تتنوع أساليب الاحتلال القضاء على إقامة الدولة الفلسطينية وحل القضية ولا سيما عبر بوابة الأونروا والمخيمات، وكل الشواهد الحية على هذه النكبة، وللبحث في مستجدات الأحداث، استضافت الإعلامية مريم سليمان في اتصالاً هاتفيًا عبر قناة فلسطيننا، خبير شؤون المنظمات الدولية والمختص بشؤون الأونروا سامي مشعشَع.

بدايةً أكَّد مشعشع، أنَّ وقف أنشطة الوكالة في القدس المحتلة ومطالبتها بإخلاء كل المباني بحلول نهاية الشهر الحالي هو قرار كارثي بكل معنى الكلمة، وتحدي صارخ من قبل الاحتلال لكل القرارات الدولية التي ضمنت حق العودة للاجئين، وهي أيضًا خرق لكل الاتفاقيات التي وقعت ما بين الاحتلال والأونروا منذ العام 67، والتي نظمت على أساسها عمل الأونروا وأعطتها الحصانة الدبلوماسية لتقوم بعملها.

وأضاف، أنَّ الهدف من وقف أنشطة الوكالة كان مُبيتاً منذ عقود، وسمحت حرب الإبادة للكيان بتنفيذه عبر محاولته لإنهاكها وإضعافها والضغط عليها ماليًا عبر الدول التي تتوافق مع إسرائيل في سياستها الهادفة للقضاء على حق العودة وتهجير القصري والطوعي لأبناء الشعب الفلسطيني، مشدداً، أنَّ حكومة الاحتلال لاتزال تحاول تثبيت الوحدانية بأن القدس لهم، والقضاء على حق العودة وكي الوعي الفلسطيني عبر إقصاء وطرد الأونروا من القدس.

وفي سياق متصل أكَّد، أنَّ بالرغم من ثبات شعبنا على الأرض، لكن أمامهم سواء أفراد أو كمجتمع دمار مهول وفقدان وخسارة كبيرة وإنهيار التام في كل شيء، وهذا سيتطلب ليس فقط مبالغ طائلة، ولكن إرادة دولية، بالإضافة إلى إنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني، وبخصوص الأونروا شددا على أنَّ المطلوب من المفوض العام وطاقمه، أن يدخل إلى غزة ويشرف على إعادة تأهيل ولملمة عمل الأونروا، والبدء في تنظيم عملها وخدماتها لأهل غزة، وأيضًا أن يطالب بالمساعدات المالية المطلوبة لإعادة البناء، وإنشاء جسم تنسيقي ما بين الأمم والأونروا ومؤسسات الأمم المتحدة الأخرى، والمؤسسات الدولية والإقليمية الإغاثة الموجودة في غزة، والتنسق مع الأجهزة والمؤسسات والبلديات الحكومية الفلسطينية لكي يقدموا أقصى ما لديهم من مساعدة لشعبنا.

وختم حديثه قائلاً: "إنَّ السيناريو الذي يتبلور في الضفة الغربية هو على غرار ما حدث في غزة، فالهدف الأساسي منه هو ضم أجزاء كبيرة من الضفة إلى كيان الاحتلال بشكل كامل وشامل، ينتج عنه زيادة البناء الاستيطاني وعدد المستوطنين والإرغام على التهجير الطوعي أو القصري والترحيل، بالإضافة إلى إنهاء وكالة الأونروا كما حصل في القدس".