الحلقة الثانية (2)

  • مقاطعة البضائع الاسرائيلية جزء لا يتجزأ من المقاومة الشعبية.
  • نقول لأخوتنا في حماس تفضلوا نُطبّق ما اتفقنا عليه وكل شيء واضح.
  • لا بد من المواءَمة بين كافة الاشكال من النضال للاطباق على العدو الاسرائيلي.
  • المؤتمر العام السابع لحركة فتح سيعقد رغم كل المعوقات.
  • التنسيق بين حركة حماس ومحمد دحلان نابع من اعتبار الرئيس أبو مازن خصماً مشتركاً.
  • الوضع الفتحاوي في لبنان جيد ومقبول، لكنه لا يرتقي لمستوى طموحنا.

في الحلقة الثانية من اللقاء الصحفي مع امين سر حركة فتح اقليم لبنان رفعت شناعة،  نتناول العراقيل التي تعترض إنهاء الانقسام الفلسطيني واتمام المصالحة، وسر التقارب بين حركة حماس ومحمد دحلان.

أيضاً نثير مسألة مشروع حركة فتح التاريخي وأين أصبح الآن، والمؤتمر العام السابع للحركة، وواقع الحركة في لبنان وما هو المطلوب للنهوض بها. بداية الحلقة الثانية كانت مع رأيه حول جدوى مقاطعة البضائع الاسرائيلية، وأهداف المقاومة الشعبية ونتائجها والمأمول منها.

س: تعتبر مقاطعة البضائع الاسرائيلية رأس الحربة في المقاومة الشعبية، ما هي تأثيراتها على العدو الاسرائيلي؟

المقاطعة هي سلاح سياسي إضافة إلى كونه سلاح اقتصادي، لأن هناك أرباحاً كبيرة جداً تكسبها إسرائيل من خلال التجار الفلسطينيين. عندما نطلب من الشعب الفلسطيني أن يقاطع فإننا نوجه رسالة قوية وحاسمة للعدو الاسرائيلي. وهذا يسبب خسارة مالية واقتصادية لإسرائيل، وثانياً نكون قد عبأنا الشارع الفلسطيني ضد الاحتلال. موضوع المقاطعة هو تشهير بإسرائيل وكشف للعنصرية الاسرائيلية والجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني. هناك دولٌ أوروبية كثيرة تقاطع البضائع المستوردة من المستوطنات الاسرائيلية.

الأخوة في لجنة المقاطعة قطعوا شوطاً كبيراً في تكريس المقاطعة ووقف استيراد البضائع من الجانب الاسرائيلي والاعتماد على المنتوجات المحلية. وهنا يجب تقوية الانتاج الوطني حتى يحل محل الانتاج الاسرائيلي. كما تعمل السلطة على استيراد البضائع من الدول العربية، وتضغط من أجل تعزيز علاقتنا مع الدول الصديقة في العالم كي تقدم لنا عروضات وأسعار تراعي الوضع المعيشي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.

المقاطعة والمقاومة الشعبية وجبهة المؤسسات الدولية تصب في إطار واحد وهو إنهاك العدو الاسرائيلي وكشفه أمام العالم.

 

س: برأيك هل ستنجح هذه المبادرة أم ستتراجع بعد فترة، وما هي الركائز الأساسية لنجاحها؟

جميع الأخوة والوفود التي تزور لبنان، يؤكدون أن هناك عملاً ميدانياً مستمراً على الأرض، فالقيادات الفلسطينية وخصوصاً في حركة فتح ولجنتها المركزية تمارس دورها في تعزيز المقاطعة ضد البضائع الاسرائيلية، وتجول على المحال التجارية والاسواق، وفي بعض الاحيان يتم إتلاف البضائع الاسرائيلية أمام الجميع. إلى جانب نشر الوعي الوطني عند التجار الفلسطينيين بأنه ما دام هناك انتاج آخر لماذا تتعلقون بالانتاج الاسرائيلي؟!

أيضاً الاعلام ينشط في هذا المجال ويلعب دوراً ايجابياً، لأنه يضع التاجر أمام خيارين، إما الخيار الوطني أو خيار تعزيز اقتصاد الاحتلال الاسرائيلي.

نسبة الإنجاز كبيرة، وهناك اهتمام واسع بهذه الخطوة بين جماهير شعبنا. وهذا قرار مركزي عندنا في فتح، والرئيس أبو مازن يرعى هذا، فالمقاطعة هي جزء لا يتجزأ من المقاومة الشعبية.

 

س: المقاومة الشعبية اتخذت أشكالاً متعددة من بناء القرى، وزراعة الزيتون، ومواجهات الجدار، وكنا كل يوم نشهد اسلوباً او تكتيكاً جديداً. هل تنجح هذه المقاومة في دحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال؟

نستطيع القول أن المقاومة الشعبية بالشكل الذي نراه اليوم هي بدايات مهمة، يبنى عليها ويمكن تطويرها وتعميمها في كافة المناطق، ولا يمكن أن ننتقص من أهمية المقاومة الشعبية. لأنها تمتلك التأثير الاعلامي والسياسي ليس في فلسطين فقط، لكن في دول العالم أيضاً، البعض يرى أن هذه المقاومة الشعبية ليست المطلوبة، ويجب أن تكون المنهجية في المقاومة كما في قطاع غزة، وتكون على مستوى عسكري مسلح. هنا أؤكد أنه من حقنا ممارسة المقاومة بكافة أشكالها بما فيها الكفاح المسلح. لكن من حقنا أيضاً أن ندرس جيداً ما الذي يناسبنا وما الذي يخدم مصالحنا، ولا ننسى أن هناك دولاً استطاعت تحرير بلادها عبر المقاومة السلمية والشعبية كالهند وجنوب افريقيا.

القيادة هي التي تقرر، ويجب أن يكون أي شكل من أشكال المقاومة مدروساً ويخضع للضوابط والتقديرات. وبنظري العدو الاسرائيلي يحاول دائماً جرنا إلى المربع العسكري لأنه يستطيع أن يستخدم قواته الجوية والبرية للقصف والتدمير بشكل همجي. نحن أيضاً نريد أن نقاوم هذا العدو لكن بأسلوبنا، وباستخدام مصادر القوة عندنا.

نأمل أن يترسخ مفهوم المقاومة الشعبية أكثر، ويكون أكثر تفاعلاً، وهذه البدايات مهمة، هناك قرى وبلدات تلتحم مع العدو بشكل دائم، وعملية الانتقال الى مقاومة شعبية أكبر تحتاج إلى بعض الوقت، والمطلوب الجهد التعبوي وجهد سياسي وفكري وتعزيز الانتماء الوطني وتعزيز فكرة المقاومة الشعبية التي جسَّدها الشهيد زياد أبو عين.

 

س: لماذا تتقدم المصالحة خطوة وتتراجع خطوات؟

الواقع الفلسطيني بدأ يتغير سلباً بعد الانقلاب الذي حصل في غزة على السلطة. منذ ذلك التاريخ بدأت موجات من التوتر وحالات الرعب داخل الساحة الفلسطينية، وغياب كامل للديمقراطية في قطاع غزة. نحن كحركة فتح تجاوزنا الكثير من المآسي التي حلّت بكادرنا وقياداتنا في قطاع غزة عندما حصل الانقلاب، لأننا كنا دائماً نبحث عن فلسطين. وكنا دائماً ننادي بالمصالحة والوحدة الوطنية لأننا ندرك أن الهم الفلسطيني أكبر من حماس وأكبر من فتح. لا تستطيع حماس أن تحرر فلسطين وحدها، ولا تريد فتح أن تحرر فلسطين وحدها.

لذلك عقدنا مع باقي الفصائل اجتماعات في القاهرة وقطر والسعودية واستطعنا الوصول إلى اتفاق على كل الملفات. ووقعنا نحن وحماس وكافة الفصائل على اتفاق القاهرة. ثم كان اللقاء في مخيم الشاطئ والاتفاق على الخطوات التنفيذية، لكن نفاجأ أن هناك تعقيدات جديدة تُطرح كل يوم.

كحركة فتح و(م.ت.ف) نقول أنه لدينا مشروعاً اسمه المشروع الوطني الفلسطيني ولد في العام 1965 وهو يحكم البيت الفلسطيني والواقع الفلسطيني، ونقول للأخوة في حماس عليكم أن تكونوا واضحين هل أنتم جزء من هذا المشروع الوطني الفلسطيني، وجزء من (م.ت.ف)، إذن تعالوا نتفاهم على كل شيء. لأن هناك قوى دولية من أميركا واسرائيل وغيرها من الدول لا تريد الوحدة للشعب الفلسطيني وتريد تمزيقه ديموغرافياً وجغرافياً.

 

س: هل التعقيدات التي تظهر بعد كل اتفاق تعود إلى تيارات داخل حماس أو ضغوطات خارجية؟

لا شك أنه ظهرت خلال المرحلة السابقة تناقضات وآراء مختلفة داخل حركة حماس. ولا شك أن حماس تربطها علاقات مع أكثر من دولة وهذه الدول لها مصالحها. نحن لا نفرض على حماس أن لا يكون لها علاقات، لكن نريد الاستفادة من هذه العلاقات لتعزيز الساحة الفلسطينية. نقول لأخوتنا في حماس تفضلوا نُطبق ما اتفقنا عليه وكل شيء واضح. فليس المطلوب اليوم أن تتمترس حماس في قطاع غزة، وأن تعتقل من فتح أو من باقي الفصائل الفلسطينية، لأن هذا لا يخدم الشعب الفلسطيني. وعلى حركة حماس أن تحسم أمرها وتوحد موقفها وتكون باتجاه فلسطين لأن البديل مزيد من الضياع والتشرذم، وبالتالي فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وهذا مطلب إسرائيلي.

 

س: ما هو دور وواجب باقي الفصائل الفلسطينية في هذا الملف؟

اليوم اتخذت اللجنة التنفيذية لـ(م.ت.ف) قراراً بإرسال الوفد الذي تمَّ الاتفاق عليه إلى قطاع غزة، وهو مكون من كافة الفصائل. هذا الوفد سيجتمع بوجود حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي للتفاهم على تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه. لكن ما يزرع التشاؤم أحياناً الخطاب الاعلامي التصعيدي والتحريضي، والتجريح والتشهير الذي يصدر عن الناطقين الاعلاميين لحركة حماس. هذه التصريحات تعطي مدلولات أن حركة حماس غير متحمسة لتنفيذ الاتفاقات السابقة. آمل أن يكون هذا اللقاء إيجابياً وأن يحسم الجميع خياراته الوطنية، لنبدأ بداية سليمة بترجمة ما اتفقنا عليه من أجل رسم استراتيجية وطنية سياسية وعسكرية، لمواجهة الاحتلال.

 

س: يخلط بعض الناس بين السلطة وفتح، ما هو برنامج حركة فتح اليوم، وكيف تقوده على الأرض؟

مشروع فتح هو الذي بدأ عام 1965، وهو تحرير الأرض، والبرنامج المرحلي اليوم يقوم على قرارات الشرعية الدولية 242 و338، هذا البرنامج تمّ التوافق عليه فلسطينياً. وخضنا تجربة أوسلو بعد محاولات الاستبعاد لقيادة (م.ت.ف)، كان الرئيس ياسر عرفات يسميه الخيار المر، فيه سلبيات وفيه إيجابيات لكن لم يكن هناك خيار آخر، إلاّ أن نبيع أنفسنا وأوراقنا السياسية إلى دولة من أجل حمايتنا. وآثر الرئيس ياسر عرفات الدخول إلى فلسطين، واعتبر أنه في أرضه يستطيع أن يأخذ القرار الذي يريد.

نضالنا في حركة فتح اليوم يذهب في أكثر من اتجاه بما يخدم عملية تحرير أرضنا وإنجاز السيادة الكاملة للدولة التي نطمح إليها.. نضال على الأرض والكفاح ضد الاحتلال، نخوض المقاومة التي رسمتها القيادة وفقاً للمعطيات والتقديرات على الأرض، وهي المقاومة الشعبية التي تنهك الاحتلال وتبقي ابناء شعبنا على تماس يومي مع الاحتلال وتفضح ممارساته العنصرية.

ايضاً ندرك تماماً أن إسرائيل أوجدت نفسها من خلال المجتمع الدولي، وحصدت الاعتراف بها من خلال قرار دولي. لذلك نخوض معركتنا الدبلوماسية والسياسية والقانونية في الامم المتحدة ومجلس الامن والمحاكم الدولية.

فالمقاومة هي ليست مقاومة مسلحة فقط، بل سياسية وشعبية ودبلوماسية وقانونية، ولا بد أن تكون هناك موائمة بين كافة الاشكال من النضال للإطباق على العدو الاسرائيلي.

 

س: المؤتمر السابع العام يتأجل لأكثر من مرة، ما هي الأسباب؟ ألا يمكن أن يؤثر ذلك على الحركة سلباً ؟.

المؤتمر السابع سيعقد رغم كل المعوقات، هناك لجنة تحضيرية للمؤتمر برئاسة الرئيس أبو مازن. هذه اللجنة اجتمعت أكثر من مرة لوضع الترتيبات لعقد المؤتمر، لكن هناك عوائق خارجة عن ارادة القيادة الفتحاوية. الأولى حركة حماس في قطاع غزة ما زالت تمارس ضغوطات كبيرة على قيادات وكوادر فتح. وكما فعلت في الماضي عندما منعت كوادر وقيادات فتح أن يذهبوا إلى المؤتمر السادس، أيضاً حتى الآن لا توجد ضمانات بأن حماس ستسمح لهم بالذهاب إلى المؤتمر. وإذا لم يحضر من هم في قطاع غزة لا نستطيع عقد المؤتمر. هذه إشكالية أولى.

أيضاً الوضع الاسرائيلي، وهل ستوافق الحكومة الاسرائيلية السماح لأعضاء المؤتمر بالدخول إلى الضفة الغربية. هذه المواضيع إذا تمَّ حلّها لا يعود أمام المؤتمر أية عوائق.

فيما يتعلق بـمحمد دحلان والتيار الذي يقوده، كان هناك قرارات فصل بعد عملية تخيير إما أن تكون مع حركة فتح أو لا، فالعضوية في حركة فتح يجب أن تكون كاملة يكون فيها وفاء لهذه الحركة. ومن يريد تشكيل تنظيم أو تيار فهذا شأنه. لكن عملية الانتماء داخل حركة فتح يجب أن تكون واضحة ولا لُبْسَ فيها أو غموض. ونحن عشنا تجارب سابقة في فتح شبيهة بها. وهذا لن يكون له أي تأثير على عقد المؤتمر السابع.

 

س: قضية محمد دحلان على الرغم من الحسم فيها، عادت للظهور خصوصاً في قطاع غزة حيث شهدنا تقارباً بين محمد دحلان وحماس على الرغم من العَداء المزمن بينهما. برأيك لماذا هذا التقارب؟

هناك مصالح، حماس تريد التلاعب على الخلافات القائمة بين محمد دحلان وتياره وقيادة حركة فتح، ويريدون الاستفادة من ذلك. لذلك كان هناك شراكة في الجانب الاعلامي، والتحرك السياسي، والتشهير، والتحريض على الرئيس أبو مازن. واعتبر أن حركة حماس استفادت من التصريحات المتعددة التي ارتفعت هنا وهناك.

محمد دحلان لديه إمكانيات مادية، جماعته في قطاع غزة توزع الأموال. نحن لسنا ضد مساعدة الناس. لكن نحن نريد العضوية في حركة فتح عضوية صحيحة وسليمة تؤمن بأن هذه القيادة هي قيادة حركة فتح وأن تكون الخيارات محسومة.

ما يجري الآن من تنسيق بين حركة حماس ومحمد دحلان نابع من اعتبار الرئيس أبو مازن خصم مشترك، وهناك تنسيق بين الطرفين.

وهذا الموضوع لا نعطيه أهمية كبيرة لأننا نتوقع دائماً الهجمات في الأوقات الصعبة، فعندما نرى اليوم اسرائيل واميركا ضد الرئيس وأبو مازن ومشروع القيادة الفلسطينية، ونجد أن هناك حملات تشويهية للقيادة الفلسطينية هذا موضوع مزعج ومؤلم وعلى كل انسان يكون مسؤولاً عن مواقفه السياسية.

 

س: ننتقل الى لبنان ونبقى في الوضع الفتحاوي: كيف هو حال فتح في لبنان؟

لا شك ان لبنان يحكمه واقع سياسي، هذا الواقع السياسي أيضاً فيه شوائب تكون حادة احياناً وتتبدل هذه الحدة في اوقات اخرى. نحن نعمل على تعزيز وجودنا لأننا نعتبر ان المخيم هو القاعدة الفلسطينية التي ننطلق منها دائماً في برنامجنا الوطني وفي تفعيل دورنا سواءًأَ كان السياسي مع القوى، الاخرى ام دورنا في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.. استطعنا خلال التجربة السابقة ان نعمل في اكثر من مسار، مسار تركيبة فتح الداخلية ووحدة الموقف الفتحاوي بشكل أساسي الذي يعتبر الضمانة حتى نستطيع تحقيق انجازات على صعيد المسارات الاخرى. يتميز الوضع الفتحاوي في لبنان بأن فيه مكونات غير التنظيم، هناك العسكر وهناك مؤسسات أيضاً تابعة للحركة. انت مضطر كحركة فتح ان تتعاطى مع كل هذه المكونات حتى يكون هناك قرار فتحاوي واحد، وأن لا يكون هناك خطأ في اتخاذ القرارت. هذا الموضوع يتم تنظيمه وترتيبه على مستوى قيادة الساحة لحركة فتح في لبنان. صحيح انها ليست الطموحات التي نطمح اليها لكن هناك انجازات استطاعت ان تحافظ على وحدة هذه الحركة، ويوجد نوع من الانسجام الداخلي بين هذه المكونات. كما أن للقوات العسكرية حضورها في المخيمات الفلسطينية وفي اللجان الامنية. وأطر التنظيم لها دوره، دورها في اللجنة الشعبية والاتحادات ومختلف الفعاليات الاخرى.

طبعاً من خلال متابعتنا كاقليم للوضع الحركي التنظيمي نحن لا نقول اننا في الوضع المثالي لكن الوضع الذي نعيشه هو قابل للتطوير، قابل ان نعمل على تحقيق الانجازات افضل مما نحن فيه. الشغل الشاغل دائماً لنا في الاقليم وخاصة في لجان التعبئة التنظيمية هو كيف ننمي الفكر السياسي عند الكادر الفتحاوي، وكيف نرفع مستوى وعيه تجاه الواقع الفلسطيني والتجربة الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني. نريد ان نبني كادراً وعضواً يكون في مستوى من الوعي الوطني حتى يستطيع ان يقوم بواجباته.

أدرك كم هي المشقة في هذا الموضوع لذلك هناك دورات تنظيمية تمت سابقاً، ولدينا سلسلة من الدورات التعبوية والتثقيفية لكوادر وأعضاء الحركة، لاننا نريد أن نجعل الكادر والعضو في حركة فتح على مستوى من الانتماء الحقيقي وليس الشكلي. أنا لا أريد مجرد انسان يقول انا فتح، أريد الكادر أن يكون واعياً وطنياً وثورياً وفكرياً وسياسياً، يعرف ما يدور حوله، ويعرف واجباته ويعرف كيف يتصرف داخل المجتمع الفلسطيني الذي نعيش فيه.

أعرف أن هناك بعض الثغرات وبعض المسالك في واقعنا التنظيمي. لنا لقاءاتنا المركزية التنظيمية حتى نتابع مختلف الاشكاليات، وهناك لجان طبعاً مهمتها معالجة الاشكاليات التي تدور في مختلف المناطق في لبنان، الوضع التنظيمي إلى حدٍ ما معقول، لكن ليس الطموح الذي نريده نحن في الساحة اللبنانية علينا أن نعطي وقتاً اطول ونقوم بدور أكبر لتربية اعضائنا وكوادرنا حتى يتحملوا المسؤولية، فنحن ندرك أن  العملية التنظيمية وشاقة ليست سهلة.