على مدار سنوات النضال الطويلة أثبت الفلسطيني أنه لن يتنازل عن ذرة تراب من أرضه ووطنه، تحدى وواجه الصعوبات والتحديات والمؤامرات وصمد في وجه الاعتداءات الإسرائيلية المتتالية والعدوان الأخير على قطاع غزة خير مثال، فعلى الرغم من القتل والتدمير والتجويع والنزوح القصري إلا أنَّ أبناء شعبنا نصبوا الخيام على ركام منازلهم المدمرة ورفعوا العلم الفلسطيني مجددين تشبثهم في جذور أرضهم، ووضعوا جميع محاولات سلخ عن وطنهم تحت الأنقاض، في هذه الحلقة الخاصة تتناول الإعلامية زينب أبو ضاهر تداعيات مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بتهجير أبناء شعبنا بخاصه في قطاع غزة إلى الأردن ومصر وانعكاساته على المنطقة وسبل مواجهته، مع عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الكاتب محمد علوش.
بدأ علوش حديثه، لقد اعتدنا تاريخيًا على المواقف الأميركية الداعمة والمنحازة لحكومات الاحتلال المتعاقبة وتحديدًا هذه الحكومة العنصرية الفاشية التي مارست إرهاب الدولة المنظم والتطهير العرقي والإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة على مدار أكثر من 470 يومًا، ليأتي ترامب اليوم ويعلن موقفاً ساذجاً همجياً يعبر على العقلية الاستعمارية للولايات المتحدة الأميركية التي لم تستطع أن تتحرر من أفكارها العنصرية حتى الآن، وهذا ما يؤكد على أنَّ أميركا تتعامل مع إسرائيل باعتبارها كياناً وظيفيًا في خدمة سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تتناغم مع سياسات حكومة نتنياهو الإرهابية.
وتابع، أنَّ المعركة التي يخوضها شعبنا الفلسطيني هي معركة مزدوجة مع حكومة الاحتلال الفاشية ومع الإدارة الأميركية التي تمارس كل أشكال العربدة والهيمنة والاستعلاء في مواجهة الشعب الفلسطيني والعالم، مشددًا على أنَّ الولايات المتحدة تمثل النظام الرأس مالي الاستعلائي في العالم، والإمبريالية العالمية المتوحشة، مؤكدًا على أنَّ شعبنا الفلسطيني لن يقبل بالتهجير رغم ما يعاني من حصار، قتل، تجويع، وإبادة جماعية، ودمار شامل، ولن يتسلل اليأس إلى شعبنا، وسيعيد إعمار القطاع، وستبقى غزة جزءً لا يتجزأ من أرض فلسطين، وستقام الدولة الفلسطينية رغم أنف الاحتلال والإدارة الأميركية.
وقال: "نحن نحيي المواقف الرسمية التي عبرت عنها الأردن ومصر، وأيضًا البيان الرئاسي الفلسطيني الذي كان واضحًا وصارمًا وثابتًا على الثوابت الوطنية في مواجهة السياسات الأميركية، مشددًا على أنَّ القيادة الفلسطينية استطاعت أن تسقط صفقة القرن خلال المرحلة الماضية واليوم بعزيمة وثبات قادرة على أن تسقط كل الأوهام الأميركية، لذلك لا بد من نضال فلسطيني مصري أردني مشترك للوقوف في وجه قرارات ترامب، بالإضافة إلى توحيد الساحة الفلسطينية في إطار رؤية وطنية فلسطينية واضحة ومحدده للتمسك بالمشروع الوطني الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس".
وأضاف مؤكدًا: "يجب مواجهة كل المحاولات التي تقدم أوراق الطاعة للولايات المتحدة الأميركية والتي صرح عنها نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج موسى أبو مرزوق، فيما يتعلق بالدولة ذات الحدود المؤقتة والقبول بدولة فلسطينية في قطاع غزه"، وتابع، على قيادك حماس أن تراجع حساباتها بشكل جيد، ولا بد أن تكون الرؤية الفلسطينية واضحة تحت اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته قال: "يجب أن يكون هناك لقاء فلسطيني يضم كل القوى السياسية الفلسطينية من أجل وضع الخطوط العريضة للمشروع الوطني، ومجابهته التحديات التي تحاول الإدارة الأميركية تكريسها في إطار القفز عن قرارات الشرعية الدولية وفرضها لحلول أحادية الجانب تنتقص من حقوق شعبنا الوطنية".
وحول عودة الحرب إلى غزة علق علوش، أنَّ هذه الصفقة هي اتفاقاً مذلاً لشعبنا، له بعد أمني وإغاثة إنساني، ولا يحمل أي أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية، مؤكدًا على أنَّ هناك محاولات انفلات في المواقف الإسرائيلية من أجل ابتزاز نتنياهو لإعادة دائرة الحرب والاعتداء على أبناء شعبنا الفلسطيني.
مشددًا على أنَّ لا بد من توفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا وانفاذ القانون الدولي في ملاحقة مجرمين الحرب الذين تلطخت أياديهم بدماء شعبنا الفلسطيني.
ختم حديثه قائلاً: "إنَّ هناك أكثرمن ألف حاجز وبوابة عسكرية احتلاليه في الضفة الغربية، بالإضافة إلى العزل الكامل لمدينة القدس عن محيطها الفلسطيني، والان استهداف المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية في إطار سياسة ممنهجة تعبر عن مواقف وخطة أقرتها حكومة الاحتلال والكنسيت الإسرائيلي بتوسيع هذه الحملة العدوانية على أبناء شعبنا الفلسطيني لتمرير مشروعها بالضم والتهجير.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها