بقلم: حسن عبادي 

سنحت لي الفرصة لأشارك يوم السبت 25 كانون الثاني 2025 حفل افتتاح معرض "شبابيك" للفنّان العكيّ منير قزموز في صالة إبداع التابعة لرابطة الفنّانين التشكيليّين العرب، وهي جمعيّة غير ربحيّة، تأسّست تجاوباً مع الحاجة لتأطير الفنّانين الفلسطينيّين ضمن إطار واحد كون الموضوع رافداً من روافد المجتمع العربيّ الحضاريّ ومقرّها كفر ياسيف الجليليّة.  

ولد منير في عكا، تعلّم التصميم الغرافي، وله أعمال فنيّة في مجال الرسم، والتصميم الغرافي، والتصوير الفوتوغرافي، والرسم المحوسب. شارك في معارض فرديّة وجماعيّة للرسم والتصوير والغرافيكا، في البلاد وخارجها، ومنها معرض "حجر أبيض بالأسود تصوير وتصميم غرافي"، ومعرض "أسماء تصميم غرافي"، ومعرض "غروب تصوير فوتوغرافي"، ومعرض "العودة إلى الماضي تصوير فوتوغرافي" وغيرها. 

معرض "شبابيك"؛ تصوير فوتوغرافي وغرافيكا، يشمل 49 لوحة، ركيزتها صور التقطها بكاميرته الخاصة في فلسطين، ومصر، والأردن، واليونان, والمغرب, وإسبانيا ودمج كلّاً منها في شبّاك يجمع الصورة الخارجيّة والمنظر وكأنّها لوحة زيتيّة.

لمست حضور للهويّة القوميّة، الثقافيّة والدينيّة، عكا وأزقّتها وبحرها، القرى الفلسطينيّة المهجّرة وصبّارها الشاهد على الجريمة، فلكلّ صورة حكاية تحكيها ورسالة تميّزها عن غيرها.

استخدم منير تقنيّة فنيّة، دامجاً الصورة بشبّاك يليق بها، جعلها شبابيك ناطقة، وكلّ شبّاك عن شبّاك بِفرِق، عالج كلّ صورة بعدسته واستنطقها بحرفيّة.  

دمج منير في صوره الفوتوغرافيّة غرافيكا مميّزة بدمج فنيّ مهنيّ لتلك الصور بتصميم غرافيكي بديع.

صوّر الأسواق الشعبيّة، البائع المتجوّل، القرى المهجّرة, والأبواب التي تنتظر أصحابها يحملون مفاتيحها، وصبّارها المميّز العتيق، بحر عكا وصيّاديها وسفنها وميناءها وسورها الذي دحرَ نابليون، معالم دينيّة من مساجد وكنائس. لفتت انتباهي بشكل خاص لوحة أطفال يترقّبون باب منزلهم العتيق، ولوحة تصوّر بيوت مهجّرة تنتظر عودة أصحابها من الشتات والمهجر، و"الطفل والبحر"، طفل يستحقّ الحياة رغم من يقف له بالمرصاد لسحقها.

التقيت في المعرض كانزه، صديقي الفنان العكيّ وليد قشاش، وكنت قد أطلقت عليه في حينه لقب "شيخ الفنّانين"، وشاركَنا بلوحة مميّزة حين أطلقنا حملة "حرّروا الجثامين" ولوحة "بلد المليون أسير" تزامناً مع مؤتمر التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، وله بصمته الخاصّة على المعرض. 

لفت انتباهي مرافقة افتتاح المعرض "كتالوج" راق مهنيّ التصميم يشمل أعمال المعرض ولوحات مختارة من أعماله الأخرى.

 قيل: "أعطني مسرحًا أعطِك شعباً"؛ وأنا أقول: "أعطني فنًّا أعطِك شعباً"!!