اليوم الخامس عشر من تشرين ثاني / نوفمبر الذكرى الخامسة والثلاثين لاعلان الاستقلال، يأتي في زحمة الموت والابادة الصهيو أميركية، يهل علينا هذا اليوم العظيم ونحن نلملم أشلاء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وشبابنا في غزة المجد والعزة والضفة والقدس العاصمة الأبدية، ونرمم جراحنا ودمار الة حرب الأرض المحروقة الهائل لمئات الالاف من الوحدات السكنية، ومازال شلال الدم ينزف مدرارًا على مرآى ومسمع العالم، على مرآى اهل النظام العربي الرسمي الذي لم يقوَ حتى الان على استخدام أوراق القوة المتوفرة بيده، ولم يرقَ لمستوى المسؤولية للتصدي للغرب الاجرامي المتوحش بقيادة واشنطن. 

فلسطين الدولة تنهض من بين انياب المغول الهتلري النازي وربيبته ولقيطته الفاشية إسرائيل المهزومة، وتحاصرهم بعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وتقض مضاجعهم، وتسحب البساط من تحت أقدامهم باستقطاب جماهيرهم ونخبهم، وتعريهم من اكاذيبهم وفاشيتهم ولا اخلاقياتهم، وتهزم قانون الغاب والموت، وتهز أركانهم، وتكشف عارهم في عقر ديارهم. 

فلسطين بوابة الأرض للمساء تنهض من تحت الرماد كطائر الفينيق، الذي هو شعار مدينة غزة البطولة والشموخ والإرادة الوطنية، غزة حاملة راية الوطنية، ومفجرة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وحاضنة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد، فلسطين آتية لا محالة سيدة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونورها ينبثق من جرف الدم الهادر، فلسطين الحضارة والتاريخ والموروث الحضاري حاملة مشعل العروبة والكرامة القومية والإنسانية تسير بخطى حثيثة نحو استقلالها وسيادتها وعزتها وأنفتها وشموخها، رغم عتمة الليل والمعايير المزدوجة وبطش الغرب ودولته العبرية المارقة والخارجة على القانون. 

فلسطين المنكوبة والمكلومة منذ قرن خلا من الزمن تواصل الكفاح التحرري الوطني لم ترفع راية الاستسلام والهزيمة، ولن ترفع سوى راية الحرية والنصر والاستقلال والعودة وتقرير المصير، وطالما بقي شبل وزهرة من أبناء شعبنا العربي الفلسطيني فنحن المنتصرون والباقون، وسيرفعون علم الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس، وراية وحدة الأمة العربية شاء من شاء وأبى من أبى، والاعداء من كل المسميات راحلون وعابرون. 

ولتكتمل معجزة الحرية والنصر تملي الضرورة تطوير الكفاح الوطني التحرري بكل اشكاله في عموم الوطن. لا سيما واننا كل يوم ندفع ضريبة الحرية شهداء في القدس العاصمة وعموم الضفة، وحتى لا يقتلوا ابناءنا وشبابنا واطفالنا ونساءنا وشيوخنا فرادى، علينا ان نرمم حال بيتنا الوطني، ونعيد ترتيب شؤوننا الداخلية، ونضع الخطط الوطنية الشاملة لاستنهاض طاقات الشعب العظيمة لنحاصر جيش موتهم وقطعان مستعمريهم، الذين يحاصرون مدننا وقرانا ومخيماتنا بالموت والتدمير واقتحام مخيماتنا وحاراتنا وقرانا واحدة تلو الأخرى، ولنرفع عاليًا راية الانتفاضة الشعبية لتعم ارجاء الوطن، ولنقلب على رؤوسهم تغولهم ووحشيتهم، ونعيدهم إلى جحورهم ومواخيرهم ومستنقعاتهم الأسنة. لأنهم مهزومين وفي حالة رعب. لا سيما وأن شعبنا شاهدهم وجربهم عشرات المرت، وكشف خواءهم وافلاسهم وجبنهم وعارهم. 

لا مجال أمامنا سوى استنهاض الذات الوطنية بالحكمة السياسية والديبلوماسية والشجاعة وبالمقاومة الشعبية العظيمة لنعيد الاعتبار لمنظمة التحرير وأركان الدولة وفصائلنا ونخبنا من مختلف القطاعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأكاديمية والثقافية التربوية والإعلامية، ونعلي معا كل من موقعه ودوره راية الوحدة الوطنية والحرية والنصر والاستقلال والعودة.

والمجال أمامنا مفتوحًا لتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزية. لأن العدو الصهيو اميركي الأوروبي الغربي يرفض حتى الآن خيار السلام، ويعطل تجسيد خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران / يونيو 1967، ويقود حرب الإبادة بشكل صارخ ودون تردد أو انكار لدورهم الإجرامي. لذا لنندفع قدما بثبات وشجاعة وحكمة وطنية لنقلب الطاولة على رؤوسهم، ونعلي راية العدالة والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. 

فلسطين الدولة المستقلة والسيدة تتقدم بخطى حثيثة نحو النصر والحرية بوحدة أبنائها وتكاملهم وتعاضدهم وتكافلهم في معركة البقاء والصمود وهزيمة سيناريوهاتهم جميعها وحرب إبادتهم تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد والمنفتحة والمفتوحة أمام كل القوى السياسية الفاعلة لتنخرط في صفوفها وفق برنامجها الوطني. ولتتوقف كل الأصوات المشوهة والمحرضة على وحدانية تمثيل المنظمة للشعب مرة وإلى الأبد عن أهدافها الخبيثة والمأزومة والعبثية.