بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الخميس 30- 1- 2025
*رئاسة
سيادة الرئيس يشيد بمواقف العاهل الأردني في دعم بقاء وصمود شعبنا ورفضه لمحاولات تهجيره
وجّه سيادة الرئيس محمود عباس، برقية شكر وتقدير إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مشيدا بالمواقف الثابتة والداعمة التي تتبناها المملكة تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وأعرب سيادته في رسالته عن تقديره العميق لموقف الأردن الراسخ في دعم بقاء وصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ورفضه القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية، مؤكدًا أن هذا الموقف يتماشى مع القانون الدولي ويعكس عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين.
كما ثمن، تحذيرات العاهل الأردني من خطورة التصعيد في الضفة الغربية، والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأشاد سيادته، بجهود الأردن المستمرة في تأمين تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والمساهمة الفاعلة في دعم وقف إطلاق نار مستدام، بما يسهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها.
وأكد، أن الموقف الأردني يعكس التزاما تاريخيا بالقضية الفلسطينية، ويدعم الجهود الفلسطينية الرامية إلى البقاء والصمود على الأرض ومواجهة أي محاولات لاقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه. كما أشار إلى تطلعه لمواصلة الجهود المشتركة لتحقيق السلام العادل والدائم على أساس قرارات الشرعية الدولية، بما يضمن الأمن والاستقرار للمنطقة بأسرها.
وجدد سيادته، شكره للعاهل الأردني، معبرًا عن ثقته باستمرار الجهود الأردنية الداعمة للحقوق الفلسطينية، ومؤكدًا على أهمية التنسيق المشترك لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها تسلُّم السلطة الفلسطينية إدارة معبر رفح، تمهيدًا لتولي دولة فلسطين مهامها في قطاع غزة كجزء لا يتجزأ من أراضيها.
*فلسطينيات
د. مصطفى يبحث مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي مستجدات الأوضاع في فلسطين
بحث رئيس الوزراء، وزير الخارجية د. محمد مصطفى، خلال اتصال هاتفي يوم الأربعاء، مع نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، مستجدات الأوضاع في فلسطين، خاصة في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، بالإضافة لتعزيز التعاون والتنسيق في مختلف القضايا والمجالات.
وثمن مصطفى العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين، معربًا عن تقديره لموقف العراق الثابت لدعم فلسطين وقضية شعبنا في المحافل الدولية كافة.
من جانبه، شدد حسين على رفض العراق أي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني واستمرار توحيد الجهود لتعزيز صموده على أرضه.
وكانت وزارة الخارجية العراقية، قد أكدت في بيان لها، رفض العراق أي محاولة تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدة أن العراق سيواصل بذل أقصى الجهود لضمان أن يكون الملف الفلسطيني ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في مقدمة أولويات جدول أعمال القمة العربية التي ستستضيفها بغداد هذا العام.
*مواقف "م.ت.ف"
فتوح يدين جرائم الاحتلال في طمون وطولكرم
أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية، والتي كان آخرها المجازر في مخيم طولكرم وبلدة طمون في محافظة طوباس إلى جانب التصعيد الاستيطاني الخطير في الضفة الغربية.
وأشار فتوح، في بيان اليوم الخميس، إلى أن قوات الاحتلال فجرت محلا يحتوي على إسطوانات غاز داخل حي مكتظ بالسكان في مخيم طولكرم مما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة وتدمير ممتلكات المواطنين مهدداً حياة آلاف الأبرياء.
كما أكد أن المجزرة التي ارتكبت في بلدة طمون وقصف المدنيين بالطائرات، والتي أسفرت عن استشهاد عشرة مواطنين وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة، تعد جريمة حرب واستمرارا لسياسة القتل العمد والاستهتار بحياة الأبرياء، واصفا هذه الممارسات بأنها جرائم حرب وإبادة جماعية تعكس الطبيعة الفاشية الإرهابية للاحتلال الإسرائيلي، مطالبا المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها. كما حذر فتوح من تمادي الاحتلال في انتهاكاته المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في ظل غياب عقوبات دولية رادعة، مؤكدا أن هذه الجرائم تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وتفريغ الأرض من سكانها الأصليين.
وفي سياق آخر، استنكر رئيس المجلس الوطني مصادقة الكنيست الإسرائيلي العنصري بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يسمح لليهود بتسجيل أنفسهم كملاك أراضي في الضفة الغربية، مشدداً على أن هذا القرار يمثل مخالفة صارخة للقانون الدولي وانتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية وفتوى محكمة العدل الدولية التي اعتبرت الاستيطان جريمة حرب.
وأكد أن هذا التشريع العنصري يأتي في إطار السياسات الاستيطانية التوسعية التي تنتهجها حكومة الاحتلال في محاولة لفرض أمر واقع على الأرض وشرعنة الاستيطان غير القانوني وتنفيذ خطة الضم وتهويد الضفة الغربية المحتلة التي أعلن عنها الوزير المتطرف سموتريتش.
ودعا فتوح المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات التي تقوض أي فرصة لتحقيق السلام، وتكرس الاحتلال والاستعمار الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية.
كما جدد دعوته إلى تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته واتخاذ خطوات جدية لردع الاحتلال ومنعه من الاستمرار في انتهاكاته المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني.
*عربي دولي
"التعاون الإسلامي" تدين جرائم الاحتلال المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني
أدانت منظمة التعاون الإسلامي، استمرار وتصاعد وتيرة جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، التي كان آخرها قصف بلدة طمون في محافظة طوباس، مما أدَّى إلى استشهاد 10 مواطنين، والعدوان المتواصل على مدينة جنين ومخيمها، إضافة إلى الإرهاب المنظم الذي تمارسه مجموعات المستعمرين المتطرفين، والتدمير الواسع للبنية التحتية، وإقامة مئات الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية على مداخل المدن والبلدات الفلسطينية.
وحذَّرت المنظمة في بيان صحفي اليوم الخميس، من خطورة استمرار جرائم الحرب والتهجير القسري والضم والاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، التي تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني وقرارات الشرعية الدولية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمل إسرائيل، قوة الاحتلال، على وقف سياساتها العدوانية ومساءلتها عنها وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
*إسرائيليات
قرار الاحتلال حظر "الأونروا" يدخل حيز التنفيذ اليوم
يدخل، اليوم الخميس، قانونا الكنيست الإسرائيلية اللذان يستهدفان عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الأراضي الفلسطينية، حيز التنفيذ، ما يعني حرمان عشرات آلاف اللاجئين من خدمات بينها التعليم والرعاية الصحية.
وكان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنه يتوجب على الوكالة وقف جميع أنشطتها في مدينة القدس المحتلة وإخلاء مبانيها بحلول يوم الخميس.
ويحظر القانون الأول نشاط "الأونروا" داخل "المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية"، بما يشمل تشغيل المكاتب التمثيلية وتقديم الخدمات، فيما يحظر القانون الآخر أي اتصال مع الوكالة.
وبالنسبة للوكالة، فإن قطع الاتصال سينهي فعليًا حالة التنسيق لضمان تحركات آمنة لطواقم "الأونروا" من الفلسطينيين، وسيفرض عليهم ظروف عمل محفوفة بالمخاطر، كما أنه سيحول دون حصول موظفيها الدوليين على تأشيرات الدخول والعمل في الأرض الفلسطينية المحتلة.
كما سيضع القانون عراقيل أمام تعامل "الأونروا" مع البنوك الإسرائيلية وحصولها على الحوالات المالية ودفعها الرواتب وسداد المستحقات المترتبة عليها.
وبالنسبة لحكومة الاحتلال، فإن مصطلح "المناطق ذات السيادة الإسرائيلية" في القانون الأول يتعلق بالقدس الشرقية المحتلة، حيث يقع المقر المؤقت لرئاسة "الأونروا"، وتحديداً في حي الشيخ جراح، الذي كان عرضة في الأشهر الأخيرة لموجة من الأعمال الإرهابية والقرارات الإقصائية.
وفي أيار/ مايو 2024، اضطرت إدارة الوكالة لإغلاق المقر تحت وطأة هجمات شنها مستعمرون، وصلت حد إضرام النيران في مبانيه مرتين خلال أسبوع واحد.
وفي 10 تشرين الأول / أكتوبر 2024، أعلنت "سلطة أراضي إسرائيل" عن الاستيلاء على الأرض المقام عليها مقر وكالة "الأونروا" في حي الشيخ جراح، وتحويل الموقع إلى بؤرة استيطانية تضم 1440 وحدة سكنية.
كما استهدف الاحتلال كلية تدريب قلنديا، بإصدار "سلطة أراضي إسرائيل" في 14 كانون الثاني/ يناير 2024 قرارا يطالب "الأونروا" بإخلائها، ودفع رسوم إشغالها بأثر رجعي بقيمة 17 مليون شيقل، بذريعة إنشاء مبان واستخدامها دون تصريح.
ويمثل قرارا الكنيست بحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، خرقا لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي والأعراف والاتفاقيات الدولية، ويتناقض مع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة القرار رقم 302 الذي أنشأ "الأونروا" عام 1949 استجابة لأزمة اللاجئين الفلسطينيين، بما يمثل التزاماً دولياً بهذه القضية بعد فشل تنفيذ قرار مجلس الأمن 194 الذي يضمن لهم حق العودة.
كما أن وقف أنشطة الأونروا، وما يترتب على ذلك من منع وصول المساعدات الأساسية للاجئين، خصوصا في غزة، قد يصنف كجريمة حرب بموجب اتفاقية روما، التي تجرم تعمد استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب.
*أخبار فلسطين في لبنان
لقاء قيادي بين "فتح" و"جبهة التحرير الفلسطينية" في منطقة صيدا يناقش الأوضاع الراهنة
عُقد لقاءٌ قياديٌّ في مقرِّ قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا داخل مخيم عين الحلوة، حيث استقبل أمين سر الحركة وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في المنطقة، اللواء ماهر شبايطة، وفدًا قياديًا من جبهة التحرير الفلسطينية، ترأسه عضو اللجنة المركزية للجبهة أبو وائل كليب، وعضو اللجنة المركزية ومسؤولها في منطقة صيدا يحيى حجير، وذلك بحضور أعضاء قيادة المنطقة وشعبها التنظيمية.
وخلال اللقاء، هنّأ الأخ كليب حركة “فتح” بذكرى انطلاقتها الستين، مؤكدًا ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، لمواجهة المخاطر المحدقة بقضيتنا الوطنية، بخاصة في ظلِّ ما يتعرّض له أبناء شعبنا في قطاع غزة من إبادة جماعية بفعل العدوان الصهيوني المستمر، وما تشهده الضفة الغربية من مخططات استيطانية متسارعة تهدف إلى تهويد الأرض وتهجير الفلسطينيين قسرًا.
من جانبه، رحّب اللواء شبايطة بالوفد الزائر، مشيدًا بمواقف جبهة التحرير الفلسطينية في دعم مسيرة نضال شعبنا، مشيرًا إلى أن المرحلة الراهنة تستوجب تضافر كل الجهود الوطنية لمواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، والتي تتجلّى في استهداف أبناء شعبنا في الضفة والقطاع، إلى جانب الحرب الممنهجة التي تستهدف اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وخاصة في المخيمات، من خلال محاولات إنهاء عمل وكالة الأونروا، ضمن مخطط يسعى إلى تصفية قضية اللاجئين وإنهاء حق العودة.
كما استعرض اللقاء الأوضاع المتأزمة في قطاع غزة جراء العدوان الوحشي، والتصعيد الخطير في الضفة الغربية، مؤكدين أن الاحتلال يسعى لفرض وقائع جديدة على الأرض من خلال القتل والتهجير والاستيطان.
واختُتم اللقاء بمداخلات أكدت أهمية ترسيخ الوحدة الوطنية، وضرورة مواجهة المخططات التهجيرية التي تستهدف أبناء شعبنا، والتصدي لمحاولات تفكيك المخيمات وضرب مقومات صمود اللاجئين، مشددين على أهمية بقاء المخيمات الفلسطينية خارج التجاذبات الداخلية والإقليمية، باعتبارها عنوانًا للهوية الفلسطينية وحق العودة.
*آراء
التعرض للرموز الوطنية.. مأساة وطن/ بقلم: مروان سلطان
كنت أريد أن أكتب منذ زمن حول هذا الموضوع الذي يقذف القامات والرموز الوطنية والنضالية وينالهم السوء، من بعض المتهكمين، حتى برزت قضية أبو شادي الطوس الأسير المحرر الذي أمضى في سجن الاحتلال أربعين عامًا. ذلك أن الطوس عبر عن فكره لأحد المحطات الفضائية حول موضوع الثمن الذي تم دفعه للإفراج عن الأسرى، ونسيت هذه الإذعات أن الرجل قد أمضى عمره في السجون من أجل قضية فلسطين. بل وذهب البعض أكثر من ذلك ليقول ما كان على حماس إدراج اسمه ضمن الأسرى للإفراج عنهم. هنا فقط أنا أتوقف عند ضحالة الفكر الذي وصلنا إليه، الاختلاف ممنوع والرأي الآخر مرفوض. هنا أود أن أقول إذا كان صاحب فكرة السابع من أكتوبر قائد حماس فإن الذي دفع الثمن الباهظ هو الشعب الفلسطيني كله، حتى الذين هم في الضفة الغربية بعيدين عن أجواء المعركة. هكذا يجب أن تكون الثقافة بعنوان الوطن للجميع. تصيبني الدهشة عندما أجد أن العالم يعتبر رموزنا بشخصياتهم الاعتبارية الوطنية رمزًا للنضال في العالم ويأتي البعض للنيل منهم والانتقاص من إرثهم النضالي. هناك أقيمت في عواصم العالم تماثيل ترمز للنضال والحركة لياسر عرفات، وتجد نفوسًا وضيعة تريد النيل من هذه القامة.
القامات والرموز الوطنية سواء كانوا شهداء، أو أسرى، أو أناشيد وطنية، أو علم وسارية، هي زاد الشعوب وقوتها التي تعتز بها وتفتخر، هم الهالة المقدسة التي أبقت للشعب كرامة وحصن منيع يتحدثون عنه لمئات السنين، هم الخالدون، هم من أنار للشعوب المقهورة دربها وطريقها نحو الحرية. هؤلاء من قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل حرية الشعب والوطن.
التعرض لهم بسبب الاختلاف أمر أكثر من معيب، بل ويصل إلى الخيانة العظمى. لا هالات مقدسة إلا من علمنا ديننا الحنيف إنه مقدس، ولكن هؤلاء الذين قدموا أنفسهم وما يملكون أثمانًا لعقيدتهم النضالية، يستحقون منا التقدير والاحترام. يستحقون منا أن لا نخذلهم، يستحقون أن نحافظ على وجدانهم وكرامتهم.
قامات طويلة بما قدموه من عطاء لا ينضب. هم الذين أضاؤوا شعلة الحرية بنضالهم. أبو شادي الطوس قضى أربعين عامًا في المعتقلات الإسرائيلية، فكر، ونضال، وإيمان أخذ منه الأسر زهرة شبابه، وأخذ منه الكثير من أحبابه دون أن يراهم، ولد بعض أبنائه وهو في المعتقلات، من سجن إلى آخر ينقله السجان ويلقي به من محطة إلى أخرى، تكلم برؤيته وبشجاعة وإيمان وصدق عن معركة طوفان الأقصى، وهذا رأيه والذي يجب أن يُحترم. إذا كنا نختلف كفلسطينيين كانت السجون مرجعية الرأي في العمل النضالي. التطاول على قامة بهذا الحجم، هو لا يقلل من قيمته بل تقل من قدر هؤلاء الذين يتطاولون على القامات النضالية. الشيء الذي يعزينا في هذا الموقف أن من يتطاولون على الرموز وأحجامهم دون المستوى على المجتمع الفلسطيني أن يضع حدًا لمثل هذه المهاترات.
لقد سمعنا الكثير من التطاول على الرموز مِمن ليسوا أهلاً للحديث النضالي والثقافي والاجتماعي أو السياسي. ولا ضير لقد تطاول الكفار على الأنبياء والرسل أنظر إلى قول الله تعالى: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين". ألم يتم التطاول على سيد الخلق محمد، ألم يتم التطاول على النبي عيسى. ألم يكذبوهم، ألم يتم أذيتهم، شرفاء الأمة هم أصحاب رسالة، الثمن كان عاليًا قد دفعوه مقابل إيمانهم بعدالة قضيتهم. تم التطاول على الشهيد ياسر عرفات، وعلى قادة آخرين ونعتوا بأقذع الأوصاف، وكان الناعت قد جاء من السماء.
هنا نرفع القبعات عاليًا لرموزنا وقادتنا الفلسطينيين من كل الألوان والأشكال والفصائل، عندما يتكلمون نسمع لهم باحترام ومن قضى نحبه نترحم عليه بإجلال وإكرام. متى ترتقون؟ متى تخرجون من القاع؟.
ازدحم القاع وأصبح المكان خانقًا، لا يقبل بعد ذلك عذرًا. حملات التشويه التي تصل إلى الرموز ليست من الوطنية في شيء، ولست ممن يقدس أو يحرم أو يحلل، ولكني أرى في الرموز والقامات قدسية، يستحقون التبجيل، وفي هذا فاليتنافس المتنافسون.
إن شعوب العالم تصل احترامها لمثل هؤلاء القامات والرموز إلى درجة التقديس، فقط باتوا يشاهدون تلك الهالات النضالية، ويتباركون منها. في كوبا، في فيتنام، وغيرهم من الشعوب التي ناضلت وأفرج عن أسراهم، اذهبوا لتروا بأم أعينكم كيف يتحدثون معهم، كيف يمرون عنهم، كيف يسلمون عليهم؟ بكل وقار، أدب، واحترام.
لا يوجد مثلنا نحن هنا، لا نرى أبعد من أنوفنا لنهاجم من هم أطول منا قامة، وأوفى منا لهذا الوطن. أيها السادة يا أصحاب وطن الأنبياء، يا أصحاب وطن الشهداء، يا أصحاب وطن الضائعين تكاملوا، تحابوا، انتصروا لرموزكم، لقامات وطنكم، حتى تبقى شعلة أضاؤوا شعلتها تنير المكان، ودون ذلك ستفقد الشعلة بريقها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها