بقلم: زهير طميزة
وضع مستوطنون يوم الثلاثاء الماضي منزلاً استيطانيًا متنقلاً "كرفانات" وحظائر أغنام في منطقة "الخمار" المرتفعة، قبالة المدخل الشرقي لبلدة بتير غرب بيت لحم، لتشكل نواة مستعمرة جديدة على أراضي البلدة، تحت مسمى "ناحال حيلتس"، والتي تكرس عزل قرى الريف الغربي وفصلها عن محافظة بيت لحم.
وقال رئيس بلدية بتير زكي البطمة: إن "أحد غلاة المستعمرين يحاول الاستيلاء على هذا الجزء الحيوي من أراضي البلدة منذ عام 2018 ضمن ما يعرف بـ "الاستيطان الرعوي"، لكن المواطنين كانوا يتصدون له دائمًا ويطردونه من أراضيهم، كما قاموا برفع قضية أمام المحاكم الإسرائيلية لمنعه من دخول المنطقة".
وأضاف: لكن منذ اندلاع حرب الإبادة وإعلان حالة الطوارئ، منع جنود الاحتلال المواطنين من الوصول للموقع، وأتاحوا للمستوطنين إقامة الكرفانات السكنية وحظائر الحيوانات وسهلوا لهم شق الطرق إلى الموقع وحوله، على الرغم من وجود العديد من منازل المواطنين في المنطقة.
وأكد البطمة أن المستوطنين وضعوا 14 منزلاً استيطانيًا متنقلاً (كرفانات) على مساحة 14 دونمًا، وجرفوا عشرات الدونمات لشق طرق حول البؤرة الاستعمارية وصولاً إلى الشارع الالتفافي الواصل بين "خط 60" الاستعماري مرورا بمستوطنة "بيتار عيليت" وصولاً إلى الخط الأخضر غرب المحافظة.
وبين البطمة أن المستوطنين يقومون بتوسيع هذه البؤرة باستمرار من خلال تجريف الأراضي والاعتداء على مزروعات المواطنين التي جعلوها نهبًا لأغنامهم وذلك على الرغم من أن المحاكم الإسرائيلية لم تبت بعد في القضية التي رفعتها بلدية بتير حيث قدمت كل الأوراق الثبوتية على أن الأراضي المستهدفة هي أملاك فلسطينية خاصة.
من جانبها، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان: إن "سلطات الاحتلال أعلنت عن إقامة هذه المستعمرة وعدة مستعمرات مثلها في إطار ما يسميه الاحتلال الرد على اعتراف بعض دول العالم بدولة فلسطين". وأشارت الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال خصصت قرابة 120 دونمًا لصالح هذه المستعمرة الجديدة، إضافة إلى 600 دونم تم اعتمادها لصالح إنشاء المستوطنة المذكورة بقرار ما يعرف بطاقم الخط الأزرق.
والجدير بالذكر أن المنطقة الغربية من محافظة بيت لحم والتي تضم أراضي "المخرور" غرب بيت جالا وجنوب الولجة، والمنطقة الشرقية من بلدات بتير وحوسان ونحالين، تشكل هدفًا رئيسيًا للمستعمرين الطامعين في خلق تواصل جغرافي بين مستعمرات القدس المحتلة ومجمع عصيون الاستيطاني كجزء من المخطط الاستعماري المعروف باسم القدس الكبرى.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها