أي مصالحة يقصدها عسكر وأمراء ومشايخ حماس الكبار الذين يمنعون مواطنا من العودة الى وطنه ؟! ماذا سيقول أعضاء قيادة فتح الذين سمح لهم الاحتلال بالمرور من الضفة المحتلة الى غزة المحتلة ؟! هل سيقولون لضابط الارتباط الاسرائيلي: عفوا اسمحوا لنا بالعودة الى المحتل من ارضنا فقد منعنا شركاؤنا في الوطن وأبناء جلدتنا من الوصول الى أهلنا وإخواننا وبيوتنا ومدننا في القطاع ؟!.
أليس غريبا ومروعا أن الاحتلال يسمح فيما حماس تمنع، فالفلسطينيون يمرون من المعابر حسب الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير واسرائيل، أما حماس فقد بلغ الجهل والاستكبار عند عسكرها انهم يمنعون الفلسطيني الذي سمح له الاحتلال بالتنقل من الوصول الى أهله وبيته في قطاع غزة، فهل تريد قيادة حماس بغزه تصنيف نفسها كسلطة مشابهة لسلطة الاحتلال ؟!
تعبر قيادة فتح عن صدق النوايا والاخلاص في التوجه نحو المصالحة، رافعة المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار فيما تصادق اجراءات حماس الفعلية على صحة نية الشر للمصالحة وأهلها، فتكثف من اعتقال كوادر فتح، ثم تستفز مستشار الرئيس روحي فتوح ابن غزة وقيادات وأعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح بإجراءات وصفها مستشار الرئيس للشؤون العسكرية القيادي الحج اسماعيل بأنها اشبه بإجراءات العصابات.
ما حدث لوفد حركة فتح على معبر بيت حانون من ناحية (إمارة عسكر الانقلاب في غزة )يثبت أن الانفلات ينخر حماس من الداخل، فلا هي مجتمعة على قرار سياسي ولا على رؤية للمصالحة والوحدة الوطنية، حتى اجراءاتها فتوحي ان لكل مركز قوة فيها قراراته وتوجهاته المختلفة عن الآخر، فيسمح ويمنع، يسهل ويصعب، حسب مزاجه ورؤيته الشخصية للأمور وإلا فإن اشعار قادة فتح بالإذلال والمهانة عند معبر بيت حانون وحجز هوياتهم يثبت أن حماس ليست ناضجة للمصالحة، فعسكر حماس المتمترسون على الجهة الأخرى من معبر بيت حانون يعلمون جيدا أن صخر بسيسو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح هو عضو وفد حركة فتح الذي ناقش بالقاهرة مع قيادات حماس تنفيذ اتفاق المصالحة.
نفترض انهم شركاؤنا في الوطن، وغدا في القرار والبرنامج السياسي اذا ما تم تنفيذ اتفاق المصالحة على مايرام، لكن أن يتم اهانة قيادات الحركة، وانتهاك حقوقهم في التنقل من والى وطنهم فهذا دليل قاطع على مكانة وقيمة ومعنى المصالحة عند قيادات حماس، فالمصالحة عندهم اداة للاستخدام كما الدين! تستخدم كمصطلح براق لكسب الوقت بانتظار المتغيرات في الدول العربية المجاورة، فحماس وأدت الوحدة الوطنية منذ زمن بعيد «حتى صارت عظامها مكاحل» تناور بالمصالحة كمناورتها في مصطلحات الدين لزيادة أرباح وفوائد التكسب السياسي والمادي أيضا.
التعامل مع حماس من اجل المصلحة الوطنية العليا لشعبنا لا يعني الاعتراف بشرعية سلطتها في قطاع غزة، كما لا يعني ان يطلب منها قادة حركة فتح ترخيصا او تنسيقا كما يفعلون مع سلطة الاحتلال اذا رغبوا بالعودة الى الجزء الآخر من وطنهم أو بيوتهم وأهلهم.. فالوطني الفلسطيني لا يريد التعامل مع سلطة الأمر الواقع في غزة كالتعامل مع سلطة الاحتلال المحكوم بالاتفاقيات، حتى لا يحسب عليه أن جارى عسكر حماس في رغباتهم السلطوية، فهؤلاء يأخذون البلاد والعباد الى مالا يحمد عقباه من أجل سلطة يعلمون كما نحن نعلم انها مازالت تحت الاحتلال في الجزأين المحتلين من الوطن، فلم هذا الاستكبار والظلم يا عسكر الزهار ؟!.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها