حذر الأمناء العامون لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية من محاولات الالتفاف على التمثيل الفلسطيني وعلى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ومن محاولات مصادرة القرار الوطني المستقل من قبل قوى اقليمية .
جاء هذا التحذير تعقيباً على مؤتمر باريس الذي عقد امس دون حضور ومشاركة المنظمة.
واكد الامناء العامون وقادة الفصائل على ضرورة ابعاد الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة عن التجاذبات والمحاور الاقليمية، وان الاولية اليوم هو الحفاظ على الاجماع الفلسطيني وعلى وقف نزيف الدم والجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
كما اكد الامناء العامون وقادة الفصائل على ان المبادرة المصرية هي الاساس لوقف العدوان مع المذكرة التفسيرية الفلسطينية التي تم تبنيها من قبل جميع الفصائل، مؤكدين على رفضهم لمحاولات الالتفاف على الدور المصري وقيادة شعبنا الفلسطيني الشرعية.
قال امين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني د. احمد مجدلاني ان اجتماع باريس يثير الريبة والقلق خاصة انه يعقد بمعزل عن اصحاب القضية الفلسطينية وممثلهم الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية.
واضاف ان هذا الاجتماع يذكرنا في الاجتماعات التي كانت تنظمها الولايات المتحدة وحلفائها تحت عنوان اصدقاء سوريا الذي لم يجلب لسوريا وشعبها سوى اطالة امد الحرب وتدمير هذا البلد الشقيق.
واوضح د. مجدلاني ان تكرار هذا السيناريو الخطير في فلسطين لتأسيس مؤتمر دولي لأصدقاء حماس وذلك بهدف فصل قطاع غزة عن باقي الوطن والدولة الفلسطينية، مؤكداً ان هذا خط احمر لا يمكن للشعب الفلسطيني وقيادته القبول به لأنه يتلاعب بمصر ومستقبل القضية الفلسطينية.
وأكد د. مجدلاني ان المبادرة المصرية والتعديلات الفلسطينية عليها هي الاساس لوقف العدوان الاسرائيلي وانهاء الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة. مؤكداً ان الشعب الفلسطيني وقيادته لن يتنازلوا عن القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ولن يسمحوا باستخدام دم شعبنا وقضيتنا في مزاد التجاذبات الاقليمية والدولية.
وحذر امين عام جبهة النضال من ان يشكل مؤتمر باريس اطاراً بديلاً للحل ومحاولة لمصادرة الدور الفلسطيني الشرعي والدور المصري والالتفاف عليه والتدخل بالشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني.
من جهتها اكدت امين عام الاتحاد الديمقراطي " فدا " زهيرة كمال ان لاجتماع باريس اهداف غير وطنية لانه لم يضم ممثل الشعب الفلسطيني الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة القرار والمعبر عن ارادة الشعب الفلسطيني ومصلحته العليا.
وقالت ان غياب تمثيل منظمة التحرير وتحيدها هو امر مرفوض وغير مقبول على كافة الاصعدة الفلسطينية، مؤكداً ان للشعب الفلسطيني عنوان وحيد ورئيسي هو منظمة التحرير، وان قرارها يجب ان لا يخضع للتجاذبات السياسية الاقليمية وعدم رهن القرار الوطني الفلسطيني المستقل لصالح اي اجندات خارجية واقليمية ودولية.
وتسأل المتحدث باسم حركة فتح احمد عساف عن الاهداف الحقيقة لمؤتمر باريس، واذا ما كان هذا المؤتمر قد نجح في الزام دولة الاحتلال بوقف العدوان البربري على شعبنا الفلسطيني او انه فعلا يحقق المصالح الفلسطينية.
وقال عساف انه من وجهة نظرنا ان هدف هذا الاجتماع هو المناكفة، مناكفة الشقيقة مصر وبهدف اعطاء ادوار لبعض الدول الاقليمية على حساب الدم الفلسطيني والقضية الفلسطينية، مضيفاً ان الهدف هو التشويش والالتفاف على المبادرة المصرية والدور المصري ويهدف الى سلب القرار الوطني المستقل وهذه هي القضية الاخطر.
واكد عساف ان هدف المؤتمر هو اعطاء اسرائيل مزيدا من الوقت لتحقيق اهدافها العسكرية والسياسية وإلحاق اكبر قدر من الدمار والخسائر في ارواح المدنيين الفلسطينين.
وقال عساف نحن لسنا بحاجة لمزيد من المؤتمرات، نحن بحاجة الى اجماع فلسطيني واجماع عربي وليس تفتيت هذا الاجماع من خلال مراهنات خاطئة على قوة اقليمية بات معروفاً لدينا اهدافها.
وحدد عساف الاهداف الفلسطينية، بوقف العدوان وانهاء الحصار وافشال مخطط اسرائيل بتصفية القضية الفلسطينية وصولا لانهاء الاحتلال بكل اشكاله وتأمين الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني.
واكد عساف ان كل المحاولات الرامية للالتفاف على موقف الاجماع الفلسطيني وعلى الدور المصري ستبوء بالفشل لان لا احد يستطيع ان يتجاوزها.
وقال عساف ان مراهنات البعض على قوى اقليمية من شانه ان يطيل امد العدوان وسفك الدم الفلسطيني وتدمير قطاع غزة
واكد عساف على اهمية الوحدة الوطنية، ولكن على اساس الامساك بالقرار الوطني المستقل والامساك بالمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وليس بحرف البوصلة من خلال اخذ القرار الوطني لمصلحة قوى اقليمية، موضحاً ان الوحدة الوطنية ليست مجرد صراف آلي او تسديد التزامات مالية سببها ازمات البعض، مؤكداً ان الوحدة الوطنية تلزم الجميع بعدم اتخاذ قررات فردية بعيداً عن الاجماع الوطني ويهدف الى تحقيق مصالح حزبية ضيقة.
وعلى نفس الصعيد قال امين عام جبهة التحرير العربية محمود اسماعيل ان مؤتمر باريس تجاوز للشرعية الوطنية الفلسطينية، وتجاوز والتفاف على الدور المصري والمبادرة المصرية.
واكد اسماعيل " لقد كنا منذ البداية حريصيين على الاجماع الفلسطيني والقرار الوطني الفلسطيني والعمل على اشراك الاخوة في حماس ضمن هذا الاجماع وهذا القرار، وان يكونوا شركاء في المشروع الوطني، لان خسارته تعني نهاية للقضية الوطنية الفلسطينية.
من جهته اكد امين عام الجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة، ان مؤتمر باريس هو محاولة للالتفاف على الاجماع الفلسطيني وعلى مصالح الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي الوحيد منظمة التحرير الفلسطينية، وهو ايضاً محاولة للالتفاف على مطالب شعبنا المتمثلة في وقف العدوان وانهاء الحصار والاحتلال والافراج عن الاسرى.
واوضح شحادة ان ما يجري هو اعطاء غطاء لاستمرار العدوان وتصفية القضية الفلسطينية.
واكد شحادة رفضه لاي محاولة لتجاوز الاجماع الفلسطيني وتجاوز الشعب الفلسطيني وممثله الشرعي، قائلاً ان مصير هذه المحاولات الفشل.
وحذر شحادة قيادات في حركة حماس من خلق حالة اقليمية للاستقواء على الاخ الفلسطيني وعلى مصر ودورها، مؤكد ان ليس من حق تركيا وقطر التحدث باسم الشعب الفلسطيني مع اي طرف دولي.
وفي نفس السياق اكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، ان اجتماع باريس يحاول فرض محور اقليمي وفرض حل من خلاله بعيداً عن الاجماع الفلسطيني وبدون مشاركة الممثل الفلسطيني.
وقال الغول ان الشعب الفلسطيني لم ولن يوكل احد بالتحدث باسمه في مؤتمر باريس ، مؤكداً ان ما يحدث هو شيء في غاية الخطورة ويهدد مستقبل القضية الفلسطينية خصوصاً بعد ان توحد الموقف الفلسطيني.
واكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ان لا بديل عن منظمة التحرير الفلسطيني كممثل للشعب الفلسطيني وبان له قيادة تمثله وتعبر عن مواقفه وليس قطر وتركيا اللتان تحاولان مزاحمة مصر على دورها وتخريب المبادرة المصرية.
من جانبه عبر امين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي عن رفضه لتغييب الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان هذا ما نريد بحثه من قيادة حماس، مؤكداً ان لا احد من حقه ان يتحدث او ينوب عن الشعب الفلسطيني، او ان نسمح بتسليم قرارنا الوطني المستقل لاحد لا اقليمي ولا دولي.
واكد الصالحي انه يجب عدم السماح لاحد بتمثيل الشعب الفلسطيني من اجل حسابات شخصية او مصالح حزبية ضيقة فالدم الفلسطيني اغلى من اي حسابات وتجاذبات اقليمية.
وعلى نفس الصعيد حذر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح زيدان من مغبة عقد مؤتمرات على شاكلة " اصدقاء سوريا " والتي لم ينتج عنها سوى مزيد من نزيف دم الشعب السوري الشقيق وتدمير سوريا، مؤكداً على ضرورة ابعاد الشعب الفلسطيني وقضيته عن التجاذبات الاقليمية التي لا تسهم سوى باطالة امد العدوان الاسرائيلي الهمجي على شعبنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة الذي تحول الى منطقة منكوبة.
ودعا زيدان الى الالتزام بموقف الاجماع الفلسطيني والمبادرة المصرية والتعديلات الفلسطينية عليها والتي وافقت عليها مصر، بهدف وقف العدوان ورفع الحصار وفق الرؤية الفلسطينية ووفق اهداف شعبنا الوطنية في الحرية والاستقلال.
واشار زيدان ان تعدد المحاور الاقليمية من شأنه ان يقود الى استمرار نزيف الدم الفلسطيني مؤكداً ان هناك موقف الاجماع الفلسطيني الذي اعلنته القيادة الفلسطينية.
من جهته اكد امين عام جبهة التحرير الفلسطينية د. واصل ابو يوسف، ان مؤتمر باريس جاء في ظل تجاذبات المحاور الاقليمية، فهو بالتالي لن يخدم المصالح الفلسطينية بل يخدم اجندات اقليمية بعينها.
وقال ابو يوسف ان للشعب الفلسطيني ممثل شرعي ووحيد هي منظمة التحرير الفلسطينية، التي تعبر عن مواقفه وطموحاتها واهدافه الوطنية وان اي قفز عنها من شأنه ان يلحق افدح الاضرار بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة.
واشار د ابو يوسف الى الاجتماع الذي عقدته القيادة الفلسطينية قبيل سفر الرئيس محمود الرئيس الى السعودية، اكدت على اولوية وقف نزيف الدم الفلسطيني وعلى ابعاد الشعب الفلسطيني عن التجاذبات الاقليمية التي ادخلت القضية الفلسطينية في دائرة الفوضى الخلاقة السائدة في الشرق الاوسط.
ودعا د. ابو يوسف المجتمع الدولي الى محاسبة اسرائيل على جرائم الحرب البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق شعبنا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها