منذ الانطلاقة عام خمسة وستين، وفتح تعتبر الأمثل عن الوطنية الفلسطينية بكافة الأبعاد العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاجتماعية والثقافية والجماهيرية، حيث أصبح حضورها كفارة ثورية وطنية بوجه الاحتلال وكل من نافسها وتآمر عليها، ووجدوا أنفسهم في زوايا وأزقة الأخرين  عاجزين عن الاستمرار في التحدي والصمود أمامها.

فلسطين وفتح اسمان لا يفتريقان، فمن أحب فتح أحب فلسطين، فتح كانت وما زالت رائدة الكفاح والمقاومة في فلسطين، حيث كانت فكرة فإنطلاقة وتأسيس ومقاومة وخوض المعارك العسكرية من نفق عيلبون، ومعرفة الكرامة ومعارك أيلول ومعارك بيروت وحرب وحصار بيروت 1982. وتل الزعتر  وانتفاضة الحجارة 1987 وانتفاضة الأقصى 2000  وحصار المقاطعة برام الله.
والمعارك السياسية في كافة المحافل الدولية والمنظمات الدولية والانتصار فيها والحصول على الاعتراف الدولي بدولة فلسطين. كل هذا لم يعجب  أعداء "فتح" فخلقوا لها الصعوبات للنيل منها ومن مدها الجماهيري والعمل على إضعافها في مساحات الوطن وخارج الوطن بالتآمر عليها والتحالف مع جهات عربية وإقليمية لمصادرة قرارها الفلسطيني المستقل والعمل على الحد من دورها الطبيعي القيادي في مسيرة النضال الفلسطيني. ولكن هيهات، فحركة فتح صخرة تحطمت عليها كل الدسائس والمؤامرات فذهبوا أدراجهم يجرون خيبتهم.
وعلى الرغم من كل المحاولات والمؤامرات بقيت فتح شامخة في مربع الصمود لوجه كل العواصف السياسية والتغيرات والتبدلات سواء في مواقف وتحالفات الكثير من الآخرين الذين سعوا منذ أن بزغ فجر انطلاقة هذه الحركة للنيل منها ومن مكانتها وقدرتها.
وأزهرت بلونها الأصفر وترعرعت في مساحات الوطن كالنعاع والريحان وصمدت وما زالت صامدة مثل جبل الجرمق وبقيت وستبقى ما بقي الزعتر والزيتون.

ستون عامًا أثبت فيهم فتح أنها حركة الشعب الفلسطيني الأولى في الانطلاقة، والأولى في السياسة، والأولى في التفاوض والاعتراف الدولي والأولى في بناء الوطن.
ستون عامًا وفتح كانت ولا تزال وستبقى الأكثر تعبيرًا وانسجامًا مع تطلعات الشعب الفلسطيني سواء في الوطن أو في الشتات.
هذه هي فتح مع كل إشراقة شمس الأول من يناير من كل عام، ستُنير فكرتها الوطنية العبقرية الجامعة جاذبة ومحشدة لجماهيرها الفلسطينية والعربية والعالمية على الدوام، لتمنحها الديمومة والثبات في نضالها وكفاحها.

ففتح كانت فكرة وما زالت والفكرة لا تموت، وقالها الزعيم العربي الراحل الرئيس "جمال عبد الناصر": فتح أشرف ثورة وجدت. ورد عليه شمس الشهداء الشهيد القائد الرئيس ياسر عرفات "أبو عمار" وجدت لتبقى ولتنتصر.