لن نسمح لأحد، مهما كانت صفته أو لقبه أو مكانته التدخل بشؤون الشعب الفلسطيني، وتفجير علاقته الوثيقة مع قيادته السياسية الشرعية بذريعة الحرص على (القضية الفلسطينية)، فعلى هؤلاء العلم أن الرئيس أبو مازن – معيار وطني دقيق لقياس تمسك الشعب الفلسطيني بالحق التاريخي والطبيعي بأرض وطنه فلسطين، فسبعين سنة ونيف من المؤامرات منذ نكبة 1948 وما تلاها من حملات وهجمات دموية تدميرية وامتحانات مريرة، بات الوطنيون الفلسطينييون العقلاء محيطين بكل دهاليزها المتشعبة وأدواتها!.
تتعرض فلسطين لغزو مبرمج وممنهج من نوع آخر، هدفه احتلال واستيطان عقل وضمير الشعب الفلسطيني، جبهة غزو تقودها غرفة مشتركة تجمع الاخوان المسلمين والصهيونية الدينية تركز قصفها على شخص وموقع ومكانة ورمزية رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية محمود عباس ابو مازن المعمد بشرعية نضالية تاريخية طاهرة نقية، وديمقراطية (انتخابية) وبرمزية وطنية وعروبية وإنسانية موثقة بالفعل قبل القول في قاموس كفاح ونضال وصمود حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، لذا علينا تبصر غايات حملات المسفرين عن ارتباطاتهم، والمتنفسين بالعدائية للوطنية الفلسطينية في غزوهم الاعلامي بلغة الضاد المتزامن مع تقديرات وأحكام محتلي ومستوطني ارضنا فعلا عندما جهروا بأن: "الرئيس محمود عباس ابو مازن اخطر فلسطيني على وجود اسرائيل".
صحيح اننا نعتمد في ادبياتنا ونظامنا ومواثيقنا الوطنية الأمة والشعوب العربية عمقا استراتيجيا للحق الفلسطيني (القضية الفلسطينية) وكذلك العالم الاسلامي وكل الأحرار في العالم، ونعمل بإخلاص، مكرسين كل قوانا النظرية والعملية ليكون رافعة للحق الفلسطيني، لكن النطق باسم أي مواطن فلسطيني في القضايا السياسية الداخلية التي لا نراها منفصلة أبدا عن مبدأ القرار الوطني الفلسطيني المستقل، والمرتبطة بالقضايا الوطنية والمصالح العليا للشعب الفلسطيني، أمر خطير يعكس وجه مؤامرة لم تعد تخفى على عاقل، فأصحاب الفكر السياسي الوطني او القومي، أو حاملي الشهادات في العلوم السياسية يدركون قبل غيرهم الفارق العظيم ما بين الانتصار لفلسطين، وبين التدخل السافر بشؤون شعبها الداخلية، فالشعب الفلسطيني صاحب الحق حصرا في تقرير مضمون وشكل العلاقة مع قيادته السياسية، ونعتقد أن محاولة (جماعة الاخوان المسلمين وإخوانهم الصهاينة الفاشيين) حرف أنظار الأمة عن هجوم الاحتلال والاستيطان الاجرامي الاسرائيلي في هذه اللحظة التاريخية على القدس ومقدساتها، وعلى وجود الشعب الفلسطيني في فلسطين من النهر الى البحر، ليس مصادفة، فالمؤامرة على الشعب الفلسطيني مخطط لها، ولكل مرحلة أدواتها وشخوصها ومنفذيها، بعد تمويههم بأقنعة، دينية أو وطنية، وحتى العروبية!
نرى رئيس الشعب الفلسطيني (ابو مازن) كبيرا بالحكمة والمعرفة واليقين، وبصواب وصحة منهجه السياسي، حيث فلسطين العربية الحضارية التاريخية والمستقبلية في عقله وضميره، وللرئيس أبو مازن ذاكرة عظيمة حفظت الوفاء للاجئين والشهداء والأسرى والجرحى المناضلين الذين ضحوا لاجل فلسطين، وعظيمة بالوفاء للشعب الصامد المتجذر في اعماق ارضها فلسطين ذاكرة حية تحيط بكل تفاصيل المؤامرة الدولية الاستعمارية على الشعب الفلسطيني، حفظت ادق تفاصيل المشروع الصهيوني، وارتباطاته مع دول ومنظمات وجماعات وتنظيمات، وأساليب تطويعها وإخضاعها واستخدامها لشخصيات كبيرة ومتنفذه كانت في الظاهر تنطق شعارات قومية ووطنية ودينية لكنها في الحقيقة إما صهيونية مستترة، أو مأجورة مستخدمة، ذاكرة استطاعت رسم استراتيجية ومنهج المقاومة الشعبية السلمية والمواجهة مع الاحتلال والاستيطان ميدانيا بالتوازي مع نضال قانوني وسياسي ودبلوماسي في المحافل والمنظمات الأممية والدولية وتثبيت فلسطين في الخريطة السياسية العالمية، وفي القانون الدولي، أما المصابون (بالزهايمر) فلا يحق لهم الحديث عن رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية الذي مازالت ذاكرته الوطنية والعروبية والإنسانية في اوج نضجها، فطاقة الرئيس أبو مازن الروحية والثقافية والفكرية مصدرها فلسطين المقدسة الحضارية التاريخية والمستقلة وذات السيادة في الغد المؤكد.
لا يكترث لمسميات وأوصاف وألقاب الزعامة والفخامة، فمن كانت فلسطين في قلبه وعقله وبصيرته، وينتهج الواقعية السياسية الهادفة لانتزاع الحق التاريخي وتجسيد المبادئ والأهداف الوطنية، لا يرتهن للعبثية، والعدمية، والشعارات الدموية، وطلاسم خطاب المشعوذين بأسواق السياسة!
نحترم من يناضل بصدق وإخلاص من اجل أنبل قضية، لكننا قادرون على وضع علامة استفهام وخطوطا حمر حول اسم أي انتهازي يستخدم المصطلحات ويدورها لإثارة فتن، ومشاكل، وصنع استقطابات فئوية، ودعم جماعات بعينها على حساب المصالح العليا الوطنية للشعب الفلسطيني، فالقدس ومقدساتها ليست مادة أو ماركة تجارية .. ومن شاء الانتصار لها باعتبارها قلب الحق الفلسطيني الأزلي، فليقل خيرا أو فليصمت، فالمفكر أو حامل شهادة العلوم السياسية أو من عمل في حقليهما، لا رجاء منه ما لم يكن عاقلا، لأنه سيحقر نفسه اذا نظر الى وجهه في المرآة إذا كان تابعا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها