أن يعلن بن غفير وزير ما يسمى الأمن القومي لدى منظومة الاحتلال والاستيطان الاستعمارية (إسرائيل) عن أسفه لوفاة أسير فلسطيني وصفها بالطبيعية! فهذا انقلاب على طبيعته البشرية المعروفة لدى كل مهتم وباحث، يتطلب ألف علامة استفهام وتعجب، فهذا الآدمي الوزير في ائتلاف (حكومة الصهيونية الدينية) التي يرأسها بنيامين نتنياهو، والنائب المنتخب الذي يحتل مقعدًا في كنيست (دولة) يعتبرونها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، قد صرح علنًا: "للأسف أن حياة المعتقل وليد دقة قد انتهت بموت طبيعي وليس بالإعدام كما كان ينبغي" وظنه بذلك أنه سيغطي على عملية اغتيال الأسير وليد دقة بسلاح الإهمال الطبي، لأنه لم يتسن له إنهاء حياة المواطن الفلسطيني الأصيل، القائد المفكر المثقف (بالمقصلة) - إحدى أدوات تنفيذ الإعدام خلال القرون الوسطى في أوروبا، أو (إحراقًا) كما فعل مستوطنون مجرمون بعائلة دوابشة، في قرية دوما بنابلس، وكما أحرقوا الطفل محمد أبو خضير حيا، عندما أشعلوا جوفه ليحترق من الداخل، فمجرمو داعش الذين صوروا أفعالهم الهمجية، ونشروها غير مبالين، فإن منظومة هذا العدائي للإنسانية، وسلطة المعتقلات (السجون) التي يشرف عليها، قد أحرقت فعلا جسد المناضل الأسير وليد دقة، ولكن ليس بالزيت والنار كما فعلت (داعش) وإنما بتركه فريسة لداء (السرطان).
فإيتمار بن غفير الذي اجتثت المنظمة الصهيونية العنصرية أبويه من موطنهما الأصلي، وأنجباه كبذرة شر مطلق على الأرض المقدسة فلسطين، يغار إبليس (الشيطان) من تفوقه على كل شياطين الإنس، عندما تبدى لسكان الأرض في القرن الـ21 على هيئة البشر بلحم ودم ودماغ منزوع الإحساس والمشاعر الإنسانية!.
فهذا المحتل المستعمر الهمجي يعمل على إعدام الحقيقة، قبل إعدام جسد وليد نمر أسعد دقة المولود في 18 يوليو/ تموز قبل 62 عامًا في باقة الغربية، من أبوين فلسطينيين، أبَا عن جد، وورثًا وطنيًا أزليًا كان وما زال لهما، وأرض وطن لأجدادهما منذ فجر التاريخ، ولحفيدتهما (ميلاد) ابنة وليد، ولأحفادها أيضًا إلى الأبد. فميلاد كتب لها والدها وليد فلسطين، من الأسر، بحبر معاناة عمرها 38 سنة في الزنازين: "أنت رسالتي للمستقبل" أما رأس الجماعة العنصرية المسماة (حزب عوتسما يهودت) وترجمتها "العظمة اليهودية" فقد ظن أن إعدام (وليد دقة) بالرصاص او الاهمال الطبي، سيعدم المستقبل، فهذا الفاقد لمعنى الوطن والإنسانية، لا يمكنه أبدًا فهم معنى الـ (ميلاد) في حياة الفلسطيني (وليد) لأنه بكل بساطة، لا جذر له هنا، ولا تاريخ، فبن غفير مغتصب ومحتل، وإقامته على أرض فلسطينية محتلة في الخليل بمستوطنة (كريات أربع) جريمة حرب، ومستعمرات الغزاة لا شرعية لها أبداً في القانون الدولي، وفي الثقافة الإنسانية.
أما وليد دقة الأسير الشهيد فقد ترك للإنسانية أربعة أشقاء معنويين لميلاد، أربعة كتب وروايات، يستحيل على بن غفير ومن والاه فهم (حكاية سر الزيت) و(الزمن الموازي) و(صهر الوعي)، فشتان ما بين مناضل مفكر، وبين مستوطن محتل، تسيره الشهوة لتلمس دماء الفلسطيني المسفوكة، المدمن على شم رائحة دخان بيوت وأرزاق الفلسطينيين المحروقة بأيدي أدواته عصابات (شبان التلال) و(تدفيع الثمن)، فهذا الذي تمنى اعدام الفلسطيني وليد، بشري، آدمي، لكنه رضع العدائية لشعب فلسطين، من (إيتسل) - تنظيم عسكري صهيوني تأسس سنة 931 – من والدته التي كانت عضوًا عاملاً. وهو المأخوذ بعقدة التفوق، وبعنصرية (العوتسما) المتلاشية حتمًا، فالرواية الأصل الأزلية فهي للفلسطيني الوليد والميلاد، أما الكذب على السماء والتاريخ والجغرافيا فحبله قصير، حتى لو لف خصر الكرة الأرضية!
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها