بقلم: مراد ياسين

أثنى رئيسا اللجنة الشعبية لخدمات مخيمي طولكرم ونور شمس على دور الحكومة ودائرة شؤون اللاجئين في تقديم دفعات نقدية ومساهمات مالية للعائلات التي تهدمت وتضررت منازلهم جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المخيمين منذ السابع من تشرين الأول من العام الماضي، في خطوة تهدف إلى تعزيز صمود اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف عنهم قدر الإمكان.

وكشف رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة عن تدمير 200 منزل بشكل تام وتضرر 2500 منزل جزئي وسحق 200 سيارة مدنية وتدمير 200 محل تجاري بشكل تام واتلاف وتدمير محتوياتها في مخيم طولكرم خلال 57 اجتياحًا تعرض له المخيم منذ السابع من تشرين الأول من العام الماضي، أسفر عن ارتقاء 85 شهيدًا وإصابة 100 مواطن، وقد بترت أطراف عدد منهم، بسبب تعرضهم للقصف الجوي من قبل كيان الاحتلال، مؤكدًا أن الاحتلال ما زال يعتقل 200 أسيرًا من سكان المخيم منهم محكومين وآخرين يخضعون للاعتقال الإداري.

وأشار سلامة إلى أن الاحتلال حول المخيم إلى نموذج مصغر من قطاع غزة حيث استهدف شبكات الطرق والصرف الصحي والكهرباء والمياه والاتصالات وضرب البنية التحتية لأهم شارع حيوي شارع نابلس - طولكرم الذي يعتبر الشريان الرئيسي الرابط مدينة نابلس بالمحافظات الشمالية.

وأضاف سلامة: أن "سكان المخيم ومنذ نزوحهم عام 1948 يعانون الأمرين حتى يومنا هذا، وعايشوا ظروف النكبة في الوقت الراهن، مؤكدًا أن المخيم أقيم على مساحة محدودة لا تتجاوز  180 دونمًا فقط، ومكتظ بالسكان وتوسعه عموديًا فقط، مؤكدًا أن الاجتياحات المتكررة للمخيم وتحديدًا بعد 7 أكتوبر حيث يعمد جنود الاحتلال إلى الانتقام من سكان المخيم عبر تدمير ممنهج للبينة التحتية وتدمير ممتلكات المواطنين من منازل وسيارات ومرافق ومنشأت تجارية وصحية، وطال التدمير أيضًا ميادين ومرافق حيوية في مدينة طولكرم حيث قامت جرافات الاحتلال بتدمير العديد من الميادين التاريخية والهامة في المدينة من أجل الانتقام من الفلسطينيين وإلحاق أكبر ضرر ممكن  في البنية التحتية  الفلسطينية حيث قدر خبراء اقتصاديون حجم الخسائر التي لحقت في البنية التحتية للمدينة والمخيمات بـ80 مليون شيقل.

وحول دور الحكومة في دعم وإسناد صمود مواطني مخيمات طولكرم ونور شمس أكد سلامة أن الحكومة لا تتوانى عن تقديم أي مساعدة طارئة للسكان في ظل الاجتياحات المتكررة التي تعرضت لها المدينة والمخيمات، مشيرًا إلى أن الحكومة سخرت كل بلديات المحافظة وأهمها بلدية طولكرم  لتخفيف الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمخيمات، حيث تعمد البلدية والجهات ذات الاختصاص مشكورة لإعادة المياه والكهرباء والاتصالات لسكان المخيم بعد كل عدوان رغم النزيف المالي الذي تتعرض له البلديات تحديدًا، مشددًا على أن الاحتلال دمر منذ السابع من أكتوبر 20 محول كهرباء في المدينة والمخيمات وكل محول يكلف البلدية بحدود 70 ألف شيقل.

وكشف سلامة عن قيام وزارة الحكم المحلي بتقديم دفعة نقدية بقيمة 180 ألف شيقل كمساهمات مالية "بدل إيجار" للأسر التي تضررت منازلها جراء الاقتحامات المستمرة في مخيم طولكرم، مؤكدًا أن وكالة الأونروا قدمت مبالغ مقطوعة لأصحاب البيوت المدمرة سواء بشكل جزئي أو كلي، مضيفًا أن هنالك دفعة أخرى ستقدمها وزارة الحكم المحلي خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأشار سلامة إلى أن الدفاع المدني ووزارة الاشغال وسلطتي الطاقة والمياه وبلدية طولكرم وجهات أخرى تعمل بتوجيهات الحكومة إلى تقديم كل الخدمات الممكنة لتخفيف الضرر على سكان المخيمات قدر الإمكان بعد كل عدوان لتعزيز صمودهم على أرضهم ووطنهم، رغم الظروف العصيبة التي تمر فيها الحكومة من حصار مالي واقتصادي من قبل كيان الاحتلال.

ولفت سلامة إلى أن كيان الاحتلال يواصل سياسة الاقتحامات المتكررة للمدينة والمخيمات ويعمد إلى تخريب البنية التحتية التي يتم إصلاحها من قبل الجهات ذات الاختصاص مما يلحق الجهات ذات الاختصاص خسائر مالية فادحة ويربك عملها.

