لا حد، ولاحدود للافتراء الإسرائيلي، والفاشي كعادته، يقتل الضحية مرتين، الأولى بالرصاص، والثانية بما يدعي عليها، بما ليس فيها، متهمًا إياها بالإرهاب، ثم يدعي على صوت الضحية - الإعلام الرسمي الفلسطيني - الذي يوثق مجازر الاحتلال، ويلاحقها بالكلمة الأمينة، والصورة البليغة، متهمًا إياه بأنه بات راعيًا للإرهاب بشكل علني ...!!

لن ندخل في مناظرات مع هذا الافتراء الذي بات يتفلت، وعلى نحو غوغائي، في الإعلام الإسرائيلي، إعلام اليمين العنصري المتطرف، فليس من الحكمة منازلة الافتراءات، ومناظرتها، وهي المبنية أساسًا على الادعاء الذي لا حقيقة فيه، ولا منطق، وهي بلا شك من تبجحات التخلف بحماقتها، وقديمًا قال "فيثاغورس" الاغريقي "لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما".

الإرهاب هو ما رأينا في حرق الطفل محمد أبو خضير، وإضرام النار في منزل عائلة دوابشة، والمستوطنون يتراقصون من حوله بابتهاج مريض، الإرهاب هو  من أمطر غزة بصواريخ الموت، التي قضت على عوائل بأكملها، بأطفالها، ونسائها، ورجالها، وفتيانها، والإرهاب هو الذي حقق مجازر دير ياسين، وكفر قاسم، والطنطورة، وهو الذي اغتال رئيس الحكومة الإسرائيلية "إسحق رابين" والإرهاب هو الاعتقال الإداري، والإهمال الطبي للأسرى، والتوحش الاستيطاني الاستعماري ضد الأرض الفلسطينية، وضد أصحابها، وأشجارها، والإرهاب هو من ينتهك الشرائع الإنسانية، والأخلاقية، والقوانين الدولية، وأبسط حقوق الإنسان، وكل هذا الإرهاب هو الذي تواصل مسيرته الدموية، دولة الاحتلال الإسرائيلي، وإعلام اليمين العنصري المتطرف، مع الصهيونية الدينية، هو من يرعى، وينفخ في بوق هذا الإرهاب، ويسوقه حربا للدفاع عن حضارة العالم الحر ...!!

أي حر، وأية حرية تبيح هذا القتل، ضد شعب محتل، ولا يطالب بغير حقوق مشروعة، ولا يسعى لغير حياة آمنة مستقرة، بسلام سيرضاه بأخلاقه الفروسية، والإنسانية، مع جارته التي أرهقته، وأدمته، بعسكرها، ومستوطنيها، وعنصريتها، وسياستها العنيفة ..!!

نحن الذين يحاربون الإرهاب، ويفضحون سيرته البشعة، وفلسطين لها من الاتفاقيات الدولية لمحاربة الإرهاب، أكثر من ثمانين اتفاقية، وثبت للعالم بأكثر من واقعة، نجاعة الحرب الفلسطينية على الإرهاب . 

نحن الذين يحاربون الإرهاب، وثقافتنا هي ثقافة الحياة بغايتها المتنورة، وتطلعاتها النبيلة، نحن الفلسطينيين، وحربنا ضد الإرهاب، مقاومة، لأجل انتصار الحياة وازدهارها بالعدل والحق والجمال والسلام .

ويبقى أن نقول: مهما بلغ التحريض الإسرائيلي العنصري المتطرف، على الإعلام الرسمي الفلسطيني، فإننا لن نكف عن ملاحقة ما يرتكبه الاحتلال، من جرائم بشعة ضد أبناء شعبنا، من قتل، واعتقال، وهدم بيوت، ومصادرة أراضٍ، سنواصل روايتنا، رواية الحقيقة، وإعلاء صوت الضحية، صوت الحق بكل تجلياته .

 

المصدر: الحياة الجديدة