المعاناة قاسم مشترك يتوحد من خلالها الفلسطينيون دونما استثناء وإن بدرجات متفاوتة، في وقت تعذر عليهم توحيد صفوفهم واستعادة وحدتهم المنشودة، وفي وقت تشتد المعاناة بين أهل الشتات سيما في مخيمات اللجوء بلبنان الذين اعتادوا بل وتعايشوا مع سياسة "المعد الخاوية" جراء جَورْ قوانين السلطات الرسمية اللبنانية. وما يزيد الطين بلة، جور القوانين الصحية للأونروا لخلو أجندتها الخدماتية من تحمل تبعات مصابين بأمراض مزمنة ربما لكلفتها الباهظة. إذ بأحسن الأحوال تعتمدهم الأخيرة بلوائح خدماتها ك"حالات إجتماعية". هذا الأمر يدفع المصابين بأمراض مزمنة للاستغاثة والتنقل من مؤسسة الى أخرى طلبا للعون والمساعدة، ما يبقيهم في حالة من القلق ووسط أجواء نفسية مضطربة ومشحونة بالتوترات العصبية، تزيد وضعهم سوءا.

مشاهد وروايات لمصابين بأمراض مزمنة كالتصلب اللويحي، زرع الكلى، بطء النمو، غسيل الكلى، التليسيميا، الأعصاب، الصرع وغيرها يصح فيها قول "الحكي مش متل الشوف"، إلا أن القصد من عرض لعينات محدودة لا يأتي بسياق الإضاءة على معاناتهم بل للكشف عن دورالجهات المعنية برعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين وتحديداَ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ومهام دول الشرعية الدولية بتحمل مسؤولياتهم القانونية لتداعيات حالة اللجوء الفلسطيني الانسانية، بالاضافة الى الجهات المضيفة وسواهم من أولي الأمر والنفوذ.

المريض أحمد محمد البحيري

"أروح لمين" لسان حال الفلسطيني أحمد محمد البحيري من مواليد  1973 ويحمل بطاقة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" الذي أصيب بمرض "التصلب اللويحي" منذ ما يزيد عن العشر سنوات. وخلصت فحوصاته الطبية الى استخدام إبر "rebif 44 mg" بشكل دائم. يصل سعر العلبة منها الى مليونين وأربعماية ألف ليرة لبنانية (حصريا بوزارة الصحة اللبنانية). يقول البحيري أن الوزارة و"بواسطة من المعارف" خدمته وقدمت له علبة واحدة وتوقفت باعتبار أن علاج المرضى الفلسطينيين من مسؤولية "الاونروا" التي نصحته بدورها بالتوجه لمؤسسات المجتمع المدني، موضحا مرضي غير معتمد بأجندة الأونروا". أما منظمة التحرير الفلسطينية فزودته بثلاث علب فقط، ما اضطره في نهاية المطاف الى التوجه الى الطبيب راجيا اياه بتبديل الإبر بعلاج أبخس ثمنا. هكذا استجاب الطبيب لطلب أحمد واستبدل الإبر بالحبوب رغم انها أقل فعالية، فذلك "أحسن من بلاش" و"العين بصيرة واليد قصيرة"، كما يصف الرجل. تقوم اليوم م.ت.ف بتوفير الحبوب البالغ ثمنها 100 دولار، بحيث يراجع الطبيب كل أسبوعين ويخضع للفحوصات المخبرية اللازمة. 

الطفلة رئيفـة قبلاوي

"ضاقت الدنيا بوجهنا، رضينا بقدرنا، والله العظيم ما حدا بطَلّع علينا"،  تقولها بحسرة وألم والدة الطفلة رئيفة غسان قبلاوي (9 أعوام) المصابة بمرض "إلتهاب الكلى المناعي الحاد"، وتعاني حسب وصف الأم من "بطء عام بعملية النمو، يرتفع معها الزلال وَحدَة الإلتهابات تجعل جسمها بحالة دائمة من الإنتفاخ، ومركز الإدراك عرضة للإصابة، حاسة البصر بدأت بالتراجع، وبات شعرها يتساقط". أما الدواء neural 1000/mg/1m فغالي الثمن ويوجد حصريا بوزارة الصحة اللبنانية وصيدليات محددة، تحصل عليه من مرضى الوزارة، وتستدين ثمنه ممن يقبل "تحمل ديننا". ونظرا لندرته يتحول لسلعة محتكرة وتضطر دفع ثمنه مضاعفا، إذ تدفع في أحيان مئتي ألف وفي أحيان أخرى ثلاثمئة وصولا الى الأربعمئة ألف ليرة لبنانية.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فرئيفة بحاجة لمزيد من الأدوية لحماية العظم والمعدة ومخفض للدهنيات ومقويات وغيرها، يصل ثمن الأدوية الضرورية كل شهر الى 700000 ليرة لبنانية، عدا عن بعض الفحوصات المخبرية بمستشفى أوتيل ديو. تعلّق الأم "لا يكفي تخلي الأونروا عن مسؤولياتها تجاه أصحاب هذ المرض، ونحن من حملة "بطاقة إعاشة" صادرة عن الوكالة، وما يزيد من عبئنا تململ مدير احدى مدارس الأونروا لكثرة غياب رئيفة"، التي اضطررت الى توقيفها عن المدرسة لهذا العام، آملة أن يتم قبولها العام المقبل.

الفلسطيني منير قاسم

حكايته مع المرض بدأت باكتشاف الحصى بالكلى والذي تطور لتكسيرالدم بالبول وصولاَ حتى القصور الكلوي من الدرجة الثالثة. بعد أربعة سنوات عانى خلالها من عمليات غسيل الكلى أضطر لأن يخضع لعملية زرع الكلى بإحدى المستشفيات في باكستان العام 2002، وكل "تحويشة العمر من عملي كنجار موبيليا بأبوظبي ما كفت". إلا أن مساعدة الأهل والأقارب والحبايب مكنته كما يقول من إجراء العملية بنجاح وبراحة بال، أما الأونروا "ما ساعدت أبداَ". وفيما يتعلق بمنظمة التحرير، قام المستشار بسفارة فلسطين في باكستان المرحوم عدنان أبو الكل، بالمساعدة في اختيار المستشفى والتوصت له. يشرح قاسم "بعد العملية المريض ملزم بنظام المناعة الصحي  واستخدام أدوية الحماية بشكل دائم لضمان حماية الكلية، منها  cellcept 500 mg ـ neorral 50 mg"  وثمنه يصل لستمئة ألف ليرة لبنانية تكفي لمدة خمسة وخمسين يوماَ (توجد حصريا بوزارة الصحة اللبنانية)، عدا عن ذكر تكاليف الفحوصات المخبرية وأدوية الضغط والسكري"، متمنيا لو جرت معاملته آنذاك أسوة بأمثاله من الفلسطينيين المرضى في الضفة الغربية وغزة باعتبارهم مشمولين بخدمات المنظمة أو السلطة الوطنية الفلسطينية بالإضافة لكلفة مرافق المريض. ودعا الى إحياء نظام التقديمات لمنظمة التحريرالفلسطينية لمرضى الكلى "100$ شهريا" الذي أوقف منذ أربعة سنوات، آملا أن تعود الجمعية الصحية في بيروت لتقديم خدماتها أيضا لمرضى الكلى.

 

الفلسطينية أنيسة موسى عبدالله الصفدي

 قدرها أن تنتظر باستمرار، وحالياَ من يعينها ولمدة عام على شراء إبرة "m1 0،pegasys180microgams/5" البالغ ثمن الواحدة منها ستمئة ألف ليرة لبنانية، تحتاجها بمعدل إبرة أسبوعياَ لعلاج إصابتها بجرثومة الكبـد، وتنتظرالأونروا منذ سنوات، ولحينه قد يأتي التصدع على كامل بيتها (غرفة يتيمة مصحوبة بما يشبه المنافع الصحية)، ورغم أنها معتمدة بلوائح الاونروا كحالة عسر شديد، تنتظر صرف أدوية الضغط والسكري في عيادة الاونروا، بوقت هي بأمس الحاجة للمزيد من الأدوية الشهرية بشكل دائم كلفتها مرتفعة. وتقول أنيسة الصفدي "تصل كلفة أدويتي الشهرية حتى الأربعمئة ألف ليرة لبنانية، ولا تؤمن الأونروا أي شيء"، كون مرضها غير معتمد بأجندتها الصحية. وترد الصفدي إرتفاع الكلفة لاضطرارها أحياناَ ولظروف خاصة لشراء أبرة الدم "hemax 4000 i.u. "أو أبرة الحديد"venofer 100mg" لزوم إنجاز عملية غسيل الكلى التي تخضع لها مرتين بالإسبوع بمشفى الهمشري - مشكوراَ لتقديماته المجانية- وبشكل خاص لشرائها ما تبقى من الأدوية الشهرية الضرورية الخاصة لحد تراجع العمل الوظيفي للكلى ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وظائف أعضاء جسدها الاخرى. ومن الأدوية (lekaform    kalk 100 ، fer cf euro، plenica 75 mg ، tariviol 200mg ، diamine 60 ).   

اللاجئ الفلسطيني أبـو أيمـن

"دفعنا اللي فوقنا واللي تحتنا لعرفنا تشخيص المرض" يقول رب العائلة أبو أيمن الذي أصيب ولداه أحمد وسهى مبكراَ منذ أوائل التسعينات بمرض "sekell anemia celle" أو التليسيميا من نوع منجلي، وبالكاد تجاوزا السنوات الخمس من العمر. يشرح ويضيف "هدَتنا الكلفة الباهظة للعلاج فالكشفية الإسبوعية لطبيب الدم تصل حتى الـ 120000 ليرة لبنانية، إضافة الى متطلبات الفحوصات المخبرية والشعاعية، ولزوم الاستخدام اليومي لإبرة desferal 500 mg الخاصة بطرح الحديد الزائد عن حاجة الجسم والبالغ ثمنها 200000 ليرة لبنانية، إضافة لأدوية أخرى كأنتيبيتوك وأوسبـل وغيرها".  لدرجة أن العائلة أجبرت قصراَ للإستغناء عن الخدمات الطبية شبه المجانية المقدمة من "مركز الرعاية الدائم للسكري والتليسيميا" برئاسة السيدة منى الهراوي في بيروت بعبدا، بسبب عدم توفر الإمكانيات المالية للإستمرار بمتابعة العلاج بالمركز شهرياَ، ولعدم مساعدة الاونروا بتحمل تكاليف العلاج.

 بدورها تشير أم أيمن إلى أن ضيق الحال أضطرهما بنهاية المطاف لقصرعلاج ولديهما على "تركيب وحدتين من الدم الأحمر" بمشفى الهمشري وبتغطية من الاونروا، مثمنة دور "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع لبنان" لتزويد ولديها بجهاز "infusa" تسهيلاَ لاستخدامه بحقن إبر "desferal" بالدم منزليا، ما يغنيهما من أعباء وتبعات الذهاب للمشافي، خاصة وأن عملية حقن الابرة الواحدة تستغرق مدة "12 ساعة متواصلة". وتمنت على مسؤولة الاتحاد آمنة جبريل بذل مساعيها مع الجهات المانحة بهدف العودة لتقديم الإعانات المالية للمرضى لشراء الإبر، متسائلة عن مسؤولية الاونروا بعدم متابعة وتحويل فحوى اللقاء الذي جرى  بمساعيها بين مندوبة مركز الرعاية الدائم للتليسيميا والسكري والاونروا في عين الحلوة آنذاك على قاعدة تسديد الاخيرة 10 دولار عن كل فلسطيني مصاب بمرض التليسيميا مقابل توفير العناية الطبية له ومعاملته اسوة بالمرضى اللبنانيين.

الأخوان آيـة ومصطفى حليمة

"الدنيا مهما ضاقت بظل للفرج مطرح" هذا ما أشار إليه والدا الطفلين آيـة مجيب حليمة ومصطفى حليمة المصابين منذ الولادة بمرض "حمى البحرالمتوسط "  sekell anemia celles من نوع mager " تليسيميا أساسي" (يرافق المريض طيلة حياته)، و"بفضل الله ومساعدة الخيرين وبعض المؤسسات تعايشنا قدرالمستطاع مع معاناة وأعباء المرض"، تقول الوالدة. وتستذكر دور الصليب الاحمر ومساعدته الطبية بين العامين 1985 1987، وثم لجوئها منذ العام 1989 لـ "مركزالرعاية الدائم للسكري والتليسيميا" برئاسة السيدة منى الهراوي ببيروت بعبدا، ولحينه لا زالت تقصده شهرياَ برفقة ولديها لتلقي العلاج وفقاَ للمتوفر. كما تثمن دور"الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" وتقديمه لجهاز"infusa" لحقن إبر التليسيميا ذاتيا بالمنزل، مهيبة بمسؤولة الاتحاد آمنة جبريل على التواصل مع الجهات المانحة وحثهم لاستئناف تقديم العون المالي لمرضى التليسيميا إسوة بما جرى العمل به سابقاَ. وتضيف "مع ذلك نحن مضطرون لتأمين الأدوية الاخرى فمصطفى بحاجة كل 21 يوما testoviron depot 250 mg لتعزيز الهرمون الذكوري، وآية بحاجةestreva  petilin 200 mg لمساعدتها على استكمال النمو الطبيعي". بوقت تقدم لها الاونروا الأدوية الخاصة بعلاج مرض "الكهرباء بالرأس" لإصابتها بهذا الداء، إضافة للمياه المقطرة لمرضى التليسيميا ويورك أسيد. وتستطرد والدة الطفلين أنهما بحاجة لرعاية خاصة بحيث تبلغ كلفة العلاج للولد الواحد شهريا مليوني ليرة لبنانية، آملة أن يعمل "مركز الرعاية الدائم للسكري والتليسيميا" ببعبدا بالتعاون مع وزارة الصحة اللبنانية على تعميم استخدام أقراص الفوار الفرنسية"Zegde" كعلاج سهل الاستعمال والاستخدام الشخصي، بدلاَ من "إبر التليسيميا" التي تحول المريض لمدة 12 ساعة رهينة لجهازالحقن الذاتي.

عائلة محمد خالد يونس

 هدها المرض، واستثنى برحمته ربة الأسرة لتُكرسَ حياتها لرعاية وتدبير ما أمكن من شؤون عائلتها، فـرب الأسرة أصيب أثر التعذيب الصهيوني بمعتقل أنصار بـداء "الصرع بالرأس" وبروز "درن من النوع الحميد بأماكن متفرقة من جسمه"، ويتعرض بين الحين والآخر لنوبات من الصرع تفقده السيطرة على الذات، مصحوبة بنوبات من الإكتئاب أيضاَ، ولذا فهوعاطل عن العمل. والصبية الوحيدةَ تعاني كذلك من نوبات بالكلى، وبكرُهما خالد (15 عاما) أصيب بالشلل التام منذ صغره بعد بضع ساعات من تلقيه "جرعة البنج" بأحد مستشفيات صيدا إثر خضوعه لعملية "الفتاق".َ ومنذ ذلك الوقت  يحتاج لعدة أدوية تصل كلفتها الشهرية حتى 126000 ليرة لبنانية، تتوزع ما بين أدوية خاصة بالتشنجات وأخرى خاصة بعلاج البلغم. بوقت تصل فيه كلفة أدوية الوالد حتى الـ 110000 ليرة لبنانية شهرياَ، وتؤمن الأونروا من إجمالي أدوية العائلة فقـط ثلاثة علب من أدوية "الصرع"  من أصل خمسة يحتاجها الوالد. وتقول ربة الأسرة نـدى الحنفي "الحمد لله وقفـة الأخت آمنة جبريل مسؤولة اتحاد المرأة  ومساعدتها ما بننساها طول العمر، وكمان مساعدة الأخت أم ناجي من جمعية الرعاية والتنمية الأسرية، وبعض مؤسسات المجتمع الأهلي وفاعلي الخير أيضا"َ، منوهة بمساعدتهم بأجرة البيت علماَ بأن صاحب البيت "الله يسامحه" بدأ يطالب بزيادة الأجرة 50000 ليرة لبنانية لتصل حتى ال 150000 رغم معرفته بمعاناتها. 

 

مواقف ومسؤوليات

منظمة التحرير الفلسطينية "الخدمات الطبية الضمان الصحي"

يشير مسؤول الملف الصحي الدكتور محمد داوود إلى أن تأسيس قسم الخدمات الطبية الضمان الصحي، جاء ليطال بشكل رئيس المناضلين من محترفي العمل الثوري الفلسطيني، باعتبار أن علاج المدنيين الفلسطينيين يخضع لأجندة ومسؤوليات الاونروا، مضيفا "سوء الأوضاع المعيشية لعموم الفلسطينيين، ومنهم المدنيين دفعت بأصحاب الشأن في الساحة اللبنانية لإقحام علاج المدنيين بأجندة الضمان الصحي، سيما وأنهم شاركوا بدفع فاتورة الإنتماء للثورة وأصيبوا جراء ذلك بضرر مـا، لذا فقد جاء تعاقد الخدمات الطبية مع معظم المستشفيات المتعاقدة معها الاونروا بهدف التخفيف من معاناة المرضى ولدفعها باتجاه الاستمرار بتحمل مسؤولياتها تجاههم، وتحدَدَ سقف مساعدة المدنيين بحدود المليون ليرة لبنانية". ويؤكـد الدكتور داوود على "عدم تحمل الضمان لأية تبعات بخصوص كلفة الأدوية، وبخصوص أدوية الأمراض المزمنة والتي غالباَ لا تتوفرسوى بوزارة الصحة اللبنانية خاصة من ذات الكلفة الباهظة، تبين بأنها غير مشمولة من أساسه بأجندة الضمان باستثناء أدوية مرض السرطان، بوقت توقف فيه صرف كلفة أدوية "الكبد الوباء" منذ فترة بسبب محدودية الإمكانيات المالية، ولتعرض الضمان لحالة من المديونية الدائمة، خاصة لحساب المشافي". ويوضح أن "التعاطي مع المدنيين خاصة من أصحاب الأمراض المزمنة يتطلب تحرك قادة الساحة في لبنان على أكثر من مستوى وصعيد، ومخاطبة الرئيس الفلسطيني السيد محمودعباس بما في ذلك تحديد الجهات الدولية المعنية بتأمين هذه الأصناف من الأدوية لعدم توفرها بالسوق، ناهيك عن رصد الموازنات الكافية لتغطية كافة المستلزمات". من جهة أخرى وبخصوص دورالضمان تجاه محترفي العمل الثوري بالمنطمة، نوّه لإمكانية تغطية كلفة العلاج بالمشافي لهم ولأفراد عوائلهم، شارحا "الشاب ممن بلغ الثامنة عشرة من العمرولازال طالباَ، غيرمنتج، الإبنة طالما هي عزباء وغيرمنتجة أيضاَ، إذ تصل قيمة التغطية حتى الـ 5000دولار. وما يزيد عن ذلك يستدعي مخاطبة الرئيس أبو مازن". وعن تغطية كلفة وصفات الأدوية غير المتوفرة بصيدليات المنظمة، أكـد داوود على  أنه جرى مؤخراَ حصر هذه الخدمة بحدود الإدارة المالية بالساحة بدءاَ من 1/6/2010.

 

"جمعية الهلال الأحمرالفلسطيني مشفى الهمشري"

أشار مدير المشفى الدكتور ذياب العوض إلى أن تأسيس قسم غسيل الكلى جاء بدافع مشاركة المرضى بتحمل المسؤوليات وتخفيف الأعباء عنهم، خاصة وأن الهمشري يتفرد بين مشافي الهلال بلبنان بوجود هذا القسم، وينظم القسم جلسات غسيل يتراوح عددها بين الـ "600 650" جلسة يستفيد منها "60 65" حالة مرضية فلسطينية، وبعضها يتعرض للغسيل لمرتين بالإسبوع وأخرى لثلاث مرات. ويؤكـد الدكتور العوض على تقديم هذه الخدمة الإنسانية مجاناَ للمرضى، باعتبار أن كلفة المحاليل والفلاتر وصيانة الأجهزة تقدمة من "مؤسسة الرعاية الإجتماعية" وتساوي نصف الكلفة العامة للجلسة الواحدة أي نصف"56 58$" وتتحمل جمعية الهلال الأحمر تسديد النصف الآخـر. وباعتبار أن الاونروا لا تتحمل  تبعات ما قد يتعرض له المرضى جراء جلسات الغسيل من مضاعفات، تتحمل جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني أيضاَ تبعات ذلك، موضحا "منذ عام تقريباَ بدأ الصليب الأحمر الهولندي بتقديم أدوية مقويات الدم للمرضى خلال جلسات الغسيل مجاناَ، ما يعفيهم من استخدام وحدات الدم".

الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية "فرع لبنان"

بدورها، تقول مسؤولة الفرع آمنة جبريل تشير بأن المساعدات العينية المقدمة أحياناَ لشراء الأدوية من مؤسسات منظمة التحرير ومؤسسات المجتمع الأهلي متواضعة جدا قياساَ بإجمالي الكلفة الباهظة لاحتياجات المرضى وأسعار الأدوية المطلوبة، ولحينه لا يوجد شيء مرسم أو منظم ومبرمج بخصوص تقديم المساعدات، معلقة "يعمل الاتحاد من خلال تواصله مع مؤسسات المجتمع الأهلي الدولي باتجاه تخفيف ما أمكن من معاناة هذه الشريحة، وبهذا السياق عمل الاتحاد مع حركة من أجل السلام الإسبانية على برنامج الإكتشاف المبكر للإعاقة ومعرفة أسبابها بما ذلك تداعيات ومسببات مرض التليسيميا، وتعزز هذا الاتجاه لدى الاتحاد بالتعاون أيضاَ مع بلدية تريشي الإيطالية وأثمر التعاون عن إخضاع المريض حسن زيدان لعملية جراحية بالنخاع الشوكي مجانا وشفي على أثرها. بالإضافة الى ذلك قدموا عدداَ من أجهزة الحقن الذاتي"infusa"، جرى توزيعها على المرضى بصيدا والبرج الشمالي, وجرى توزيع مبلغ 2000 يورو مقدمة من متبرعين على زهاء 30 مريضاَ على دفعات لمرتين أو ثلاث لتأمين شراء بعض الأدوية".

 وتشير سليمان الى أنه بحال توفرت لديهم الإمكانيات سيبلغوننا عن استعدادهم لاستقبال حالة جديدة لمعالجتها مجانا، علما أن كلفة علاج الحالة الواحدة تصل حتى الـ150000 يـورو، مردفة "بحكم مسؤولياتنا وموقعنا وبالرغم من عدم وجود موازنة خاصة لهكذا قضايا بالاتحاد نتعاطى مع المرضى باعتبارهم أبناء شعبنا ولا نبخل وفقاَ للمتوفر، هـذا واجب ومسؤولية وليس منة من أحـد".

جمعية الرعايـة الصحية الصندوق الصحي

لا يتوقف أصحاب الحاجات المرضية عن سؤال مركـز "بيت أطفال الصمود" بعين الحلوة لبلسمة جراحهم، باعتبار أن "بيت أطفال الصمود" في لبنان أحـد المؤسسين الأوائل للجمعية المختصة بتقديم خدماتها للفئات الفقيرة والمهمشة من المرضى المدنيين الفلسطينيين. وتقول مسؤولة بيت أطفال الصمود بعين الحلوة بهاء الطيار "نحن بالمركز بمثابة متطوعين وصلة وصل بين المرضى والمركز الرئيس لـجمعية الرعاية الصحية الصندوق الصحي في بيروت، ومعنيين بالاستماع لشكاوى المرضى ومعاناتهم والتعاطي أيضاَ مع متطلباتهم وفقاَ لأجندة الجمعية". وفي هذا السياق تؤكـد على "إلتزام الجمعية بمساعدة المرضى بإجراء العمليات الجراحية بنسبة 10% شريطة تجاوز الكلفة مبلغ الألف دولار، وتشمل هذه المساعدة تركيب الإكسسورات وعدسة العين، المرضى المضطرين للدخول لغرفة العناية الفائقة، وتساعد المرضى من ذوي الاحتياجات الإضافية الخاصة بنسبة 15% كونهم لا يمارسون أياَ من الأعمال ذات الأجـر". وبخصوص التقديمات لأصحاب الأمراض المزمنة تستذكر الطيار فترة سابقة عملت فيها الجمعية على تقديم مساعدة شهرية بمبلغ 50 دولارا لمرضى الأعصاب و 100 دولار لمرضى الكنسر والعلاج الكيمياوي والإشعاعات، وتوقف ذلك جاء بسبب محدودية الإمكانيات من جهة، وبسبب تقديم المساعدات بطريقة مباشرة لصالح المرضى عبر توجيهها للمراكز الصحية كمركزغسيل الكلى في مستشفى الهمشري.

 وتأمل زيارة المسؤولين الفلسطينيين للمركز للوقوف على حجم المعاناة والشكاوى اليومية للمرض، علّ البعض يخصص اليسير من إمكانياته أو موازناته وهو كبير وذو مغزى ومهم قياساَ لحاجة المرضى.

اللجنـة الشعبية في مخيم عين الحلـوة

يعرب كمال الحاج، مسؤول الملف الصحي باللجنة الشعبية، عن وقوف اللجنة الى جانب المرضى وحقوقهم المترتبة على الاونروا، والتي ترى باحتياجات علاجهم حقوقاَ تتحمل مسؤولياتها الاونروا، موضحا وضع "هذه الحقوق على أجندة لقاءاتنا مع قسم الصحة بالاونروا، وفي منتصف شهر حزيران وفي العاشر من آب العام 2010، جددنا مطالبتنا، وبحضورالأطباء منى عثمان، حنان حلواني، عبد الحكيم شناعة، والدكتورين صالح وسهى، بضرورة اضطلاع الاونروا بكامل مسؤولياتها، بما فيه العمل على تعديل قوانينها الصحية على قاعدة إدخال الأمراض المستعصية بخدماتها. ويشير إلى "أن شركات التأمين الصحي تشطب من أجندتها تقديم خدمة علاج المصابين بالأمراض المستعصية لكلفتها الباهظة، بوقت تتحمل فيه وزارة الصحة اللبنانية كامل مسؤولياتها تجاه المرضى اللبنانيين، والأونروا بالنسبة للاجئين الفلسطينيين بمثابة وزارة صحة ومهمتها إغاثتهم وتشغيلهم، لا بل والتواصل مع الوزارة لتوفير الأدوية وبأسعار رمزية أسوة بالمرضى اللبنانيين، بدلاَ من إضطرارهم لشراء ما يفيض عن حاجة المرضى اللبنانيين من الأدوية المسوقة أحياناَ عبر بعض الصيدليات وبأسعارباهظة". ويتابع الحاج: "نتواصل ونتعاون مع مؤسسات المجتمع الأهلي لتخفيف ما أمكن من المعاناة، وتمكنا لمرتين أو ثلاث من مساعدة أحدى الحالات المرضية بالدواء بواسطة الهيئة الطبية الدولية، من جهة ثانية نتوخى أن يشكل التعاون والتنسيق المؤسساتي قوة ضغط لدفع الاونروا لتحمل تبعات الأمراض المستعصية".

وفي السياق ذاته، جاء في مذكرة للجنة الشعبية موجهة للمديرالعام للأونروا بلبنان بتاريخ 11/8/2010: "يتعرض الفلسطينيون للإصابة بأنواع عدة من الأمراض المزمنة من ذات الوقع المادي والاجتماعي والنفسي السلبي، ما يدفع بأصحابها بالكثيرمن الأحيان لطرق أبواب المؤسسات والجمعيات، ومهما حصلوا فالنتيجة لا تفي مانسبته الـ 5%، من حاجتهم ،وحيث أن الوضع الإقتصادي المعيشي في هذه الظروف صعب جداَ، وحيث أن هذه الحالات بحاجة ماسة للعلاج الدائم، وتفوق ما يمكن أن تقدمه المؤسسات والجمعيات الأهلية بكثير وكثير جـداَ، نعلمكم بأن هذه الحالات الصعبة والأكثر إيلاماَ هي "مرض السرطان، التليسيميا، التصلب اللويحي، غسيل الكلى، جرثومة الكبد، الصرع ...الــــــخ"، وتتطلب نزفاَ دائما ومستمراَ ينال من الجهد الجسدي والمالي والنفسي للمريض وأهله وحتى ذويه".

وطالبت المذكرة بالعمل على إيجاد الحلول الدائمة، بما يضمن لهم الحصول على العلاج والدواء اللازم، خصوصاَ أن كلفة هذه الأدوية غالية وغالية جداَ، وننوه بهذا السياق لإمكانية وأهمية تعاونكم مع وزارة الصحة اللبنانية باعتبارها المالك الرئيس لهذه الأدوية وتقدمه للمرضى اللبنانيين بأسعار رمزية.

 وأشارت اللجنة في المذكرة الى  جهد معنيين بتأمين خدمات أفضل لحلول أفضل لمجمل عموم اللاجئين، مثمنة عدم وقوفهم عند حدود العمل على تقديم الحد الأدنى من الخدمات لهذه الشريحة من المرضى المعوزين الذين قهرهم المرض ولم يجدوا العناية اللازمة من طرفهم، متسائلة "هـل وقفت الإنسانية عنـد حدود عـدم التطلـع لمثل هـذه الحالات، كي لا نشعر بوخـز الضميـر".

 تحقيق وليد درباس