مقبلون على شهر رمضان الفضيل، وأهلنا في قطاع غزة الذبيح، في صيام قهري منذ أن باتوا على حافة المجاعة، ويرجون، ونرجو معهم، هدنة في شهر رمضان تعيدهم لصيام الرضا، والتعبد والتقرب للخالق العظيم، غير أن خطيب المقاومة عن بعد، اسماعيل هنية، له رأي آخر وهو يعلن "لا يضيرنا إن مضينا إلى شهر رمضان في مواجهة وجهاد (...!!) فهو شهر الانتصارات" واللهم لا اعتراض على وصف الشهر الفضيل، بأنه شهر الانتصارات، غير ان هذه الجملة توحي كما أراد لها هنية أن توحي أن رمضان سيراكم انتصاراته، التي لا أحد يعرف لها لونًا أو شكلاً أو معنى(...!!)
وأسامة حمدان من على منصة مؤتمره الصحفي في بيروت، يعلن أن المقاومة بصدد "مراكمة الانجازات" التي لا أحد أيضًا يرى انجازًا واحدًا له أي شكل من أشكال الحضور، ولا على أي صعيد..!!! ليس هذا نكرانًا للواقع فحسب، بل هو غياب للوعي، وقد أعدم هذا الغياب العقلانية السياسية، عدا ما أعدم من خيارات وطنية عند حركة "حماس" جعلتها تنسق في مفاوضات عقد الصفقات، التي قد توقف الحرب، ولو بهدنة، مع كل طرف، إلا الطرف الفلسطيني...!!! يذهب كل طرف في هذ المفاوضات باسم بلاده، من الوفد الإسرائيلي، إلى القطري، إلى المصري، وحتى الأميركي، إلا "حماس" تأتي إلى القاهرة، باسمها، فلا يقال عنها الوفد الفلسطيني، بل وفد حركة حماس...!!
وفي هذه المفاوضات تعلن "حماس" عبر الوسطاء "انها أبدت المرونة المطلوبة (..!!) بهدف الوصول إلى اتفاق يفضي بوقف شامل للعدوان على شعبنا" واستحقاقات هذا الاتفاق التي يتهرب منها الاحتلال، حسب ما تعلن "حماس" هي التالي "وقف دائم لاطلاق النار، وعودة النازحين، والانسحاب من القطاع، وتوفير احتياجات شعبنا" وعلى هذا لا يبدو أن "الطوفان" سيصل إلى الأقصى، ولا بأي حال من الأحوال!! فما الذي حدث إذا..؟؟؟ لا أحد ينكر على أي فلسطيني حقه في المقاومة، بل وضرورة أن ينخرط في مسيرتها للخلاص من الاحتلال، وتحقيق الحرية والاستقلال، لكنّ للمقاومة إطارا، إن لم يكن هو إطار الوحدة الوطنية الشاملة، إطار السلاح الواحد، والقرار الواحد، خاصة قرار السلم والحرب، فإنها تعد ضربًا من ضروب الفلتان الحزبي، وهذا فلتان تلعب في ساحته قوى التمويل الاقليمية، على هذا النحو أو ذاك وبهدف تحقيق مصالحها هي، لا مصالح سواها، وأطراف الفلتان الحزبي، قد يعتاشون بعض الوقت على هامش هذه المصالح...!!!
هذا هو الواقع، العدوان الحربي الاسرائيلي على قطاع غزة، منذ خمسة أشهر، وما زال، وقوى التمويل الاقليمية في "ثبات ونبات" إلى أن يأتيها يوما هادم الّلذات...!!! أليس هذا هو حال هذه القوى الآن، تناور في "ثباتها ونباتها، وتعبئ في خزائن مصالحها المزيد من انجازات الحضور الاقليمي الساعي لتقاسم النفوذ في هذه المنطقة..!! نرجو رمضان شفيعا وبهيا بوقف إطلاق النار، وبمائدة في قطاع غزة، عامرة لا بالطعام فحسب، بل بالأمن والأمان كذلك. فهل نشهد هذا الرمضان..؟؟
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها