سادت أجواء من الارتياح في الشارع الفلسطيني بعد إعلان زعيمي القطبين الكبيرين في النظام السياسي الفلسطيني حركتي فتح وحماس .. وهذا الارتياح جاء من خلال وصف الرئيس محمود عباس 'أبومازن '  اللقاء الذي جمعه مع وفد قيادة حركة حماس في القاهرة برئاسة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالهام وأن الأجواء إيجابية، وأنه  أنه لم تحدث أية خلافات خلال نقاش مختلف القضايا والنقاش الموسع والأخوي البناء الذي شمل بالذات التطورات السياسية التي تمر بها القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها، ووصل الارتياح الى قمته حيث خرج الاجتماع بفقرة هامة جدا وهي اتفاق حركتي فتح وحماس على العمل كشركاء حيث قال الرئيس ' يهنا جدا أن نتعامل كشركاء وعلينا مسؤولية واحدة تجاه شعبنا وقضيتنا  .. بحثنا المصالحة بكل تفاصيلها، ونحب أن نقول لكم بأنه لا يوجد خلافات إطلاقا حول أي موضوع وكل هذه الأمور سترونها في الأيام والأسابيع القادمة إن شاء الله . ' وساد الارتياح أيضا لتصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ، عقب اللقاء التاريخي حيث قال : 'أحب أن أطمئن شعبنا في الداخل والخارج أننا بهذا اللقاء فتحنا من خلاله صفحة جديدة، فيها درجة عالية من التفاهم والحرص على الشراكة، والجدية في تطبيق ليس بنود اتفاق المصالحة فقط، بل كل ما يتعلق بترتيب البيت الفلسطيني، والتعامل مع المرحلة الراهنة والمقبلة'.

الآن علينا أن نذهب إلى تحليل سياسي حول أهمية تحقيق وتطبيق وممارسة المصالحة على الأرض .. فنحن نعلم جيدا أن إسرائيل دائما تقول : ' لا يوجد شريك في الجانب الفلسطيني المنقسم على نفسه .. ' وأيضا ما تم الإعلان عنه في أسباب رفض الأمم المتحدة لتصبح فلسطين الدولة الـ194 حيث وردت كلمة ' الانقسام الفلسطيني ' في أكثر من فقرة .. ومن المهم أن نعمل من خلال المصالحة على الوصول إلى استكمال كافة عناصر النقاش التي تأخذنا الى النظام السياسي الفلسطيني وكافة الملفات الخاصة والتي لم تأخذ طريق الإقرار بسبب الانقسام .. أيضا من المهم أن نقول أن الرهان الأكبر والهداف المطلوب من المصالحة هو القدرة على إيجاد وخلق أجندة واحدة بين فتح وحماس وبين الفصائل السياسية وكافة القوى ومؤسسات المجتمع المدني تعمل على إعادة ما دمره الانقسام وما أفسده الاحتلال بعنجهيته وممارساته القمعية الاحتلالية .. وحين نقوم بتوحيد شطري الوطـن فحقا سنكون قد كسبنا الجواد .. نعم إذن تحقيق المصالحة هي الجواد الرابح في أي استيراتيجية فلسطينية ، وعلى الجميع أن يعمل على تعزيز هذه المصالحة والعمل من الآن لعقد ورشات العمل التي تعزز مفاهيم وأبجديات المصالحة وتعمل على تقريب وجهات النظر السياسية والمجتمعية والفكرية ..

  يجب أن تشكل المصالحة ' من وجهة نظري ' المسار السياسي المتمثل بالتعامل مع كافة القضايا والاستراتيجيات الخاصة بفلسطين في كل المحافل والمؤسسات الدولية وأيضا ان تعمل على ترجمة الوفاق الفلسطيني ليشكل قوة رادعة للتهديدات الإسرائيلية السياسية منها والأمنية والاقتصادية وعملها على تخريب الوضع الاستقراري من خلال التلويح والتهديد المباشر باتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية والقيادات الفلسطينية والرئيس ابومازن في حال طبقت بنود المصالحة وأصبحت واقعا لا تراجع عنه ..

يجل ان تتحول الشراكة بين فتح وحماس ليصبحوا أسرة واحدة يجمعهم الخطر الذي يتهدد الواقع و الحياة والمستقبل الفلسطيني .. الأيام القادمة ينتظرها الجميع وسوف يزداد فيها التهديد الإسرائيلي ، لهذا المطلوب أن يتم مقاومة هذه التهديدات بمزيد من إنهاء وإيجاد الحلول لكل الملفات لتخرج الجماهير الفلسطينية في وقت قريب لممارسة حقها الانتخابي وتفعيل القانون والدستور الفلسطيني وتوحيد كافة الهيئات والمؤسسات الفلسطينية ..