بعد رحلة نضالية طويلة، بين كهف وكهف بين قرية ومدينة بين جبل ووادي قضى معظمها في الكفاح المسلح، من معركة إلى معركة ومن حرب إلى أخرى، اغتالت يد الغدر الصهيونية رجل القرار في الحرب والسلم الرئيس الفلسطيني الشهيد الرمز ياسر عرفات.
سبعة عشر من السنين العجاف التي مرت على استشهاد اسطورة الثورة الفلسطينية، الرئيس الوحيد في العالم الذي تمكن من نيل شرف أعلى وأعظم رتبة وطنية ألا وهي رتبة (رئيس بدرجة مناضل)، أنه ياسر الشعب وآسر القلوب الشهيد المناضل "ياسر عرفات "أبو عمار".
أبو عمار كان الرقم الصعب بمعادلة الشرق الأوسط، كان التاريخ الاطول بنضال الشعب الفلسطيني، فلا تستطيع الكلمات والجمل التي تمتلئ بها قواميس اللغة أن تصفه أو تعطيه حقه، لأن أبو عمار كان اسم بحجم وطن أكبر من الكلمات، وأعظم من القواميس، إنه قاموس الشعب الفلسطيني، الذي تعلم منه الكثيرون.
يوم الرحيل في 11/11/ 2004 شكل يومًا أسودًا وتاريخًا لا ينسى بحياة الشعب الفلسطيني، فقد ردد قبل رحيله عام 2002 (شهيدًا... شهيدًا... شهيدًا...) ونال الشهادة التي صعقت الشعب الفلسطيني بمرارتها وصعوبتها وقسوتها رغم أن كل الفلسطينيين يتسابقون للشهادة وهم مشاريع شهادة حتى النصر والتحرير، كان يوم الخميس يومًا أسودًا من الأيام الفلسطينية، حيث استشهد بهذا اليوم سيد الرجال وقائد الثوار الذي سكن قلب الشرفاء والأحرار فغاب الجسد وبقيت الفكرة واستمرت الثورة.
أبو عمار كان الأب والاخ والقائد والرمز وكان سيد المكان والزمان، لا يرى إلا فلسطين ولا يحلم إلا أن يصلى في قدسها، حمل أمانة فلسطين وحلم بتحرير أرضها والتحليق في سمائها وكان همه الكبير أن ينال شعبه الحرية، وأن يخرج من خلف القضبان أسراه، وأن يعود للوطن لاجئيه، ومن أجل تحقيق حلمه، قاد الثورة الفلسطينية من معركة إلى حرب ومن الكرامة إلى بيروت ومن انتصار إلى انتصار.
خبر استشهادك أبو عمار كان كالسهم في القلوب ولكن عزاءنا إنك تركت خلفك اخوانك ورفاق دربك الثابتين على الثوابت حاملين أمانة الشهداء حتى النصر والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف شاء من شاء وأبى من أبى، متمسكين بأقوالك المأثورة التي كنت ترددها (يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون).
كطائر الفينيق خرجت من حصار بيروت قويًا، للوطن والمواطن أعدت الأرض والهوية، وعلى خارطة العالم وضعت فلسطين القضية، ففى ذكرى استشهادك السابعة عشر مازلنا على العهد والقسم، وعلى درب الشهداء سنبقى سائرين حتى النصر والحرية.
فقد عاش أبو عمار مناضلاً مقاتلاً مكافحًا ورحل شهيداً، شهيداً، شهيداً، حفر اسمه في تاريخ النضال الفلسطينى، وخلد ذكراه فى عقول وقلوب الشعب الفلسطيني، رمز وقائدًا ورئيسًا حمل غصن الزيتون ولم يترك البندقية في سبيل تحرير أرضه واستعادة حقوق شعبه التاريخية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها