تمكنت الولايات المتحدة الاميركية من النجاح في الجولة الاولى، التي خاضتها القيادة الفلسطينية من ثني العديد من الدول على عدم التصويت في مجلس الامن لصالح العضوية الكاملة لدولة فلسطين مما حال دول وصول مشروع القرار الفلسطيني - العربي الى مرحلة التصويت. وهذا النجاح الاميركي يضع علامة سؤال على مستقبل دورها كراعي لعملية السلام في المنطقة، دون ان عني ذلك الدخول في صطدام مع الادارة الاميركية. لان لا مصلحة فلسطينية بالتصادم مع الولايات المتحدة، وليست معنية بذلك.

غير ان القيادة الفلسطينية معنية بالدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني العليا، وشق طريق الشرعية الدولية كأحد عناوين الاستراتيجية الفلسطينية الجديدة، بعد ان باءت بالفشل المريع طريق المفاوضات المباشرة. وبعد ان تخلت الرباعية الدولية عن لعب دورها المناط بها في الاشراف على تحقيق تقدم حقيقي في المسار الفلسطيني - الاسرائيلي.

ولا يعني ما ورد اعلاه إغلاق بوابة المفاوضات في حال توفرت الشروط الملائمة لها، إذا ما التزمت حكومة اليمين الصهيوني المتطرف بالوقف الكامل للبناء في المستوطنات الاستعمارية المقامة علفى الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، وتوفقت عن الاجراءات والانتهاكات العبثية الاجرامية ضد المواطنين الفلسطينيين ومصالحهم الوطنية، والتزام بخيار حل الدولتين للشعبين على حدود 67 . كما لا يعني إسقاط لدور الرباعية في حال تمكنت اللجنة الدولية من التعافي من مثالب السطوة الاميركية، وإرتقت الى متوى المسؤولية الملقاة على عاتقها.

الجولة الفلسطينية الاولى على حلبة المصارعة مع الامبراطورية الاميركية وحليفتها الاستراتيجية إسرائيل ومن لف لفهم، لا تعني الهزيمة او الفشل، بل هي الخطوة الاولى في طريق إختراق السدود والحواجز والالغام الموضوعة امام القيادة السياسية الفلسطينية. وللفلسطينيين، اصحاب وجهة النظر غير المؤيدة لخيار الاستمرار في طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة على حدود 67، الذين جاؤوا "ضاحكين" ملىء اشداقهم، وقالوا : ألم نقل لكم ، لا داعي لخوض معركة خاسرة!؟ وكان الاجدر ان نختصر المسافة، ونذهب مباشرة الى الجمعية العامة ! نقول لهولاء انتم مخطئون، ولم الامور من جانبها الايجابي، وارتأيتم الانسحاب قبل بدء المعركة في مجلس الامن. مع ان معركة العضوة الكاملة لدولة فلسطين، كانت ، ومازالت تستدعي من الكل الفلسطيني حشد الجهود خلف القيادة وخيارها، دون التوقف عند بعض الاخطء الصغيرة هنا او هناك، وتضخيمها وكأنها هي لب الموضوع، في حين ان المسألة الاساسية هي كسر الاحتكار الاميركي - الاسرائيلي لعملية التسوية السياسية، ومحاولة إحيائها مجددا ، وإعادتها الى مكانها الطبيعي، الى حاضنة الشرعية الدولية.

لذا لا تضحكوا كثيرا، لان نظرتكم قاصرة وخاطئة ، وتصب من حيث تدروا او لا تدروا في ما تريد الادارة الاميركية، التي طاردت القيادة والتوجهات الوطنية خطوة خطوة لوأد الاهداف الفلسطينية، وإغلاق باب التسوية السياسية امام بلوغ خيار حل الدولتين للشعبين على حدود 67. ولا يمكن تفسير الموقف الاميركي إلآ بهذا التوصيف، لان التساوق مع سياسات وانتهاكات وجرائم حكومة نتنياهو - ليبرمان ويعلون وباراك ويشاي ومن لف لفهم، يعني التساوق م خيار قتل التسوية السياسية واغلاق بوابة الحل الساسي، ويفتح بوابة جهنم، التي تضرب مصالح اميركا واسرائيل قبل مصالح الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة .

الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية رغم نجاح الادارة الاميركية في تعطيل دور مجلس الامن في التصويت على توصية لنيل دولة فلسطين العضوية الكاملة على حدود 67، هي التي انتصرت ،لانها امتلكت الارادة السياسية في مواصلة المعركة رغم كل التهديدات والضغوط ، ولانها مازالت تمسك بمقاليد الامور في إصرارها على مواصلة المشوار رغم كل العقبات المنتصبة امامها. ولانها لم تخذل شعبها، ولانها كشفت عورة الولايات المتحدة وضف وبؤس موقف الرباعية الدولية. ومن يضحك أخيرأ ، هو الذي سيربح ، ولن يكون سوى الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية