في سياق تغطية قناة فلسطيننا للعدوان الإسرائيلي المتواصل بحق شعبنا للشهر السادس عشر على التوالي، استضافت الإعلامية مريم سليمان الكاتب والمحلل السياسي رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية الدكتور أحمد رفيق عوض.

بدايةً أكد عوض أنَّ تهديدات ترامب بتحويل الشرق الأوسط لجحيم، لم تؤثر على المفاوضات لأن الأخير لم يتدخل عسكريًا مادامت إسرائيل هي التي تتوحش في القطاع، ولكن يمكن أن تؤثر بالمفهوم السياسي والأمني، بسبب ممارسته ضغوط سياسية على حلفاء حماس. وأكد عوض أن نتنياهو لا يريد صفقة بل هو يريد احتلال قطاع غزة، ولكن قدوم ترامب من الممكن أن يضغط على نتنياهو أن يقدم لصديقه هدية وقف إطلاق نار تكتيكي وقد تضمن إطلاقًا للأسرى دفعة واحدة.

وحول مواصلة نتنياهو عدوانه بتدمير كل ما تبقى في قطاع غزة قبل مجيء ترامب، رجح عوض خيارين أما أنَّ نتنياهو يريد أن يدمر كل شي قبل دخوله بصفقة من خلال ترامب، أو الاستمرار بالحرب، ومحو المدن وإعادة معالم القطاع جغرافيًا وفقًا لمصالحه.

وفيما يتعلق بإقامة ما تسمى إسرائيل الكبرى علق عوض أنه لا بد من مواجهة هذا المشروع الاستعماري، خاصةً أن إسرائيل تعتقد نفسها منتصرة وتستطيع أن تفرض ما تريد، مؤكدًا أن لمواجهة هذا المخطط يجب أن يكون هناك مشروعًا عربيًا موحدًا لمواجهة الاحتلال. وتابع عوض أن الاحتلال يسعى لإضعاف السلطة الفلسطينية، وإسقاط حل الدولتين وضم الضفة وتهجير شعبنا، لبناء ما يسمى يهودا السامرة.

وشدد عوض أنَّ مع اقتراب وصول ترامب للرئاسة بدأت نقطة الحسم تتضح وأن خطط الضم تجري على قدم وساق قانونياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً، وأكد على أنَّ التصريحات الإسرائيلية بتحويل قلقيلية وجنين كما جباليا، هي تصريحات جدية وتعبر عن الوجه الحقيقي للكيان، ولكن ليست بضرورة أن تطبق سريعًا.

وختم عوض أن تحذير الاحتلال لجنوده الاحتياط في الخارج من تعرضهم للاعتقال بسبب مشاركتهم في الإبادة بغزة، هو أمرٌ مهم ويؤثر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، إذ يجعل الجنود وقادتهم يعوا جيداً أن العالم يراهم، وسيحاسبهم اليوم أو غدًا.