وأكد سلامة أن البلدية بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص عمدت إلى تأهيل شوارع المخيم الرئيسية والفرعية عبر فرشها بطبقة تهيئةً للسفلتة، إلا أن جرافات الاحتلال تقوم بتدميرها من جديد بعد كل عدوان ملحقة خسائر مالية فادحة، حيث سبق أن دمرت قرابة الـ30 منها للصرف الصحي ودمرت خطوط مياه لأكثر من 1 كم في داخل مخيم طولكرم.

وأشاد سلامة بجهود الحكومة الفلسطينية في دعم وإسناد مخيمات اللاجئين في الضفة، رغم أنها تعيش في ظروف مالية واستثنائية صعبة للغاية، حيث تتعرض لحصار مالي وقرصنة في أموال المقاصة شهريًا من قبل كيان الاحتلال، كما أن الوضع الاقتصادي الراهن وإجراءات الاحتلال وحصار مدن الشمال أدى إلى تراجع واضح في الحركة التجارية التي أثرت بشكل سلبي على عائدات الحكومة من الضرائب.

وعبر سلامة عن أسفه من تقليصات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" للخدمات المقدمة لعموم اللاجئين في المخيمات في البرامج التعليمية والخدماتية والصحية والإغاثية، مؤكدًا أن حجم الدمار الهائل في مخيمات طولكرم ونور شمس كبير جدًا، حيث يعاني المخيمان من ارتفاع غير مسبوق في نسبة البطالة نتيجة منع الاحتلال العمال من العمل في إسرائيل منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، مؤكدًا أنه مضى أكثر من عام والعمل والتجارة متوقفة كليًا في مخيم طولكرم، والحياة أصبحت شبه معدومة في داخل مخيمي طولكرم ونور شمس.

وأكد سلامة أن الحكومة تقوم بتوزيع المساعدات الطارئة على سكان المخيمات ضمن إمكاناتها المتاحة وتوزع بعدالة إلى حد ما على سكان المخيمات والبلدات والمدن المتضررة، داعيًا الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم للسلطة الوطنية لكي تكون قادرة على توفير الموازنات المتنوعة للوزارات المختلفة لتقدم الخدمات التعليمية والصحية والإغاثية لشعبنا في كل مكان على هذه الأرض المباركة.

وشكر رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس نهاد الشاويش الحكومة الفلسطينية على دعمها ومساندتها لسكان المخيمات الفلسطينية المتضرر من بطش الاحتلال التي آخرها قرار الحكومة بدعم اللجنة بـ 250 ألف دولار لاستهداف 25 منزلاً في المخيم ضمن شروط معينة أهمها أن يكون صاحب المنزل شهيدًا أو جريحًا أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومتزوجًا وأن لا يتقاضى راتبًا من أي جهة كانت، وأن يكون معيلاً لأسرة، مؤكدًا أن هذا المشروع ساهم في تشغيل نحو 150 عاملاً من العمال العاطلين عن العمل في داخل مخيم نور شمس.

وأثنى الشاويش على دور الحكومة الفلسطينية ودائرة شؤون اللاجئين ممثلة برئيسها أحمد أبو غولا الذي عملوا ليلاً ونهارًا من أجل إتمام هذا المشروع الحيوي وتقديم كل الدعم والمساندة اللازمة لسكان مخيم نور شمس.

وتطرق الشاويش إلى اعتداءات الاحتلال المتواصلة على مخيم نور شمس، مؤكدًا أن الاحتلال لا يبالي باستهداف وقتل المواطنين بدم بارد كما يحدث في قطاع غزة الحبيب باعتبار أنه دولة فوق القانون، يمارس عمليات القتل والدمار يوميًا في مخيم نور شمس وقطاع غزة، مؤكدًا أنه تم إعلان مخيم نور شمس منطقة منكوبة بفعل حجم الكارثة والعدوان الوحشي غير المسبوق على المخيم الذي أدى إلى تدمير شامل لكافة مرافق البنية التحتية، مؤكدًا أن الاحتلال اجتاح المخيم عشرات المرات بمشاركة  المئات من الجنود المعززين بالأسلحة والمدرعات والجرافات العسكرية التي قامت بإعادة تدمير البينة التحتية من شوارع رئيسية وفرعية ودمرت المئات من المنازل والمحلات التجارية في داخل المخيم بفعل  قئائف الإنيرجا المحمولة على الكتف لقصف العشرات من منازل المواطنين، وضرب شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي وكوابل الانترنت بشكل تام، مؤكدًا أن الاحتلال دمر 211 منزلاً بشكل تام وألحق الأضرار بـ 1400 منزلاً آخر، وسحق 170 سيارة مدنية منذ السابع من أكتوبر ولغاية يومنا هذا.

وكانت الحكومة قدمت منحًا مالية لمخيمات جنين ونور شمس وعقبة جبر بقيمة إجمالية بلغت 500 ألف دولار، حيث تم توزيع 191 ألف دولار بدل إيجارات في مخيم جنين وسيتم توزيع 171 ألف دولار في مخيم نور شمس بدل إيجارات، إضافة إلى رزمة من المشاريع سيتم تنفيذها في مخيم عقبة جبر.