شرعت اجهزة حركة حماس البوليسية بتلفيق تهمة للاخ صخر بسيسو في محاكم التفتيش التابعة لها في قطاع غزة، والتهمة الموجهة لابو خلوصي " شتم الذات الالهية!" وينطبق على قادة حماس في اجهزة قمع حماس في قطاع غزة المثل الشعبي القائل "إن لم تستح فإفعل ما شئت!" وهم ليسوا فقط كذابون حتى النخاع، بل هم تجار دين، وليس لهم علاقة بالدين ولا بالاخلاق او القيم او القانون الفلسطيني.
قادة حماس قَّولوا الرجل ما لم يقله، وسعوا ان يلفقوا موضوع المحاكمة ليغطوا عورتهم وبؤسهم ورفضهم للمصالحة. وعلى فرض ان السيد صخر "كفر" هل قادة حركة حماس اصياء عليه؟ ومن الذي خولهم ذلك؟ هل انتم اوصياء على الدين الاسلامي ؟ وكيف؟ وعلى اي اساس؟ ومن بايعكم بذلك؟ الستم تجار دم وسياسة ودين؟ الآ تخجلوا من ادعاءاتكم الغبية ضد بسيسو؟ وهل تكفي تلك الادعاءات الكاذبة لتبرير فعلتكم القذرة؟ ولماذا اللجوء لسياسة إذلال قادة فتح الاربعة على حاجز بيت حانون؟ وما هي مصلحتكم في تعطيل المصالحة؟ والى متى يمكن للشعب الفلسطيني ان ينتظر سياساتكم غير المبررة في اختطاف القطاع من الشرعية واللحمة الوطنية؟ وهل سياساتكم المتبعة ضد قادة وكوادر حركة فتح "تعززالمقاومة" التي تنادون بها؟ وما هي هذه المقاومة ؟ وهل مثل هذه السياسة تخدم توحيد صفوف الشعب في مواجهة مخططات اسرائيل ؟ وما هي معايير المواجهة؟
ان فبركتكم لمحاكمة صخر بسيسو تؤكد للمرة الالف، انكم قررتم قطع الطريق على المصالحة. والعودة الى مربع الانقلاب والانقسام وتعميقه. وهذا الخيار لا يخدمكم لا من قريب او بعيد حتى لو افترض المرء ان جماعتكم (جماعة الاخوان المسلمين) سيطروا على كل الدول العربية. لان مصلحتكم مع شعبكم. واذا صبر عليكم الشعب كل هذه المدة من الفجور والانقلاب والتوغل في الدم الفلسطيني، فلن يصبر عليكم الى ما لانهاية، وسيكون مصيركم الاندثار، لان الشعب لا يقبل القسمة على الانقلاب والتمزق والانقسام. وارهابكم لن يكون اشد وحشية من ارهاب دولة الابرتهايد الاسرائيلية. وقوتكم المؤقتة ناتجة عن ضعف وبؤس حركة فتح ، وهزال بعض القيادات الفتحاوية الراكضين في مياهكم العكرة والآسنة، وايضا نتيجة بؤس فصائل العمل الوطني، التي غابت عن الوعي وارهبها ارهابكم وبلطجيتكم، وليس لانكم اقوياء.
من يريد ان يصفي حسابا مع المصالحة، ويقطع الطريق عليها، لن ينفعه الندم لاحقا. لذا عليكم اعادة نظر في سياساتكم الغبية والمجنونة. وعلى قيادة المكتب السياسي ومجلس شورى حماس ان يراجع السياسات المتبعة من قبل المتنفذين في قطاع غزة من قادة الحركة السياسيين او العسكريين، والعمل على دفع المصالحة للامام، لان المصالحةمصلحة عليا للشعب، وبالتنالي اذا كانت حماس معنية بالشعب ومصالحه العليا ان توقف البلطجة والفجور والوقاحة والارهاب العبثي، الذي تنفذه جماعات خارجة عن القانون الوطني. وان لم تفعل الهيئات القيادية الحمساوية ذلك فورا وباسرع وقت ممكن، فانها ستتحمل المسؤولية امام نفسها وكوادرها واعضاءها وامام الشعب في الوطن والشتات. والحساب لن يطول لكل من يعطل لحمة ووحدة الشعب.
واللحظة تحتم ان يؤكد المرء، ان الاهانة التي طالت وفد الرئاسة وحركة فتح، ناجم عن استشعار قيادة حماس في قطاع غزة بان حركة فتح لا تستطيع على مواجهة حماس. وهي اضعف من ان تقف في مواجهة التطاول على قياداتها كما صمتت على قتل وذبح مئات المناضلين من ابناء فتح والاجهزة الامنية. وتخطىء فتح إذا افترضت ان المصالحة تعني "عفا الله عما مضى" مثل هذه السياسة لا يمكن ان تنتج مصالحة وطنية حقيقية، لان مركباتها تعني "غالب" و"مغلوب" ، "منتصر" و"مهزوم". وبالتالي ما لم تعيد فتح الاعتبار لذاتها فان اللطمات ستتوالى على وجه قياداتها من كل حدب وصوب! فهل تعي قيادات فتح ذلك ام لا ؟
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها