في ظل التحديات والصعوبات التي تمر بها قضيتنا على ضوء العدوان الإسرائيلي المتواصل، فبعد قطاع غزة تتعرض مدينة جنين لحرب شاملة من قتل وتدمير وتهجير قسري، وللاطلاع عن كثب على مستجدات الأحداث عبر قناة فلسطيننا، استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر في حلقة خاصة أستاذة العلوم السياسية الدكتورة أريج جبر.

بدايةً أكَّدت جبر، أنَّ ما يحدث في مدينة جنين ومخيمها ليس وليد اللحظة بل هو ناجم عن جملة من الأحدات والسيناريوهات الإسرائيلية التي وضعت منذ عام ألفين وسبعة عشر وبدأت بالنفاذ بشكل فعلي ودراماتيكي متصاعد، وتابعت أنَّ مخيم جنين رمز للنضال الفلسطيني وأيقونة ملهمة لشعبنا بكل الوسائل الديبلوماسية والسياسية والنضالية والكفاح المسلح، وذلك نزولاً عند فكر وطروحات الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات، المزاوجة ما بين غصن الزيتون وبندقية الثائر، وشددت أنَّ ما يحدث في جنين هو ليس إلا محاولة لتصفية القضية الفلسطينية واغتيال كل محاولة من أجل إحياء فكرة المشروع الوطني الفلسطيني وقيام الدولة المستقلة التي تمكن شعبنا من حقه بتقرير مصيره، بخاصة أن الطروحات كافة في الفترة الأخيرة ضمن المؤتمرات والقمم العربية والدولية أكَّدت على ضرورة قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران.

وفي سياق متصل أكَّدت جبر، أنَّ ما يحصل في جنين عبارة عن جائزة قام بصرفها نتنياهو للمتطرف سموتريتش للبقاء ضمن فريقه الحكومي، لاسترضاء اليمين المتطرف لكي لا ينقلبون عليه جراء توقيع الصفقة في قطاع غزة، وشددت جبر على أن هدف الاحتلال ليس فقط جنين بل سيوسع من عدوانه ويريد تقطيع أوصال الضفة وتعزيز سياسته بالقوة على الأرض، لكي يطيل نتنياهو أمد حكمه وإضعاف الوحدة الفلسطينية.

وبناءً على كل ما سبق ذكره أكَّدت جبر، أنَّ العدو واحد وآلة الإجرام واحدة والهدف ليس محصورًا في قطاع غزة فحسب بل العين على كل فلسطين وكل فلسطيني متشبث بأرضه والقضية، مؤكدةً أنَّ الكيان متجه لإفراغ ديموغرافي وبشري لشعبنا من أرضه وإجباره على النزوح بخلق ظروف غير إنسانية.

وفيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني في القدس، علقت جبر، أنَّ إسرائيل تسعى لاستحالة إنشاء دولة فلسطينية، وتصريحات سموتيريتش القديمة والحديثة تؤكد أنَّ هناك مخططًا مرسومًا وموضوعًا للمضي بتحويل الضفة والقدس لمستوطنات، وقد زادات وتيرة الاستيطان وبدأ الاحتلال يسابق الزمن بالتوسع بعد الرأي الاستشاري والقرار الصادر عن محكمة العدل الدولية القاضي بعدم شرعية سلطة الكيان المحتل داخل أراضي الضفة الغربية، وداخل فلسطين ككل، وتابعت جبر، مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تبدو عملية الاستيطان أكثر قبولاً لدى الإدارة الأميركية، والدليل على ذلك تسمية مستوطنة باسم ترامب وذلك لحثه على الاعتراف بالتغييرات القائمة على الأرض وتأيدها.

ومع عودة ترامب للبيت الأبيض شددت جبر، سيكون هناك سياسة خارجية بخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية لاسيما أنَّ ترامب قبل توليه الحكم هدد وتوعد بإشعال الشرق الأوسط، فهو سعى لخلق حالة من الرعب في منطقة الشرق الأوسط وما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل الصفقة والإفراج عن المحتجزين، ورجحت جبر أنَّ ترامب سيعود للغة الديبلوماسية الاقتصادية من أجل السلام والازدهار ومحاولة خلق مشاريع بناءً على فكرة الاتفاقات الإبراهيمية بتوسيع عملية التطبيع والاعتراف بالكيان المحتل، لأن من وجهة نظر الكيان هذا الذي سيخلق السلام والأمن.

وفي الختام شددت جبر، أنَّ شعبنا يريد دولة فلسطينية وحياة كريمة، وما يتطلب فلسطينيًا هو توجه منظمة التحرير الفلسطينية للأمم المتحدة للتأكيد على ضرورة التزامها بتطبيق القرار 181 قرار تقسيم، وبتالي تجميد عضوية الكيان المحتل، وضرورة القبول بدولة فلسطينية مكتملة الأركان داخل الأمم المتحدة، ومراقبة الإنجاز على قرارات المحاكم الدولية والأراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية بعدم شرعية الكيان بالاستيطان، والتوجه نحو المحكمة الجنائية الدولية لخلق قضايا متعددة الأطراف لمحاسبة المجرمين، وشدد جبر على ضرورة خلق جبهة عربية موحدة لمواجهة قرارات الاحتلال الإجرامية التي تهدف في نهاية المطاف إلى التهجير القسري لشعبنا.