أجرت الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا حورًا مع المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل د.عماد بشتاوي حول العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بغطاء أميركي، وللبحث أيضًا في التطورات على الجبهة اللبنانية والمنطقة، وفي هذا السياق بدأ حديثه بشتاوي قائلاً: إنَّ منذ بدء هدنة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل المعطيات كافة كانت تشير أنَّ هذه الهدنة هشة وستنتهك من قِبل إسرائيل، وهذا ما يسعى إليه نتنياهو من أجل إبقاء أوراقه السياسية، وتأكد ذلك بعدم السماح لسكان الشمال بلعودة إلى منازلهم، أما في لبنان رأينا العكس تمامًا، وهذا يعني ثقة حزب اللّه والحكومة اللبنانية بأنهم أطراف معنية باستمرار الهدنة.

وحول قول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في تصريحه الأخير إذا لم يُطلق سراح الرهائن في غزة قبل العشرين من الشهر المقبل فسيكون هناك جحيم يدفع ثمنه الشرق الأوسط، أكد بشتاوي على أن هذا الكلام كان متوقع، وهذا ما يريده نتنياهو، فرفضه المتواصل لأي صفقة، كان معني بعدم نجاح المرشحة كمالا هاريس، وهذا لا يعني أن  الحزب الديمقراطي كان أفضل فهو موّل إسرائيل، وكان شريكًا لها في هذه الحرب، ولكن لو فازت هاريس في الانتخابات فكانت قد لجمت إلى حد ما طموحات نتنياهو سواء في غزة أو في الضفة، وتابع البشتاوي أن نتنياهو كان يتأمل، وقد حقق هدفه وفاز حليفه الإستراتيجي والحقيقي المتفهم لطموحات إسرائيل، وشدد بشتاوي أن ترامب هو ترامب لم يختلف عن السابق، والسياسية الأميركية كانت ولازالت هي المحتضنة لإسرائيل، والمتفهمة لمشاريعها، والأيام المقبلة ستمنحها ضوءً أخضر للتمدد والاستيطان.

وتطرق البشتاوي حول فريق ترامب حيث أكد على أنه فريق منحاز وبشكل جنوني لإسرائيل، ولم يكون منضفًا لشعبنا وقضيتنا، ومن بينهم أفراد لا يعترفون بوجود فلسطين

ولا لوجود الشعب، وآخرين يطالبون بأن نكون جزء من الدول العربية وخارج فلسطين وتتكفل بنا الدول العربية، وأشار البشتاوي إلى أنَّ كل ما سبق ذكره لا يبشر بتفاؤل لطالما المسيطر يمينيًا داخل إسرائيل، وترامب داخل الولايات المتحدة. 

وفي سياق المشهد في قطاع غزة وتوسيع الاحتلال لمحور فيلادلفيا واقترابه من المنطقة العازلة، أكد بشتاوي على أنَّ كل المؤشرات لا توحي بقرب انسحاب للاحتلال من القطاع، بل بنيته في السيطرة على كل شيء وفرض أمر واقع في البنية التحتية، وهذا الأمر يتطلب موافقة ترامب، وفي حال سمح الأخير بذلك، سيفعل نتنياهو ولن يتردد وهذا سيجعل الحكومة اليمنية أكثر تماسكًا وستزيد شعبيته لدى اليمين والمستوطنين.

وفيما يتعلق بتصريحات المتطرفين سموتريتش وبن غفير حول الاستيطان، شدد بشتاوي على أنها نوايا حقيقية، وآخر الاستطلاعات أكَّدت أنَّ ثلث الشارع الإسرائيلي يؤيد عودة الاستيطان لقطاع غزة، وهذا الرقم ليس بكثير لكنه كبير بنسبة لعامين للوراء عندما كانت النسبة صفر في حينها.

وفي الختام أكَّد بشتاوي أنَّ ما يخطط له الاحتلال كان متوقع، حاول ترامب فرضه مباشرةً بعد توليه الحكم في الولاية الأولى، ولكن في وقتها كانت ظروف شعبنا أفضل من اليوم، أما اليوم فالظروف مأساوية وأقل قوة عن السابق، لذلك ترامب ونتنياهو يعتقدون سيكون هناك سهولة في تمرير ما يخططون له في الأيام المقبلة.

https://youtu.be/l202bcROPq0?si=jsrbxbFVrwPOBYv3