدات، فهذه الخطة ستكون الرد المناسب على خطط ترامب، وهي الشكل الأمثل لتعزيز صمود وبقاء الناس في أرضهم.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها