حين يقول الرئيس الأميركي جو بادين: أن "حماس" ما عاد بمقدورها أن تفعل ما فعلته في السابع من تشرين أول العام الماضي، فهذا يعني بمنتهى البساطة أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قد حققت غايتها الاستراتيجية، برغم أن نتنياهو ما زال يصر على ترديد جملة "القضاء على حماس" كهدف رئيس لوقف الحرب!
والحقيقة أن ما يغذي هذه الجملة، ويبقيها لازمة في تصريحات "نتنياهو" إنما هي خطابات حماس الاستعراضية ذاتها، ومعها خطابات "الممانعة" التي تواصل بثها فضائيات الخديعة، وقد تشددت أكثر بعد تصريحات زعيم "الممانعة" الإيراني علي خامنئي، التي خلاصتها أن "طوفان الأقصى" كان طوفانه لفرض معادلات طهران على المنطقة العربية، وخاصة على الخليج العربي.
بعد مجزرة النصيرات ما زالت هذه الخطابات على حالها، برغم أنها لا تقطع وصلا مع التفاوض لعقد "صفقة التبادل" هذا التفاوض الذي لم يعد مجديًا، ولا حتى جديًّا، بدلالة ألاعيب حكومة الحرب الإسرائيلية الإعلامية في هذا الإطار، التي توهم هي الأخرى، بأنها لا تقطع وصلاً مع التفاوض، طالما يظل سياقًا من سياقات الحرب، على هذا النحو أو ذاك، ولتبقى جملة نتنياهو تلك وحدها، السائدة في هذا الشأن.
إنه الوهم ليس أكثر طالما "حماس" في هذا التفاوض، تظل منزوعة الدسم الوطني إن صح التعبير، وهذا ما يثقل حتى على الوسطاء العرب في التفاوض، وأن تظل "حماس" منزوعة هذا الدسم، فهذا يعني في المحصلة أن تظل بلا حول ولا قوة لفرض شروط "المقاومة" وفق ما تعلنها، برغم أن هذه الشروط لم تعد كما هي تمامًا، ولأنها سبق وأن غضت الطرف عن جملة الرئيس الأميركي "جو بايدن" أنها لم تعد حتى كما كانت قبل السابع من تشرين أول العام الماضي.
متى تدرك حماس حكمة المثل القائل "لا يحك جلدك مثل ظفرك". وإلى متى تظل ترى قطاع غزة سلطتها الممكنة، بل وإلى متى تظل تتوهم أن طهران سند لها وأن مشاريع طهران تظل مشاريعها، وإلى متى تظل لا ترى أن سلام فلسطين بدولتها الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، إنما هو سلامها، ونجاتها أيضًا، وسيكون ذلك واقعًا أن هي امتلكت الدسم الوطني، حيث فلسطين أولًا، وأولاً دائمًا، حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها