شن الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي، في مقال له بصحيفة "هآرتس"، هجومًا عنيفًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب خطابه، الذي وصفه بالمحبط، بمناسبة وقف إطلاق النار في لبنان.
وأشار ليفي إلى أن نتنياهو عدّد إنجازات الحرب التي تمثلت في كم الأرواح التي أُزهقت، والدماء التي سُفكت، والمنشآت التي دُمرت.
وفي تعليقه على ذلك، قال ليفي: "كأن الدماء التي سالت وحجم الدمار يُعدان إنجازا، ورئيس الوزراء الإسرائيلي تباهى في البيان المسجل الذي أعلن فيه قرار وقف إطلاق النار، بأن إسرائيل جعلت الأرض تهتز في بيروت".
وتساءل: "ثم ماذا إذن؟ وما الفائدة التي جنتها إسرائيل من هذا الاهتزاز الأرضي غير إشباع شهوة الانتقام؟ وماذا استفاد أحد غير صُنّاع الأسلحة وبارونات الحرب؟".
وأضاف: "نتنياهو لم يحاول للحظة واحدة أن يمنح ولو "ذرة أمل" في مستقبل مختلف، بل توعد فقط باستئناف القتل والدمار في الجولة القادمة أيضًا".
وواصل الكاتب هجومه، لافتًا إلى أن الرؤية الوحيدة لإسرائيل تقوم على مواصلة العيش "بحد السيف، وبالسيف فقط، إلى الأبد".
ولم يقتصر انتقاده على نتنياهو وحده، بل شمل معظم الإسرائيليين الذين لديهم "عقلية مماثلة"، مشيرًا إلى أن حربًا أخرى تنتهي دون أي مشاعر فرح في أي معسكر سياسي.
ومضى في تساؤلاته بنبرة سوداوية قائلاً: "ما الغرض الذي خدمه هذا المشهد العنيف؟ هل أضحت إسرائيل أكثر أمانًا الآن؟ هل تحسنت مكانة البلاد الدولية؟ هل تحسن الاقتصاد؟ هل تحسنت روح الشعب أو مزاجه؟ هل تحسّن أي شيء؟".
وتابع: "إسرائيل انتصرت عسكريًا في لبنان وقطاع غزة، لكنها خسرت في كل الجوانب الأخرى"، مبينًا أن قادة إسرائيل مطلوبون لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وأن مواطنيها "منبوذون" في العالم.
وخلص ليفي، إلى أن كل ما أرادت إسرائيل تحقيقه من خلال اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان هو "مهلة" حتى الحرب القادمة، أما في غزة فالواقع أسوأ من ذلك، فهناك القتل لمجرد القتل وبلا نهاية، معتبرًا ذلك "سياسة كارثية".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها