أقل من أربع وعشرين ساعةً على افتتاح صناديق الاقتراع، والمجتمع العربي على موعد مع انتخابات محتدمة ومصيرية للقوائم العربية الثلاث المتنافسة، فضلا عن الأحزاب الأخرى غير العربية، والتي تحاول مخاطبة المجتمع العربي داخل أراضي عام 1948، بحثا عن أصوات الناخبين فيه.

ويشارك في انتخابات "الكنيست" الإسرائيلية 6.2 مليون ناخب، منهم 17% من الفلسطينيين أصحاب حق الاقتراع، ما يعني أكثر من مليون مصوت فلسطيني.

وتشارك أربعة أحزاب عربية بثلاث قوائم، هي: التجمع الوطني الديمقراطي، والعربية لللتغيير والجبهة، والقائمة الموحدة، وهو ما أدى إلى انخفاض نسبة التصويت حسب استطلاعات الرأي، حيث تشير إلى أن 51% من المجتمع العربي سيشارك في عملية الاقتراع، ما يعني عدم تجاوز "التجمع" نسبة الحسم.

ولا تمنح استطلاعات الرأي أي من المعسكرين، اليمين واليسار، إمكانية تشكيل حكومة، ما يعني تعميق الأزمة السياسية في اسرائيل. حيث تشير إلى وصول معسكر اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو إلى 60 مقعدا، بينما سيحصل معسكر يائير لابيد على 56 مقعدا، ما يعني أن الانتخايات ستعتمد على نسبة التصويت في المجتمع العربي.

ويعاني المجتمع العربي في أراضي عام الـ48 من قضايا هدم البيوت، وشح الميزانيات والعنف، إلى جانب مخطط كبير للترحيل والتهجير القسري يتهدد أكثر من ألف فلسطيني من اهالي مدينة يافا، والتي تعتبر بالأساس قرارات ممنهجة من قبل الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة.

كما ترى الأحزاب العربية بوضوح أن القضية الفلسطينية على رأس سلم أولوياتها، وتطالب بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وفق حل الدولتين، ما سبب للقوائم العربية حملة تحريض يقوم عليها الشارع الإسرائيلي وأعضاء الكنيست المتطرفين الذين يرون بالفلسطينيين أعداء، والذين أطلقوا حملة للرقابة على الانتخابات في مراكز الاقتراع العربية "خوفا من عمليات الفساد وتزوير الأصوات فيها"، وفق زعمهم.

وبهدف التأثير على قرار الناخب العربي، أطلقت أحزاب اليمين حملات وصلت قيمتها لأكثر من 2 مليون شيقل بهدف إحباط الشارع العربي والدفع به الى عدم الخروج للتصويت، وهو ما كشف عنه تقرير للقناة 13.

وقال رئيس قائمة التجمع الوطني الديمقراطي سامي أبو شحادة ، "نريد أن نضمن 53% كنسبة تصويت، ونحن نحترم الجميع ونريد انتخابات حضارية وحقنا وواجبنا أن نوضح الفروقات بين التوجهات السياسية".

وفي حديث، قال رئيس قائمة الجبهة والعربية للتغيير أيمن عودة: نريد أن نمنع المتطرفين من الوصول إلى الحكم، رغم كل الحملات التي أطلقت ضد القوائم العربية وضد المجتمع العربي لذلك نريد أن ننجح وأن نواصل العمل للوقوف في وجه كل محاولات إنهاء ونفي الوجود الفلسطيني.