بقلم: نهى عودة

كانَ وعدًا مشى على قلوبِنا 
على أرواحِنا 
وعلى وقتٍ لم يمضِ حتى الآن 
كان وعدًا 
ليسَ مجحفًا ولكنّه الأقذر 
فمن يعيدُ لي وطني المسلوب
من يُلملم شتاتَ ملامحي بين مدنه 
ومن يعيدني طفلةً لأعدوَ من جديد 
بين أزقة قريتي 
فأنا أريدُ رؤيةَ الأبواب التي تنهشها الأيّام 
على مهل 
يروقني صدأ الحديد المبعثر 
تستفزني الرمال الهاربة عندما تُدمِع عيني
أريدُ رؤية تقلّب الفصول في وطني 
فعطرُها يكفي لغرض الدهشة 
أريدُ قبورَ أجدادي في قريتي 
فهواها كفيلٌ بإشباع حنيني لهم
أريد أن أشمَّ العطر الخاص بشتائي
عندَ أول قطرة
أريد الاختباء تحت قنطرةَ بلدي 
أريد أن أقطف زيتوني بيدي
فما عدت أعلم كيفُ أدندنُ لحني القديم 
بين هنا وهناك 
ومفتاحي تصدّأ مرات ومرات 
أريد الذهابَ إلى قدسي دون قيود 
فما أقربها وأبعدها 
وأبعدني
يا هذا الحزن المعتّقُ في أوردتي 
في ملامحِ قلبي
من سمحَ للجائرين بخوض معارك الشتات ؟!
ومن أنا دون فلسطيني 
وكيف سأقضي ما تبقّى من عمري