بقلم: وسام الشويكي
هو العدوان الأوسع الذي تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، والذي استهدف أيضًا مخيم العروب شمالي الخليل؛ حيث تمت مداهمة العشرات من منازل المواطنين واعتقال واستجواب أكثر من 70 مواطناً داخل المركز الصحي التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين داخل المخيم، بعد أن حولته لثكنة عسكرية ومركز للتحقيق، وتفجير وتحطيم الأبواب.
أعداد كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت المخيم، وشرعت بعمليات دهم للمنازل والبيوت في أحياء متفرقة داخل مخيم العروب، منذ ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس، انتهت بهدم منزل يقع على مدخل المخيم في المنطقة القريبة من الشارع الالتفافي، يعود للمواطن عدي جميل جوابرة، بعد أن تم طرده هو وأسرته من داخل المنزل.
أهالي المخيم يصفون العملية العسكرية التي شنتها قوات الاحتلال على المخيم واستمرت لأكثر من ست ساعات متواصلة، بأنها العدوان الأكبر والأوسع منذ عام 2014؛ حيث تخللته مداهمات همجية للمنازل وتفجير أبواب بعضها، واعتقال العشرات من سكانه طال أكثر من 70 مواطناً، بعد تعرضهم للضرب المبرح، تم اقتيادهم إلى المركز الصحي داخل المخيم، الذي حولته إلى ثكنة عسكرية ومركز تحقيق مارست فيه قوات الاحتلال انتهاكاً بحق المستجوبين، وذلك بالتزامن مع توزيع منشورات ورقية داخل المخيم تهدد سكانه بمزيد من أعمال القمع والاعتداء، في سياسة واضحة تعكس حجم العمليات المسعورة والعدوان الذي تشنه سلطات الاحتلال على مختلف المناطق استمراراً لسياساتها القمعية ضد شعبنا الأعزل.
وأفاد الصحفي ثائر الشريف، أحد سكان المخيم، أنّ مخيم العروب شهد عدواناً واسعاً شمل كل أحيائه ومناطقه المحيطة، لم يشهد مثيلاً له منذ عشر سنوات؛ حيث اقتحمت قوات الاحتلال المخيم بحشودات ضخمة معززة بالآليات العسكرية وعاثت خرابًا في ممتلكات أبناء شعبنا، بالإضافة إلى اقتحام المركز الصحي لمخيم العروب وتكسير محتوياته قبل أن تشرع بتحويله إلى مركز تحقيق واستجواب للمعتقلين، الذين أفرجت عن العدد الأكبر منهم لاحقاً بعد تهديدهم، علاوة على تحويل بعض البيوت إلى ثكنات عسكرية، واحتجاز سكانها لساعات. وهذا يُضاف لجملة الانتهاكات التي تطال المخيم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول قبل العام الماضي، أبرزها الحصار المفروض على سكانه.
وأعقب عملية الاقتحام هدم منزل المواطن الجوابرة الذي تبلغ مساحته نحو 150 متراً مربعاً، بعد طرد سكانه إلى العراء، ولم تمهلهم لحمل أمتعتهم، واندلعت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال وسط إطلاق للرصاص الحي والأعيرة المطاطية والقنابل الغازية والصوتية، أصيب خلالها شاب على الأقل، بجروح في ساقه نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وشهد المخيم يوم الأربعاء تعليقاً لدوام المدارس بشكل كامل، بالإضافة لتعليق العمل في مدارس ومراكز وكالة الغوث.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها