يا جماهير شعبنا الفلسطيني الثابت على ثوابته الوطنية والتاريخية....
يا أهل فلسطين، ويا أبناءها الأوفياء الصامدين على أرضها الطاهرة والمباركة، أرض الجهاد والاستشهاد، أرض الصمود والثبات والميعاد والعودة، والتي باتت قابَ قوسين أو أدني، ويا أهلنا اللاجئين العائدين رغم أنف الاحتلال.
أنتم يا أهلنا الصابرين على المعاناة والقهر والظلم وسفك الدماء، وتشريد الآمنين من الأرض المباركة، وإحلال الصهاينة المجرمين مكانهم بعد إحتلال واغتصاب الأرض، والممتلكات والتنكيل بالمدنيين، وارتكاب المجازر على مرأى ومسمع العالم وبرعاية صهيونية واستعمارية حاقدة.
يا حراسَ الأقصى نحن في بلاد الغربة نكنُّ لكم كلَّ التقدير والاحترام، ونحلمُ دائماً بالعودة إليكم كي نكون يداً واحدة وجسماً وطنياً متماسكاً، قادراً على مواجهة الصهاينة واحتلالهم النازي، وبناء الوطن الفلسطيني المقَّدس بوجود أهله من كل حدب وصوب، شأن كل شعوب وأمم العالم، وإغلاق صفحة النكبة واللجوء والتشريد والغربة.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في بلاد الغربة، وفي المخيمات، وفي أتون وأوجاع وآلام البعد عن الأهل والأرض والمقدسات، لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَوْن، وقد أختاركم ربُّ العالمين كي يمتحنكم، فأنتم المشردون من أحبِّ الناس إليه لأنكم شُرِّدتم، وعانيتم وما زلتم، ولكنكم كنتم دائماً من الصابرين المؤمنين بأن النصر قادم مهما طالت الأيام، فإن الله سبحانه وتعالى يمتحن قومه الصابرين على المعاناة والمآسي والهموم والعذاب.
يا أهلَنا في فلسطين المحتلة.. ويا أهلنا في المخيمات، مخيمات الغربة والآلام والمعاناة والتشرد.
إنَّ رحلةَ العذاب والتشرد والمجازر التي عشناها منذ النكبة وحتى الآن، لن تدفعنا إلى اليأس والإحباط، وإنما ستزيدنا صلابةً وعنفواناً وكبرياء، لأنها تذكِّرنا بأننا شعبُ الجبارين النازحين المشتتين في بقاع الغربة، لكننا بقينا كما كنا، فنحن الشعب الذي لا يستسلم، ولا يلين، ولا يهادنُ الاحتلال، فالأراضي المقدسة المباركة بكل ما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية، هي أمانةٌ في أعناقِنا، وهي جزء لا يتجزأ من عقيدتِنا الثابتة التي لا تتبدَّل ولا تتغيَّر، ومهما اشتدت قسوةُ الجلاد والاحتلال فالأيمانُ الراسخُ في قلوبنا، وعقولنا، وضمائرنا أصلبُ من قسوة الصهاينة.
يا جماهيرَ شعبنا المجاهد والمكافح منذ فجر التاريخ سنبقى في ساحة الجهاد والمقاومة حتى نُحقِّقَ النصرَ المبين بإذن الله، ونحن شعبُ الله الذي اختاره مجاهداً حتى يوم الدين، وهذا شرفٌ لشعبنا وأمتنا، والأقصى أمانةٌ في أعناقنا مهما طال الجهاد والصراع والكفاح.
يا جماهيرَ شعبنا الفلسطيني في أرض الوطن، وفي بلاد الغربة... المشوار النضالي طويلٌ وشاقٌّ .. والحملُ ثقيل.. والأمانةُ الوطنية في أعناقنا.. والقدسُ في قلوبنا.. والشهداء أمانةٌ راسخةٌ في ضمائرنا نستقي منها، ومنكم إشعاعاتها المضيئة وقوةَ الإيمانِ الراسخة التي تزدادُ عنفواناً وصلابة، يوماً بعد يوم، وتتألَّقُ اكثر فأكثر مع إزدياد إجرام الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه، فنحن شعبٌ لا يستسلم، لأنه يحلمُ ليلاً ونهاراً بالواجب المقدس الذي شرَّفنا اللهُ سبحانه وتعالى به، وهو الجهادُ والكفاح الوطني المقدس في فلسطين، والاستشهاد على أبواب الأقصى وخليل الرحمن، وكلِ بقاع الأرض الفلسطينية التي بارك اللهُ فيها وحولها.
في ذكرى النكبة نتشرفُ بتوجيه التحيةِ إلى أهلِ فلسطين کلِ فلسطين التي بارك اللهُ سبحانه وتعالى فيها وحولَها، وأنعمَ على شعبنا بمقدساتها في القدس وخليل الرحمن، وكل بقعة من الأرض المباركة.
نتوجه بالتحية والتقدير لأهلنا في فلسطين، وفي كلِّ بلاد الغربة، وفي كافة المخيمات التي كانت عنواناً للصمود والتحدي والتعاون الأخوي والاجتماعي، وتفعيل كافةِ الأنشطةِ وخاصة النقابية، والرياضية، والتربوية، والمهنية، والقدرات العسكرية والتعبوية، والحياة الاجتماعية الأخوية التي عزَّزت اللحمةَ الوطنيةَ واستكمال كفاحِنا الوطني مهما طال الزمن.
وإنها الثورة حتى النصر
إعلام حركة "فتح"- الساحة اللبنانية
الحاج رفعت شناعة
2024/5/15
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها